غِنائيات الرشيدة الراحلة... أمي مِنْ كِتابِ ذكرياتِها... من دفاترها العتيقة والجديدة ١ يا أم أم الناسْ هيَ أمنا هيَ أم كل الناسِ، كل الخالدينَ، مِنَ الفِدائيينَ والشهَداءِ، أم الأنبِياءِ وأم كل المؤمنينَ بحقهم وتُرابِهِم ٢ يا أم الغابات يا أم أيامٍ وأنهارٍ، مَزيجُ...
نصوص
نحن نسكن في الكلمات
كلمة نحن نسكن في الكلمات في كلمة تلو الأخرى قل لي: مَن أقرب صديق لك؟ بالنسبة لي هو أنتَ. حب سنجد بعضنا البعض مرة أخرى في البحيرة أنت كما لو أنك الماء وأنا كما لو أنني زهرة لوتس ستحملني وسأشربك سنكون معًا أمام كل العيون حتى النجوم ستصاب بالدهشة: هنا تحولنا في حلم...
الملابس
الملابس التي صهرتها الحرب في أجساد ضحاياها رغم احتراقها لا تزال حية، وبحميمة ما زالت تشعر. بإحساس ما كان يرتديها منا الجوع ليس ما نشعر به دائمًا. إنه حاجتنا إلى معرفة أكثر لماذا نجوع، حين لا نشعر بذلك. قالت: في مطبخ البيت كم أفتقد ذكريات حياتي، مع الآنية والوجبات...
المهرب النائم كل الصحراء فراشه
عندما دخلت ليلته الأولى في الموقع الجديد، هيأ لنفسه مفرشًا بين الخيمة والعُنّة، ووجد الأرض لينة تحت جسده الضخم، وأحس بنسيم الليل يشده برفق إلى الطبيعة ويصله بالمهاب النائمة في تلك اللحظة، وكأنه يضطجع في كل الصحراء وليس فقط على فراشه. ولفرط إحساسه بالخلوة خيل إليه أنه...
قصص
كم كانا على الطاولة الرمادية، التي اخترتها لنقش روحي المتعبة عليها، على الطاولة المجاورة ثمة رجل وامرأة، كانا يتحدثان عن ولد ضاع منهما في زحام العواصم وأرصفة المدن، ثم يبكيان. مرة ومرتين تكرر المشهد ثم غابا. فبكيت طويلًا فقط لأنهما أمي وأبي. مرآة في الهزيع الأخير من...
شباك صغير يطل بشوق على العرزال البعيد
حدث ذلك منذ زمن بعيد، يوم كنت أبتعد عن مجلس والديّ هربًا من نشرات الأخبار التي لا تجلب لنا إلا ويلات الحروب والموت والقتل، فأجلس على الشباك الذي يطل على التلة البعيدة... التلة التي اتخذها ملجأ له هربًا من ضجيج الأسرة وأعمال الأرض... أراقبه يوميًّا كيف يضع عيدان القصب...
المطر
المطر خيوط دون نهاية... المطر خيوط ممتدة... إلى اللانهاية في هذا اليوم الرمادي ينكش المربعات الخضراء بأظافره الرمادية غزير هو المطر مطر تنسلّ الخيوط منذ مساء أمس... رايات واهية معلقة في سماء كئيبة سوداء تنسلّ برفق وببطء... على الطرقات منذ مساء أمس... على الطرقات...
قصيدتان
باتجاهِ المَغيب قائدًا سيارةً كنتُ أحلم، كنتُ أعبر الشوارع بسرعة كأنني أطير، كنتُ أمسِك بيديّ بعضَ النجوم وألقي بها إلى العابرين. قائدًا سيارةً، كنت أعبرُ الأنهار سعيدًا بملابسي كاملةً في كل مرة أرتكبُ فيها حادثًا مروريًّا مروِّعًا. كنتُ أقودها إلى مدنٍ بعيدة، أبعد من...
بورتريه لسيدة
سيدة شابة، فتاة ربما لها من العمر عشرون عامًا، جالسة في كرسي وتقرأ كتابًا. أو كانت توًّا تقرأ بجدية، وهي تتأمل الآن فيما قرأت. يحدث هذا في كثير من الأحيان، أن على الشخص الذي يقرأ أن يتوقف، عندما تخامره بحدة أفكار متنوعة تتعلق بالكتاب. القارئة تحلم، ربما تقارن موضوع...
فِلْم الجبل
العام ١٩٧٦م.. جازان.. أبو عريش.. إلى الشمال قليلًا وسط غابات الأشواك والأراك.. تقبع قرية الخضراء الجنوبية.. على مجرى وادي جازان.. حيث ولد طفل لعائلة كانت تسكن القرية بين حد الشوك وصخب تساقط المنازل من على ضفاف الوادي. سنة قاسية تعيشها القرية. موجة من البرد.. الذي لم...
حُب من النظرة الثالثة
1 ليس من نظرة أولى خاطفة، بل من النظرة الثالثة أو الرابعة؛ إذ حدث أن قلبه خفق لبائعة مليحة امتلكت فؤاده وتعلّق بها، وكلما رآها اضطرب كيانه، وتمنى لو أن اللقاء العابر بها يمتد ويطول، لكن اللقاء وبحكم الظروف يتم بتره ولا يطول، وهو ما يزيد الرجل اشتعالًا. لقد وقع بلا...
سردٌ لنَفْسه، بلا رسالة
I بدأت الظلمةُ تنقشع شيئًا فشيئًا عن منزل معزول من طابقين، يسكنه رجلٌ وامرأةٌ، يقع في أعلى الهضبة التي ينحدر منها شارع القرية الوحيد في أحضان الأودية. إنها قرية صغيرة لها بنايات توزعت على ناحيتي الشارع والمنعطفات المتفرعة، وأخرى موزّعة في السفوح والعراء، وعمائر حديثة...