■ هو ذا في نقطةٍ بعيدةٍ على ظهرِ الكوكبِ يهزُّ حَصّالته الممتلئةَ بمرحٍ مستغنيًا بالصوتِ المُبهجِ عن حَصْرِ ما بداخلها من قلوبٍ ذهبيّةٍ * * * ■ حتى السماء أحيانًا يغزوها قمرٌ عابرٌ ليس في الحسبانِ فتسمّيه ضحكة * * * ■ إنها تُمطرُ بالخارجِ وأنتِ في خيمتكِ الصغيرةِ...
نصوص
قالت إنها سمعت صوتًا
في نهار صيف عام 1972م، كنتُ بعمر ثماني سنوات أجلسُ في منزل جيراننا، عندما قالت أمهم: إنها تسمع صوتًا يناديها من داخل خزانة الملابس، في غرفتها الطينية الواطئة. امرأة ستينية -كما ترون- عجوز. لا أذكر أنها تكلّمت معي النهارات الطويلة التي كنتُ أقضيها عندهم ولا كلمة واحدة...
لماذا يا هيلين؟!
كيف تغيبين فجأة هكذا يا هيلين دون أن تخبريني ألم أكن غريمتَك الطيبة التي كتبتْ فيك قصيدة ذات يوم؟! صوتك هنا يلف معي الجدران كيف استقبلتُ نبأ رحيلك وحدي بكل هذا الحياد هو أمر لا يليقُ بك كغريمة عذبتني طويلًا أحاول أن أتخيل كيف غطوا جسدك النحيل وكيف تحملت الملائكة منظر...
دائرة
تصحو صباح الجمعة والمدينة في موتٍ سريري دعايات تلهث خلفك كتسونامي، تقتحمك الأناشيد، الزوامل تتقاسم خلاياك الصامتة الأرواح المختبئة خلف إسمنت الجُبن تغادر باحثةً عن ملاذ. فلا تبالي بكل هذا الفراغ داخلك وجثث الكلام الساقطة عليك. تبحث عن قيمة أرز وبطاطس وطحين وقليل من...
تعود تلك الأيام
أعدتُ إليكِ أقمارَكِ الرماديَّة ونجومَكِ التي استخدمتُها مرَّةً، أعدتُ إليكِ ما تبقى من قبلاتٍ بحوزتي وأشجارٍ كنا نتحدَّثُ إليها، لم أعدْ بحاجةٍ لثمرةٍ تائهة، ولا لضوءٍ جاف، ليس ثمة ما يُجبرني على العناق مع هوًى ثائرٍ، لديَّ الآن حفيفٌ يسير معي وأضواءٌ تترنَّمُ، لديَّ...
التحول.. لرجل الذاكرة الطويلة
«أنا أعرف كل شيء». هذا ما يردده دومًا مغسل الموتى ودفّانهم في قريتنا التي طالما تفاخر أهلها باحتضانهم أكبر مقبرة بين القرى المجاورة، مقبرتنا ذات الأربعة أبواب، لكل قرية بابها حيث يدخل أهلها حاملين موتاهم. هكذا خطط متعهد المقبرة الذي هو ذاته مغسل الأموات ودفانهم بكلمة...
شظايا الذاكرة
لحظةُ صمتٍ. هكذا ابتدأ المشهد من حيث انتهى آخر. شظايا كثيرةٌ؛ أضراسٌ مكسورة، حطامُ أبوابٍ، طاولاتٌ.. وبقايا أجسادٍ... ماذا يمكنك أن تتذكّر يا يزيد؟ صوتَ الأنينِ المتقطّع، الذي انطلق خافتًا، باردًا، ثمّ انتهى إلى الاشتعال... الصوتُ الذي أتى من بعيدٍ؛ الذي لم يكن غير...
سر بعثة الكاردينال
كان المطر ينقر تارة بخفة خجلى وأخرى بإلحاح تفرضه الريح على زجاج النافذة. التفت مفتش الشرطة الجنائية زكريا بارودي إلى النافذة عندما اشتد قرع المطر تاركًا ما يشغله للحظة ثم عاد إليه. كان كعادته في يوم الأحد، يجلس في غرفة الطعام والمطبخ إلى طاولة وضع عليها حاسوبه المحمول...
شرفة
تتسربل المدينة بالهدوء التام، منطقة قامت على البحر بعد ردمه وجاء الناس من مختلف القرى وسكونها بعيد من ألفة القرية، فلا يقطع ذلك السكون سوى مواء القطط أو صوت بعض السيارات المارّة. مروة أصيبت بالملل وتتوق إلى الذهاب في نزهة إلى البحر في عطلة نهاية الأسبوع، لكن حتى هذا...
أتساءل لو أن أمي الميتة ما زالت تفكر بي
ذِكرى عندما انتهوا من دفني؛ سمعوا ما تبقى مني يناديهم يد مزهرة بالعفن الوليد: عندما أعود؛ أريد جسدًا كالبرق. ماذا لو سمعني شخصٌ ما.. فهل يسمحُ وضعي بالإجابة؟ أصلي رُغم الصمت رُغم الليل الذي لا يموت حيٌّ على سطح الموت راكعٌ بين يدي الرب والآخرون يتسولون المطر والإيجار...
عادة النوم
مذهولة بألمٍ حادّ، كما لو أن شعرها يتم سحبه بقوة، استيقظت ثلاث أو أربع مرات. لكنها حين أدركت أن خصلة من خصلات شعرها قد التفّت حول عنق حبيبها، ابتسمت لنفسها. في الصباح سوف تقول له: «أصبح شعري بهذا الطول الآن. حينما ننام مع بعض، ينمو الشعر ويطول فعلًا». بهدوء أغلقت...
الموتَى يُخطِئون
إلى: الجوهرة صالح المرحوم (1360- 1442هـ) الموتى يخطئون، يخطئونَ خطأَهم الذي يؤدّي إلى توارِيهم في عتمتِهم لأنهم أهدروا نفَسَهم الأخيرَ على شمعتِهم.. يرتكبونَ موتَهم غيرَ مبالينَ بأحذيتِهم غيرَ مبالين ببقايا حكاياتِهم ولا نبراتِهم التي ألصقوها عاليًا في الهواء. يخطئون...