ســؤال الـشـعــر
كثيرٌ ممّا نقوله عن الشعر شعراء وقرّاء ونقّادًا في هذا البلد العربي أو ذاك، يحتاج إلى قدر غير يسير من التوقف والتثبت وحسن التناول، وإلى شواهد وأسانيد من الأدب والفنّ الحديث تنهض له وتعضده. لكن لا يذهبنّ في الظن أنّ سؤال الشعر من المتعاود الثقافي، أو هو من المسائل المحسومة. وإذا كان أهل الغرب، وقد صارت آدابهم وفنونهم بمنزلة «معجز» يتحدّانا مهما حاولنا أن ندانيه أو نجاذبه مكانته، يعيدون طرح سؤال الشعر وأزمته أو يعودون له وعليه، بعد أن استأثر بهم، موضوع «ما بعد الحداثة»؛ فما أحوجنا نحن إلى تأصيل السؤال في سياقه التاريخي والحضاري، بعد أن آلت «الحداثة الشعريّة» لدينا إلى ما آلت إليه في «شعرنا الحديث» الذي تخطّى الستّين، وصار يتسلق على جذوعه من يتسلّق غافلًا عن أنّ نعمة الشعر، هي في إيقاعه ومنه؛ هذا الإيقاع الذي هو انتصار الإنسان على الزمن، أو سبيله إلى جعل الزمن يرقص على نغم إنساني، وليكن!
فربّما كان حالنا أشبه، كما يقول بعضهم؛ بحال شخص يدخل إحدى دور السينما، بعد بداية العرض؛ فيأخذ بالتلفّت حوله، ويهمس للجالس بجواره سائلًا عمّا حدث أو كيف بدأ الفلم. ثمّ يتماسك، ويلتقط خيطًا من هنا وخيطًا من هناك؛ وشيئًا فشيئًا يلمّ بالأحداث أو يمسك بخيطها، ويتعرّف إلى الشخصيّات. وهكذا يبدأ بمتابعة الفلم، من دون كبير عناء، أو هكذا يتهيّأ له، ويتجاوز موقف «الذي وصل متأخّرًا». وفي هذه الصورة كثير أو قليل من حسن الظنّ بالمتلقّي، وربّما بالمنشئ أيضًا؛ وهو متلقٍّ أيضًا.
والنصّ -أيّ نصّ- ينشأ «قِرائِيًّا»، وهو يقرأ خاماته وما يتحدّر إليه من نصوص وأجناس أخرى. إنّما يعنينا من هذه الصورة أنّها تصلح مثلًا لكثير من الشعراء والكتّاب الذين انخرطوا في مشهد الأدب الحديث، وقد قامت معالمه، وتوطّأت سبله، أو هكذا تهيّأ لهم؛ فإذا هم لا يكادون يلامسون أرضه، أو يمسكون بخيط منه. وإذا هم يعيشون في هذا المشهد أكثر ممّا يعيشونه، وإذا هم لا يبرحون موقف «الذي وصل متأخّرًا»؛ وقد أخذت أحداث المشهد تلتفّ، ويلوي بعضها على بعض. وهل تشفع ثقافة محدودة لشاعر أو كاتب أن يشارك في مشهد هو أشبه بأيقونة لفظيّة مغلقة، تمازجها عناصر وأمشاج من حداثة غربيّة تهجم على الأدب العربي منذ بدايات القرن الماضي مثل وحيد القرن؟
هدم المواضعات
غير أنّني لا أحبّ لهذه الصورة أن تُحمل على وجه لا أرتضيه. فلست بالذي يتنقّص شعرنا العربي الحديث، ويتحيّفه. فالمدوّنة الشعريّة شأنها شأن قرينتها الروائيّة، تحفل بأعمال استوعبت منجزات العصر، وطلّقت الاتجاه التعبيري القائم على التصريح بالمعنى، في شكله المحدّد، وحرّرت العبارة من علائق المجاورة المتعاودة والتجانس المألوف بين الصفة والموصوف، وهدمت المواضعات اللغويّة القديمة المتواترة حيث الصورة ظلّ اللغة وهي تتوكّأ على متخيّل داثر، وتسترسل إلى نوع من التدفّق الوجداني؛ وليست اللغة – الشعر التي لا نقيض لها؛ أعني تلك التي تقدح المضمر والممكن، ولا تتأبّد في مكرور الصور والتراكيب؛ حتى لا تنلحق بأشباه لها ونظائر. وبعض أدبنا الحديث يشحذ عن دراية «نشوة الكلام في اللامعنى»، تلك التي نستشعرها في الفنّ الحديث المأخوذ بالتجريب وهو ينقلنا من كتابة المغامرة إلى مغامرة الكتابة حيث المبادرة للغة.
