فضاءات

«غرافيتي» على جدران الفناء

«غرافيتي» على جدران الفناء

لكل فعل رد فعل، ولكل نظرية إثبات، نظرية نفي، ولكل ثقافة هنالك ثقافة مضادة. هذا يعني أن لكل شيء هنالك «اللاشيء» الذي يتبناه اللاشيئيون الجدد حول العالم. وهذا بدهي، ولكنه مخيف، ويهدم كثيرًا من الثقافات التي بَنتنا وعشنا عليها. بعد كل ارتجاجٍ كبير يحدث في العالم، يتقشّر...

كيف شَكَّلَ الحرير والنسيج تاريخ البشرية؟

كيف شَكَّلَ الحرير والنسيج تاريخ البشرية؟

يقول بعضٌ: إن التاريخ بدأ بالكتابة، غير أننا نقول: إن التاريخ بدأ باللباس. في البداية، كانت هناك ملابس مصنوعة من الجلود سلخها البشر الأوائل من الحيوانات وعالجوها، ثم صمموها لتناسب جسم الإنسان. ولا تزال هذه التقنية تستخدم في القطب الشمالي. بعد ذلك جاءت المنسوجات. كان...

الحياة الأدبية للأشياء

الحياة الأدبية للأشياء

يجيز مثل هذا العنوان الانطلاق من السؤال التالي: كيف تكف الأشياءُ عن أن تكون مجرد موجودات؟ ونستقي الإجابة عنه من ميريام مراش-قورو، الكاتبة وأستاذة الأدب الفرنسي (عصر النهضة) بجامعة بَواتْياي، والمشرفة في المجلد الثالث والثلاثين (2021م) لمجلة «أعمال الأدب» على موضوع...

قراءة عمودية في فكرة الحب عبر ثقافات مختلفة

قراءة عمودية في فكرة الحب عبر ثقافات مختلفة

إن أي قراءة في المشتركات الإنسانية الكبرى ستكون عرضة في دراستها إلى مستويات عدة من الأحكام، التي ستكون النسبية فيها حاضرة بشكل كبير، فأي قياس لشكل من أشكالها يستوجب قياسها بمثيل لها يلتقيها أو يخالفها في الظروف. وهذا الأمر سينطبق بشكل من الأشكال على ما تعارف الناس على...

المرض المزمن.. المذكرات كشكل من أشكال الفن والبحث كشاهد

المرض المزمن.. المذكرات كشكل من أشكال الفن والبحث كشاهد

تتمثل بدايتي في تحويل تجربتي مع المرض إلى قصة تمكنت من سردها ويصغي إليها الآخرون، وهما شرطان ضروريان لفن القصة لا غنى عنهما. تؤدي تلك التأملات إلى التفكير فيما يحتاجه الأشخاص لسرد قصصهم وبالتحديد كيف يشكل التعبير عما حدث وعايشه المريض على ما يسمى الخبرة في الطريق إلى...

حَكْي شُقوق «قَرَأ» المَرِحَة

حَكْي شُقوق «قَرَأ» المَرِحَة

«أَراها غُلامانا الخَلا، فتَشَذَّرَتْ.. مِراحًا، ولم تَقْرَأْ جَنِينًا ولا دَما» أثر شعري أنت سيوران؟! نعم- هذا الجسد الذي أمامك لا يخفي شيئًا. يمكن لشذرة «سيوران» هذه أن تُلَخِّص هذا النَّصَّ من مزْحة قراءته، ولكن لأنَّ القارئ يُحبِّذ عرض الكلمات؛ لأنَّ أناهُ جُزْءٌ...

جمالية العطور… كيف تصبح العطور أعمالًا فنية؟

جمالية العطور… كيف تصبح العطور أعمالًا فنية؟

إن الموضوع يتطلب حوارًا حتى بين «الأنوف» أنفسهم. فهل هم فنانون في أوج التفتّح؟ أيمكن لنشاطهم أن يرتقي إلى مرتبة الفنون الجميلة؟ بحث عن وسط غريب، اقتربنا فيه بحماسة من قانون الفنان مع نسج علاقات حافزة بالفن الحديث والمعاصر… لقد احتقر الفيلسوف دائمًا صانع العطور. وقد...

شعر بلا كلمات.. شارلو بعيون الشاعر فيليب سوبو

شعر بلا كلمات.. شارلو بعيون الشاعر فيليب سوبو

طيلة مُدّة ما بين الحربين، برز فيليب سوبو كأحد المعجبين الأشد حماسًا لشارلو، وبدلًا من أن يثير فيه ذلك الإعجاب حالة من الدهشة الهادئة، فجر فيه فعل الكتابة؛ وبالحماس نفسه الذي دفعه للكتابة عن رمبو أو عن لوتريامون، أفرد هذا الشاعر السوريالي البارز نصوصًا عديدة وبليغة عن...

ما بين الواقع الملموس والمجهول الساكن في النفوس

ما بين الواقع الملموس والمجهول الساكن في النفوس

اعتدتُ خلال قراءتي للكتب والمجلات أن أسجـل عبارات أو فقـرات أثارت اهتمامي وتحتاج إلى معاودة التفكير والتأمل وإدراجها ضـمن ما اختـزنـته الذاكرة. وكثيـرًا ما تـتـيح لي هذه الـعملية فــرصة للـمقارنة وتـرتيـب الأفكار بطـريقة جدلية، تـسعـف على اسـتـخراج عـناصر تـضيء أسـئلة...

هل المرأة القارئة هي امرأة خطيرة؟

هل المرأة القارئة هي امرأة خطيرة؟

عام 2006م أصدرت دار فلاماريون الباريسية ألبومًا نفيسًا يضمّ 79 لوحة فنية تتناول مسألة القراءة عند المرأة ابتداءً من القرن الرابع عشر حتى أيامنا هذه، بدءًا بلوحة سيمون مارتيني (1280-1344م) عن بشارة الملاك جبرائيل لمريم العذراء التي كانت تقرأ عندما وافاها النبأ الإلهي...

هل يمكن أن نُفكّر بأقدامنا؟

هل يمكن أن نُفكّر بأقدامنا؟

عند الحديث عن العملية الإبداعية، غالبًا ما يأتي ذكر اليد التي تكتب وترسم وتبدع وتَخُط، وضمن هذا السياق لم ننصف القدم. تُستحضر أدوار اليد ومهماتها الكبرى في الثقافة والفن، وتستثنى القدم من كل الأدوار، فهناك اليد التي تكتب، واليد التي توقع الاتفاقات، واليد التي تتضرع...

الغناء في حياتي وأثره في رواياتي

الغناء في حياتي وأثره في رواياتي

انعقدت في جامعة حلب ندوة (لسان الدين بن الخطيب) بين الثاني والرابع من ديسمبر 2003م، وكنت أنا وجمال الغيطاني من المشاركين فيها. وفي عشية اليوم الأخير دعانا الصديق الباحث محمد قجة إلى سهرة في منزله العامر، ودعا معنا صديقيه الموسيقيين: ظافر الجسري صاحب الصوت الذهبي،...