طلال الطخيس: تعلمت من النحت الصبر والرقة
تعد تجربة النحات طلال الطخيس واحدة من أبرز العلامات الدالة على وجود ظاهرة «الفرد المشروع» في المشهد الفني السعودي، فالشاب الذي يمارس مهنة التعليم هو كذلك صاحب تجربة في تجميل الشوارع والأحياء بالمجسمات الفنية، إضافة إلى أنه يسخر وقتًا هائلًا لدعم زملائه الفنانين من خلال جمعية أسسها ويعمل على تقديمها كمنصة إبداعية بديلة عن العديد من المؤسسات، التي يرى أنها لم تخدم حركة الفنون في المملكة بالشكل المطلوب. «الفيصل» التقته وحاورته حول تجربته وموضوعات أخرى:
على الرغم من أن الفن واحد، فإننا نعرف طلالًا النحات أكثر من طلال التشكيلي.. هل أنت متصالح مع فرضية مثل هذه؟
- نعم متصالح مع هذه الفرضية، دافنشي عُرف رسامًا مع أنه برع في النحت، و مايكل أنغلو عُرف نحاتًا مع أنه برع في الفن التشكيلي، فلا مانع أن يكون للفنان عدة تجارب أو عدة خطوط ينثر فيها إبداعه ولكن مؤكد أنه سوف يميل إلى أحد هذه المجالات، لي عدة تجارب تشكيلية وجداريات تشكيلية وتجارب متعددة على خامات مختلفة في مجال النحت.
وصفت اختيارك لهذا القالب بأنه «البداية من الأصعب..» أخبرنا ما هي دروس تجربة النحت على شخصيتك، وعلى ثقافتك الفنية عمومًا؟
- تعلمت من النحت الصبر والرقة في التعامل خلافًا لما يعتقده الكثير، فأنا أتعامل مع قطعة الحجر كروح موجودة، أتحاور معها بلطف وذكاء لينتهي حوارنا بجمال وإبداع.
ما هي فضاءات الإبداع المتاحة في هذا النوع من الفن.. ولماذا يبدو الأقل قدرة على خلق الدهشة للمتلقي ؟
– أعتقد أن متذوق فن النحت هو الأكثر عمقًا فهو يعتمد على قراءة الإحساس بالوجود والكتلة والفراغ وتحريك الجمود بالإيماءات ولمسات فنية.
تجاربي في إيطاليا وبريطانيا
هل يمكن أن نرى أعمالًا لطلال الطخيس في مجال التجسيد بشكل عام، وباستخدام مواد متعددة؟
- لي تجارب مختلفة على عدة خامات نفذتها في إيطاليا وبريطانيا، تناولت فيها موضوع التجسيد بشكل مختلف، ولكن لم تظهر بعد.
لك عمل ميداني تابع لمدينة الدوادمي.. هل أنت راضٍ عن مستوى توظيف الفن حاليًا في إثراء البعد الجمالي للمدن؟
- البعد الجمالي للمدن له أثر كبير على المجتمع في نشر الثقافة والفن وما زال ينقصنا الكثير في هذا المجال؛ لذلك نحاول جاهدين أن نكرر هذه التجربة ونطبقها في أغلب المدن، وقد تبع تجربة التجميل في الدوادمي تجربة في تجميل جدة، وفي عُمان، مدينة مسقط.
تعد من أنشط الفنانين على مستوى المشاركات، ما هي أبرز الفروق التي تراها بين فعاليات الفنون الداخلية والخارجية؟
- نعيش في فترة ركود من قبل المشاركات المدعومة من الجهات المعنية، وهذا مؤثر على حركة الفن داخل البلاد، وأوجّه دعوة لجميع الفنانين إلى عدم الاعتماد على أي جهة، والاعتماد على الذات، والاطلاع على التجارب العالمية، والسعي للتطوير وزيادة الثقافة الفنية والانتشار، تتميز غالبية المشاركات الدولية بالاحترافية من ناحية مستوى العرض والتسويق والإعلام والإعلان، فكل من يعمل على هذه الأمور بالخارج متخصصون في هذا المجال، ولكن للأسف في معارضنا الداخلية لا يحضرني أي اسم متخصص في أحد هذه الأمور.
الحاجة إلى كليات متخصصة
أنت أحد القائمين على مشروع النادي التشكيلي، وهذا جعلك مطلعًا على تجارب شابة عديدة.. من خلال هذا الاطلاع إلى أين يتجه الفن المعاصر في المملكة؟
– لدينا تجارب مميزة، ولكن لا نستطيع إخفاء حاجتنا الملحّة لكليات متخصصة في مجال الفنون ومتاحف فنية ترتقي بمستوى الفن داخل المملكة.
هل يمكن القول: إن التجربة الإبداعية للفنان تبقى ناقصة ما لم يستطع التسويق لنفسه بشكل جيد؟
- يفترض أن يقوم التسويق بالتجربة الفنية عن طريق الصالات الفنية والمتاحف ودور المزادات، ولكن الواقع في بلادنا عكس ذلك تمامًا، يفترض أن يكون الفنان متفرغًا للعملية الإبداعية، ولكن للأسف الفنان يقع بين سندان التسويق لأعماله ومطرقة مشاغله اليومية، والبحث عن لقمة العيش للوظيفة، فذلك من شأنه التشويش على العملية الإبداعية لدى أي فنان.
أخيرًا، هل تعتقد أن الفنان السعودي ينحت في صخر من أجل التعريف بنفسه محليا والوصول عالميا؟
- بالتأكيد، فنحن نفتقد إلى تلك المعارض والمناسبات التي تبنى على أسس عالمية، وتستطيع أن تلفت أنظار العالم لتجربة الفن السعودي.