I بدأت الظلمةُ تنقشع شيئًا فشيئًا عن منزل معزول من طابقين، يسكنه رجلٌ وامرأةٌ، يقع في أعلى الهضبة التي ينحدر منها شارع القرية الوحيد في أحضان الأودية. إنها قرية صغيرة لها بنايات توزعت على ناحيتي الشارع والمنعطفات المتفرعة، وأخرى موزّعة في السفوح والعراء، وعمائر حديثة...
نصوص
الوجه الآخر
قلبكم الذي كان مرآةً، هو الآن كساعاتكم، لم يعد يغنّي الضوءَ، بل يحصي الظلال. متعجلون، لاهثون، تتململون في كل ما تفعلونه كنائمٍ في عمق سريره. يتراكم الزمن لديكم، ثم يخبو. يتوه الزمن لدينا، ثم يُزهر. إنه الشيء الذي نقوم به على أكمل وجه، الانتظار، هذا الفن العظيم الذي...
مَجَازٌ مُرْسَل
لا يَتذكرُ كَيفَ هَوَى يُمكنُ أنْ دَرجُ البَيتِ لم يتلقَّ خُطاه ويُمكنُ أن كانَ يصعدُ بين سَدِيمٍ وآخرَ واختفتِ الجَاذبيةُ أو كان يَقرأُ من شُرفةِ البيتِ طالعَة وتَوهمَ أن الحياةَ تَمدُّ يديها فسامحها واغتَوى بالسقوطِ على مهلِه رُبَّما ظَنَّ أن فتاةً مُمَددةً ...
مجرد رغوة
لم يلق التحية لدى دخوله. كنت أمرر أفضل شفراتي على المسن وحينما تعرفت إليه بدأت في الارتجاف، إلا أنه لم يلحظ الأمر. استمررت في تمرير الشفرة لكي أخفي ما حل بي. شرعت في تجربتها فوق طرف إبهامي وتأملتها مجددًا أمام الضوء. كان في تلك اللحظة ينزع حزامه الملغم بالطلقات الذي...
قصيدة إلى القمر
كان ذلك في ليلة داكنة رأيت القمر فوق برج الكنيسة المصفَرّ مثل نقطة فوق حرف الآي. أيها القمر.. أي روح داكنة.. تمشي بك في الظل مربوطًا إلى رسن بوجهك المستدير.. وصورتك الجانبية؟ هل أنت عين السماء ذات العين الواحدة؟ أي ملاك حزين.. ينظر إلينا تحت قناعك الشاحب؟ ما...
قصيدتان
1- فتاة الكوتشينة من بين أوراق الكوتشينة أرادت أن تفر الفتاة لولا أن لا عاشق لها خارج اللعبة فتاة الكوتشينة التي تغمز للاعب الذي يحوزها ولا تتوقف عن الابتسامة والغمز كلما نظر إليها فتاة الكوتشينة التي تحترق وتصير رمادًا ما إن تضعها يد على الطاولة 2- فتى الكوتشينة أنا...
القصيدة
القصيدةُ تبكي وتضحكُ تغفو وتصحو القصيدةُ تُثبتُ ما شاءت المفرداتُ لها من ظلالٍ وتمحو من ملامح شاعرها ما تشاءُ القصيدة نار وماءُ يولدان معًا ويظلان مشتعلين ومندفقينِ معًا والقصيدة ذاك الملاك الذي قد نفته السماءُ إلى الأَرْضِ، تلك التي احتضنته لينبتَ من رحمِ الأَرْضِ...
قلق
تحب الجبنة وتخاف من الرمادي، تشتري الباذنجان وتتحاشى الزيت، يمشي معك قلقك في الشارع كجرو يتنزه، تكتب قصيدة عن مدينة بعيدة وجواز سفرك مُنتهٍ، تفعل ما في وسعك كي لا تنزل دهشتك في تخفيضات محلات سنتر بوينت. كل الذين تحبهم لا تلتقيهم دومًا «كي تجنبهم قائمة العادي، أروع...
أبي يجلس في الظلام!
لدى والدي عادة غريبة؛ إنه مغرم بالجلوس وحيدًا في الظلام. أحيانًا أعود إلى البيت في وقت متأخر جدًّا. البيت مظلم، أدخل بهدوء لأنني لا أريد أن أزعج والدتي حيث إن نومها خفيف. أمشي على رؤوس أصابعي...
مجنون التلّ
مجنونُ التلّ ينشّفُ ضوءًا فوق حبال الجيرانِ، ويكتب ما يمليه عليه الظلُّ. يُسيّلُ أغنيةً في وادي زقلابَ، يرافق أشجارَ الليمونِ، يُحدّثها عن حربٍ حرقت أرواحَ الأخضر واليابسْ. برميلٌ محشوٌّ بظلامٍ مسنونٍ ألقاهُ الطيارُ الأعمى من طائرةٍ عمياءَ على حقلِ القمحِ النائمِ في...
رقصة الأشباح
الظلام البارد يتهاوى فوق الأشجار المتشابكة الأغصان حتى بدت كحيطان عالية تسد الرؤية اللهم إلا من بعض الالتماعات النورانية التي تنبعث من على مدى سطح البحيرة الساكنة، سكون ظلام موحش، هبات الريح بين فينة وأخرى تميد بالقوارب الراسية على طول الساحل المديد. تشق بنا العجلات...
صدى لضوء خافت
من فوق العُشّة الملاصقة للسور يلمح عامل المدرسة ينهي تنظيف آخر فصل، يراه يطفئ المصباح ويخرج، يقف رافعًا رأسه ويكرر الكلمات الأخيرة التي قالها الولد القصير قبل أن تحييه المعلمة ويدق جرس الحصة الأخيرة ويغادروا الفصل، في بطء ينزل، تستقبل قدماه الحافيتان الأرض المبتلة،...