في ٢٦ من أغسطس١٩٩٠م وفي الصفحة الثانية لصحيفة «نيويورك تايمز» نُشِرتْ صورةٌ لهجومٍ وقَع خلال الغزوِ العراقيِّ للكويت. وعلى بُعد أمتارٍ قليلة مِنْ جُثث عددٍ مِنَ المدنيين، كانت طفلةٌ تنظر إلى شيءٍ يبدو أنّه دُمية، بينما كان المقال المرافق يُشير إلى ١٨ كويتيًّا في...
نصوص
أنتِ قلب العالم الذي بلا قلب
أنتِ حيث لا توجد حرية أنتِ الحرية حيث لا توجد كرامة أنت الكرامة حيث لا يوجد دفء ولا يقترب شخص من شخص أنت القرب والدفء أنت قلب العالم الذي بلا قلب شفتاك ولسانكِ أسئلة وأجوبة بين ذراعيك وحضنكِ ما يُماثل الراحة كل حاجة، لترككِ، تذهب نحو العودة أنت بداية المستقبل أنت قلب...
قاطع طريق مفقود
القصيدة قد تضيع إذا لم تجد ذلك الخيط الخفي والراوي لن يعرف القصة. هذه توصيات سركون بولص لنا وليست توصيات يوسا. والخيط الخفي هو الشيء الضال والصامت والموحي والغائب عن حياتنا دائمًا. وإذن علينا البحث عن ضالتنا وهو جار وصديق وزميل عمل قديم ضاع مني فجأة مثل غزال شارد أو...
سعادة دافئة مع ماكس فريش
أحبُّ الخروج للتنزُّه. أحيانًا بهدفٍ محدّدٍ مسبقًا، وأحيانًا أخرى أخرجُ فقط لأتجوّل في الأنحاء دونما غايةٍ، فأعرجُ مرة هنا وأخرى هناك، أسيرُ تحت الشمسِ أو في الفيء، في أرجاء الحيّ. في الآونة الأخيرة عثرتُ في أثناء تجوّلي على أشياء جميلة بحق. في مثل هذا الوقت يجدُ...
جيران البيت
في عتمة ليل صيفي ماطر، أصغت الحاجّة ياقوت لقعقعة رشاشات الكلاشينكوف وهدير الرشاشات المتوسطة ودويّ المدافع. كانت تأتي من بعيد؛ من التلال المكتظة بالمنازل الآهلة والمهجورة، وبالمعسكرات والمواقع القتالية. مضى شهر وعشرة أيام منذ نزح جميع سكان الحيّ عدا عائلتها. لكن هذا...
عزلة حزينة جدًّا
امتدادُ الحياةِ لحياةٍ رائعةٍ كمْ منَ الوقتِ يستغرقُ السُّقوطُ منَ القمَّةِ إِلى الحضيضِ؟ الجوابُ- مجرَّدُ غمزةٍ بمجرَّدِ السُّقوطِ فإِنَّهُ يكتسبُ سرعةً مسارِعةً يحتاجُ فِي بعضِ الأَحيانِ إِلى اختبارٍ فقط توقَّفَ «مارادونا» عنْ مجدهِ فِي عامِ 1994م وتلاشَى حلمُهُ...
الفراشات الحزينة
في وقت ما من أوقات حياتي، كان للجمال معنى خاصّ لي. انتابني هذا الإحساس، كما أظنّ، عندما كنتُ في السادسة أو السابعة، قبل بضعة أسابيع فقط من قيام ملجأ الأيتام بتحويلي إلى شيخٍ هرِم. كنت أستيقظُ كلّ صباح في الملجأ، أرتّبُ سريري وكأنني جنديّ مبتدئ، ثم أقف أنا وعشرون أو...
كلما سقطت فكرة نبتَتْ شجرة وجناحان
لماذا يموت الرسّام في لوحته؟ متى يبدأ النهار وأين تنتهي الأشجار؟ لماذا تبكي عندما يأتي الغروب؟ دموعُكَ أم زخّاتُ مطر في أول الشتاء؟ قل لي: هل أنت من لوّن الغابة؟ لماذا صبغت البحر بالأحمر والشمس بالأخضر والثلج بألوان قوس قزح؟ قل لي من فضلك: لماذا غرست التفاحة في الصحن،...
تشكو من كثرة الاستعارات
ألمس القصيدة بيدي أخيرًا لمست القصيدة بيدي، مررت على جلدها الناعم أصابعي العشرة. لم أعثر على النتوءات التي بسببها كنت أظن، أنها لن تقترب مني، لم أعثر على شيء يمنع التصاق الجلد بالجلد. فيما مضى كنت وهي، في منزل واحد، ننام في غرفة واحدة، نجلس إلى طاولة الطعام، نفطر...
القطرات التي تتسرب من شقوق في سقف الغرفة!
أفتح النافذة وأغلقها، أغلقها وأفتحها، لست مرتبكًا، نعم، لست مرتبكًا، السماء تمطر، ولا أثر لرائحة المطر، الآن السماء تمطر، أفتح النافذة وأغلقها، أغلقها وأفتحها، مطر بلا رائحة، نعم، لا أثر لرائحة المطر، منذ زمن بعيد جدًّا، لم أشم رائحة المطر، كان للمطر رائحة، نعم، لم...
كافكا والدمية المسافرة
في الأربعين من عمره، كافكا الذي لم يرزق بأطفال، كان يتمشَّى في حديقة برلين، شتيغلتز سيتي بارك، عندما التقى فتاة تبكي لأنها فقدت دميتها الأثيرة. بحث معها عن الدُّمية من دون أن ينجحا في العثور عليها. طلب منها كافكا ملاقاته هناك في اليوم التالي على أن يتابعا البحث عنها....
بكور
أنهضُ في الصباح الباكر، أُحْدثُ جلبَةً في الدار كي يسمعني، وهو يدير مذياعَه ليسمع أول الأخبار، أنطلقُ إلى الشَّعف ليعرف أنّي على فطرته: لا نومَ بعد الفجر. أستخرجُ أدواتِ الحقل التي نتركُها عادةً في زاوية المزرعة، بالأمس فقط تركتُها وبموافقته. تستفيقُ الحقولُ على صوتي،...