بئر معطّلة
أتذكرُ كيف استفاق الدجى يُلملِمُ أشواقَنا المرسلةْ؟
وينثرُ فوق شَغَافِ القلوبِ تَرانيمَ من أغنيات الوَلَهْ
فنُشعلُ من مُقلتيهِ المنى فينتفضُ الليلُ ما أَجملَه!
ويسكبُ في الرُّوح أحلامَها ويَروي أمانيَنا الآفِلةْ
عطاشى من الفرْح حدّ البكاء ومن وجعِ الحزنِ ما أثْقلَه!
تَلوحُ لنا في هجيرِ الطريق قوافلُ وسْطَ المدى مُقبِلةْ
ورائدها من تُراب الوَرَى خُطاه بما انتعلت مُثقَلةْ
تَرومُ انتجاعَ اللقاءِ القريب فيَمتدُّ أين وما أَطولَهْ!
نعبُّ من البئرِ ماءَ الأَنينِ فيَنكسرُ الدلْوُ في جلجلةْ
مُعطَّلةٌ من أَزيزِ الحياة ولا ثَمَّ قصرٌ ترى مَنزِله
فضاءٌ وفي طيِّه وَحْشةٌ أناخت على صدْرِه قاحِلةْ
ونحن انتشاء النجومِ التي تَناءت ولَمَّا تَزَلْ مُشْعَلةْ
هَوِينا إلى حدِّ ما نشتهي وعُدْنا كَسَارَى بلا مَأْمَلةْ
ونَذكرُ كيف استفاق الدُّجى على موتِ أشواقِنا الراحِلةْ