ثَمَّةَ بَحر يروغُ مِن الشُّعراء وكمْ يرتَبِك... يُتمتِمُ كالمستجيرِ بخوفِ المياه: شِباكُهم كالقصائدِ لا تُحسِنُ الصَّيدَ فهي تلُمُّ الحصى والأسى والمحار وطَيشَ السمَك فإذًا... ثَمَّةَ وَقت يمرُّ رهيفَ الأنوثةِ كالشُّعراء فمَنْ أبصَرَه فليُبلِّلْ ذوائبه بالندى بقَطرِ...
نصوص
أبي كان قاطع طريق
وحش حين فتحت باب المخزن رأيتُ شيئًا سيغيّر حياتي؛ فلقد رأيتُ وحشًا كبيرًا أسود ولديه سبع أذرع. بالكاد كان لديّ الوقت لأعدها، لكنها سبع تقريبًا. زمجر الوحش الأسود وكشر عن أنيابه. أغلقت باب المخزن وهرعت إلى السَّكن لأخبرهم بما رأيت. أنصتوا إليّ وهزوا رؤوسهم، وقالوا:...
5 قصص قصيرة جدًّا
أنا وبورخيس منذ سنوات عدة كنت أذرع أحد شوارع بيونس آيرس، عندما خُيِّل لي أني رأيت بورخيس جالسًا على مقعد وعصاه بين يديه، وكأنه ينتظر. كنت آنئذ فتًى شاحبًا أحمل الكثير من الكتب، فضلًا عن دفتر، وقلم. تسمرت في مكاني من الدهشة، ولم أدرِ ما أفعل. أحسست أن أي كلمة أقولها في...
الثقب الثالث
احتجبت وراء باب الحمام، لم تخبره عن تقلصات مفاجئة من الوجع تجتاح خاصرتها، كان مشغولًا بهاتفه الجـوال في حجرة النوم. آثرت مواجهة خوفها وهي تلعن وساوس إبليس، من مرآة الحمام عرفت ما يتراكم على وجهها من قلق. هي ليست تلك الفتاة المراهقة التي ترتعب من دم الحيض الأول ولكن...
الطربون
ببساطةٍ آسرة يستطيع الشاعر ديريك والكوت أن يهدّد وجود القصيدة التي خبرناها ومللناها. لدرجة أننا نشعر أثناء قراءته بهبوب رياح الجنوب الحارة، ونرى الحشرات المضيئة والبخار المتصاعد من البحر ونحن نتألم مع الطربون بعد كل ضربة دامية من الصياد الغاضب. حتى إن طمأنينتنا لا...
أتوضأ نصري وأنهزم
ينفتح الباب بشكل مباغت، داخلُه يصرخ بقوة: متى ينتهي هذا اليوم؟ زميلاه في الغرفة تكاد أعينهما تسأل: ما بك؟ سرعان ما تنطفئان وتعودان إلى الأوراق المتراكمة، ثمة عمل يكفي لسنة، آخر ما يشغلنا متقلب المزاج هذا؟! يلقي بثقله على الكرسي، يبدأ فتح الأدراج، واستخراج رزمة ملفات،...
سلة المواعيد
صُدفةٌ حبنا، وأرحلُ صدفه هكذا.. حين ينكر الناي عزفه انقسمنا نصفينِ: صوتًا ولحنًا فمتى نصفُها يعانق نصفه؟ لم نصفّقْ لريشنا وهو ينمو ربما يُخلَق الفضاء برفَّه وقف الشوق في هجير انتظار...
وأنا أُحبّكَ!
«من أين؟!» كلما دعا اللهَ لها بالخير والسعادة، قالت له: ومن أين سيأتيان وأنا أحبك؟! «سرعان ما ينسى» في كل مرة يشتعل فيها فتيل الشجار بينهما، تتجاوز حدودها في لومه وتأنيبه على ما يقوله لها، أو يفعله تجاهها، واصفة إياه بصفات فيه بعضها، وأكثرها لا يصلح له تمامًا. لكنه،...
عمّا حدث في شارع نوال
كان وزني 54 أو 55 كيلو جرامًا، كان بإمكانك أن تصفني بأنني هزيل لكن وجهي كان بشوشًا ومعنوياتي دائمًا عالية؛ بسبب حبي للفن والسينما مع أني كنت أدرس القانون الجنائي، وكنت في السنة الثانية في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وأسكن في الطابق الثالث من العمارة رقم 13 شارع نوال...
ذاهب لإسكات الحزن
بِمَ كَتَبَ الشُّعَرَاءُ قَصَائِدَهُمْ؟ بِالْبَرْقِ وَانْحِدَارِ الدِّمَاءِ مِنْ خِيَانَاتٍ مُبَكِّرَة تَكْشِفُ لِي وُثُوقًا وَأَنَا لَا أَسْتَطِيعُ الْوَفَاءَ خَارِطَةُ الْحُزْنِ خَاوِيَةٌ إِلَّا مِنْ غَرْغَرَةٍ وَصَفَّارَةِ إِنْذَارٍ أُرِيدُ أَنْ أُحَرِّكَ الصَّمْتَ...
تجويف في شجرة
لم ير شجرة أكبر منها في ضخامة الجذع وكثرة الأغصان. وبعد أن دار حولها، حيَّره سواد الأعشاش التي تعد في فروعها بالعشرات. رائحتها المركزة، كأنما جُمعت فيها روائح الطبيعة، حادة ومسيطرة، لكنها لا تشغل الأنف بتقصي الروائح والتقاط منابعها، بل تفعمه بخلاصتها، فتبدو المعرفة...
التهاب تنفسي لرئة حرة
مسكينٌ أيّها الموت لستَ سوى حارسٍ صغيرٍ للغيبِ الهائل لن يروّض خيولَك أحدٌ لن يشحذ مناجلَك ابنٌ ضالٌّ لن يتذكّر صريرَ أسنانِكَ سوى الأحياءِ المقهورين. أنتَ، حيثُ أنتَ، على عتبةِ النهايةِ لصٌّ تسرقُ المعتلينَ...