عائلة كردية عريقة ولدت لعائلة كردية عريقة، كان أبي عتالًا؛ وكانت أمي ربة منزل، تطبخ وتنظف البيت وتصلح النافذة المكسورة وتحلق شعري مرة كل شهرين ثم تنظف المقص الألماني: ثروة العائلة ومصدر فخرها. كنا نملك بيتًا طينيًّا كبيرًا بباب خشبي ظل مفتوحًا طوال حياته، غرفة لنوم...
نصوص
قبل نهاية العالم
(1) بدأ العام الجديد بداية سيئة. فقد اكتشف الأطباء مع الأيام الأولى للعام ورمًا لديه في منطقة الأمعاء.. في القولون، فشعر سين أن القدر يسعى لتصفية حساب معه، فبعد أن تحمّل طويلًا متاعب ذلك الجزء الباطني من جسمه، فقد كوفئ بالمرض العضال. وقد أمكنه مع ذلك وبناء على نصيحة...
تلك التي أحبها
تلك التي أحبها لها لطفلة تتعثر بعتبات البيت لصبية تغار من شعرها لامرأة تظلل قلبها بالحب لأم تلعب مع عيالها لشاعرة ترحم الحرف لفوزية تلك التي أحبها دموع طفلة تتجاور على شرائط البلور وهي تلملم حاجياتها من رصيف يصغي لصق الحائط تدحرج ظلها الممدود حتى عتبات البيت المنكسرة...
حشد من الإوَزّ يعبر السماء
الخَسّة الصغيرة أستطيع أن أحتمل كل شيء، منظر الحبوب المتيبسة، الأزهار الذاوية، العزلة وأستطيع أن أنظر إلى البطاطا وهي تقتلع من الحقل دون أن يرف لي جفن، في مثل هذه الأمور أكون صلبًا حقًّا. لكن أن أرى خسة صغيرة في أيلول، زرعت للتو، لم تنضج بعد في حاضنة رطبة، لا. تحت...
أقنعة من لحم
جلس كعادته كل صباح عقب استيقاظه حتى يتأكد من صحوه، ثم توجه مباشرة إلى الحمام، كل شيء جاهز: الماء، الصابون، الشامبو والأشياء الأخرى، تنشف بشكل سريع وجيد، تأكد أنه أعاد وضع الصابون والشامبو في مكانه الصحيح، وأغلق الماء بشكل جيد، فأسعار المنظفات والماء ترتفع، ارتدى...
صدف غير سعيدة
جاء أناس كثيرون لتعزيتنا، وانهمرت دموع كثيرة لم يكن بوسعنا تحاشيها. تقافز أطفال بأحذية رياضية غير نظيفة فرحين بقطع «المسمن» التي نالوها. في الليل سمعنا نباحًا متقطعًا يأتي من مناطق قَصِيّة لكلاب يبدو أنها تعاني الوحدة. أفرغت مثانتي أكثر من مرة، وأحسست أن بطني كأنه...
طعام للمُتشرِّدين
جدَّتي، تطبخين أَلَذَّ ما لديك، وتُوَزِّعينه على المُتشرِّدين، وأنا معك، في البداية أقف على بُعْد أمتار قليلة منكِ، أراقبك، أخجل أن أعطي المُتشرِّدين، أشعر بارتباك خفيف لا أفهمه، لكني تشَجَّعْتُ، لم تقولي لي شيئًا كي أتَشَجَّع، فقط أرى تلك الضحكات الصديقة بينك وبينهم،...
قصائد الغبطة
التحية هذه الأعضاء الرقيقة هاتان العينان، هاتان اليدان، التي أجدها هنا هذا القلب النابض، مبدأ حياتي، أين كنتم؟ وراء أي ستار كنتم قد اختبأتم عني لفترة طويلة؟ أين وفي أي هاوية، كان لساني المشَكل حديثًا؟ أنا في الصمت، لآلاف وآلاف السنين أنا الذي يرقد في الفوضى تحت...
يوميات
للمرة الأولى في زمن الكورونا أتفحصُ الشارعَ الذي كان يئنُّ تحت هدير العربات وصفارات الإنذار وهشيم الزجاج في التقاطعات وبقايا الإطارات وعربدة المراهقين بدراجاتهم الصاخبة لم يَعُدْ هو الشارع نفسه اختفت الحياةُ التي كانت تفورُ في باحة الوقت والصبيةُ العابرون بين الإشارات...
غبش المرايا
أقدامي منتهى الارتباك تنسى الجهات وترتكب البياض مربوطة بكأسٍ لم تعبّها المسافات ليس لدى رمل الساعة نية في التوقف كم يغويه الأبد! الغزاة يسوّون الطريق آهِلًا بالغربان يفتحون أسباب الغسق وقصائد الرثاء فلا موضع محل ثقة أنا دون النخيل الممتد على جنبات القلب ذاك الذي يبدو...
أسير اللحظة
أحد أيام صيف الرياض اللاهبة انتهت بي في منزله. ارتدَّت إلى عقلي تلك الخرافة بعد سبات، خرافة أسير اللحظة العاجز عن استدراك الماضي أو تلقي المستقبل. أفكار تلقفها عقل الطفل الإسفنجي كحقائق، حتى وافاني الكبر وانساقت معه الشكوك والتساؤلات. جاءت بعض التعليلات بمنطق مقبول،...
فِي رَأْسِي أُفْرغُ رَصَاصَ الْحَيْرَةِ
صَوْبَ الرِّيحِ تَنَامُ الْغُيُومُ عَلَى شَجَر الْعَاصِفَة تَسْتَيْقِظُ عَصَافِيرُ الطَّمي بِلَا مَاءٍ الطِّينُ وَجْهِي أَنَا الْمَلَّاحُ الرَّاكِبُ سَفِينَةَ التِّيهِ خَلْفِي تَرَكْتُ الْيَابِسَةَ تَعْوِي يَلْبَسُهَا فَرَاغُ الْحَيْرَة تَلْطِمُهَا أَمْوَاجُ...