قلبكم الذي كان مرآةً، هو الآن كساعاتكم، لم يعد يغنّي الضوءَ، بل يحصي الظلال. متعجلون، لاهثون، تتململون في كل ما تفعلونه كنائمٍ في عمق سريره. يتراكم الزمن لديكم، ثم يخبو. يتوه الزمن لدينا، ثم يُزهر. إنه الشيء الذي نقوم به على أكمل وجه، الانتظار، هذا الفن العظيم الذي...
نصوص
العالم يتأرجح في عدسة الناظور
1 العالم تلوث بواسطة القمامة، النفايات النووية، الهيروين وفيروس الإيدز ولا يمكن تنظيفه 2 انظر: العالم في غرفة مستأجرة للرقص من يعرف أي متوحشة جميلة بسرور تتأوه تحت خصره مرة أخرى؟ الليلة: العالم الملعون سيلعب بخشونة لا بأس بذلك إذا صورت المشهد ستكون الحرب العالمية...
اشرح لي الحب
اشرح لي الحب قبعتك تهوي بهدوء، تُلقي السلام، تسبح في الريح، رأسك المكشوف يترك أثره في الغيوم، قلبك يهيم في مكان آخر فمك يتجسد بلغات جديدة، نبتة الزينة تملأ البلاد، الصيف ينفخ زهرةَ النجمية بين الحين والآخر ترفع وجهك المعمي بالرقائق، تضحك وتبكي وتهلك بنفسك، ماذا يجب أن...
أعشاب سامة
.. التف بحذر حول خاصرة الجبل وتوغل في عتمة الخلاء. تنهد بارتياح: لم تكن الظلمة من الحلكة بحيث تعيق تقدمه. صحيح أن مدى رؤيته لا يكاد يتعدى خطوات قليلة، لكن ذلك كان كافيًا، بل ويناسبه على نحو مثالي: لم يكن بحاجة إلى أكثر من رؤية موطئ قدميه. ما عدا ذلك فإنه يعرف المكان...
سهرة برفقة دبّور تائه
يبدو أني سوف أسهر هذا المساء برفقة دبور تائه. أقول لسلوى وهي تضع برطمان الشاي أمامي. لا أعرف من أين جاء ولا أين كانت وجهته، ولأسباب معروفة، لا أنوي سؤاله عن شيء ولا التصرف تجاهه بعدائية، إلا في حال تهور بمهاجمتي. في الواقع، حاول الطيران باتجاهي مرتين ولم يفلح، ثم عاد...
هذا ما أعرفه
كانت أمي تستيقظ أيام السبت كما لو كانت قادمة من عرض أزياء؛ فيما كنا نتجاهل سريرها الواضح إن كان به عاصفة أو ما إلى ذلك، النافذة المفتوحة، التي دائمًا كان يهرب منها شخص ما. وأصابعها الطويلة، الباردة، التي كانت تحظى كل مرة بمزيد من الخواتم. كانت تدندن في أرجاء المنزل...
قصتان
فيما بعد زاوية المجرة تبقى رغبة العيش للفرصة الثانية حبيسة أسوار مناجم زاوية المجرة. أصبحت رؤية ذلك بديهية بعد سبع سنوات من العمل في تعدين اليورانيوم. «من أجل الفرصة الثانية!» صيحات وهمسات تشجيعية يتبادلها العمال في طريقهم إلى المساكن في آخر الأنفاق. تتردد أصواتهم من...
تساؤلات
1 ما الذي يجعل العصافير تبني أعشاشها رغم أن في كل صبيحة يُولد صياد وتُصنع بندقية ما الذي يُقصِي الخوفَ من صدور الأشجار فتنمو على رِسْل اخضرارها رغم أن الإنسان وُلِد في الأصل حطَّابًا ورغم أن حتى الحجارة يمكن أن تصير معاول ما الذي يجعل البحر صدرًا حنونًا نلقي عليه شوك...
الكلمة لا تقال قبل أن تموت
وأنا أقلِّبُ بين يديَّ أوراقَ «الهجرة في أقاليم اللَّيل والنَّهار» وأبحثُ عن ذلك الطِّفل الذي نادى طويلًا ليرى انعكاسَ وجههِ في بحيرةٍ صرتُ أفكِّر كثيرًا باللَّحظة التي سنلتقي بها أفكِّرُ بالأزهار التي سألتفتُ إليها قبلَ أن تمدَّ إليَّ يدك بالسَّلام أفكِّرُ في لونِ...
قصة نجاةٍ
الساعة تُشيرُ إلى الواحدة ليلًا، توارى القمر بين السحبِ وذهب ضوؤهُ وشحبت النجوم وخبا بريقها، فاكتنفَت المكان ظُلمة غاسقةٌ حالكةُ السواد، وعمَّ الجو سُكونٌ مُوحشٌ مُطبقٌ من كل جانبٍ لا يقطعهُ سوى صوت الريح مُولولةً عابثةً، وهديرُ الموجِ المتلاطمِ يتكسرُ على أطراف...
الغُرفة
على هامشِ نزعاتهِ المتواصلةِ التي أنهكت مخيلتَه جزعًا، كان لا بد له أن يتوقف عند نقطة معينة ليبدأ مشواره، فيما إذا أتحف غايتَه بجبٍّ من التكهنات المالحة أطلق تنهيدةً محشوةً بالضجر ليمضي وفورتُه المعتادة: لا سر في الكون، يضحك كثيرًا ليدخن أكثر ويسرح إلى حيث ما اقتاده...
توقظني قصيدةٌ وتصحبني إلى الخارج
الوجوه التي تخلّيتَ عنها شيئًا فشيئًا ظلّت تحت وجهك، وتفيض أحيانًا عنك كما لو أن جلدك لا يكفيها جميعًا؛ الأيدي التي تخلّيت عنها شيئًا فشيئًا تتزاحم أحيانًا في يدك، وتمتصّ الأشياء أو تطلقها مثل إسفنجات تكبر؛ والحيوات التي تخلّيتَ عنها شيئًا فشيئًا تحيا من بعدك في طيفك،...