وربّما نحن نكتب لنستر ونخفي، لا لنفصح ونعرب. ولا نظنّ أنّ هناك من يماري في أنّ الكتابة عمل نوعيّ مثلها مثل القراءة المحكومة هي أيضًا بسياق نوعيّ. والكاتب إنّما ينشئ في ظلّ تقاليد نوعيّة مخصوصة، أو في ضوئها، لكنّ عمله لا يُقاس بها فحسب، إنّما أيضًا بما يجترح من احتمالات وإمكانات فيها.
قد يكون موطن أزمة الشعر في هذا الزواج العرفي بين ثقافتنا وثقافتهم، منذ اللحظة الفارقة التي سمّيناها «صدمة الحداثة»، وليس في هذا أيّة غضاضة، فالحداثة فيما يقرّره مؤرّخوها: فعل كوني شموليّ، ونزوع إلى القانون الذي ما بعده قانون. هي ليست معيارية تنهض على قواعد تستتبع الحكم بالصواب أو الخطأ، إنما على قوانين وأحكام عامة.
والقانون رهْن بمدى استيعابه للكليّ والجزئي معًا، فإذا ما تدافعا في موضوع مادّته الأدب أو الفنّ؛ وهما كثيرًا ما يتدافعان، استدعى الأمر إعادة نظر في كفاية القانون.
وللحداثة الأدبيّة في الغرب قوانين غير تلك التي تجري عليها الحداثة الأدبيّة في ثقافتنا، فالأولى إنّما نشأت في المدينة أو هي من مفرداتها وتجلّياتها، حيث يغدو أي كلام عليها، متعذّرًا أو فضفاضًا، إن هو لم يُباشرها في فضاء المدن الغربيّة الضخمة بمؤسّساتها ومشاريعها الكبرى التي تستلب الفرد أو تحوّله إلى مجرّد أداة من أدواتها ورقم من أرقامها. على حين أنّ الحداثة الأدبيّة في ثقافتنا، حالة جزئيّة أو هي، في تقديرنا، تجلٍّ في جانب كبير منها، لحداثة الآخر ذات الطابع الكلّي الشمولي. هي «حداثة» تتناسل من حداثة، وليس من المدينة أو من المعيش بالمعنى الحصري الدقيق للكلمة.
وإضافة إلى ما تقدّم فإنّ الحداثة الأدبيّة عندنا مرتبكة كأشدّ ما يكون الارتباك. فقد انخرطت في بداياتها، وربّما إلى حدود السبعينيات، أو بعدها بقليل، في مسار المشاريع الوحدانيّة الكبرى (المشروع القومي مثلًا)، وقد باء بالفشل؛ قبل أن تنكفئ إلى ضروب من السريالية أو الدادائية أو العدميّة « النهلستية» واللامعقول… وهي مذاهب تولّدت من الانطباعيّة التي يعدّها بعض المتخصصين جوهر النظرية الحديثة في الأدب ويعزوها إلى موقف ابن المدينة من المدينة وليس موقف ابن الريف منها.
ولعلّ القارئ أن يشاطرني الرأي في أنّ لهذه المذاهب في الحداثة الغربيّة ملابسات غير تلك التي حفّت بها في ثقافتنا. وقد أشار غير واحد، إلى أنّ الحداثة الغربيّة صداميّة عدوانيّة أو هي خرق في الزمن والتاريخ وخروج إلى الذات. وقد أدرك الغربي الذي رأى نفسه يسيطر على كون صنعته الفيزياء والكيمياء أنّ الفلسفة العلميّة المتغطرسة باتت الآن بالية، و«اكتشف» أنّ الإنسان ليس سوى جزء من أنظمة ضخمة، وليس بميسور هذا الجزء السيطرة على الكلّ.
إنّ لكلّ عصر أدبيّ أو فنّي ملامحه المتميّزة بحيث يلوح بناءً قائمًا بنفسه؛ منطلقه عنصر ما مركزيّ فاعل، أو جملة تأثّرات تتعلّق بـ«استجابة القارئ» وما استقرّ في مشاعره ووعيه، أو بـ«جماليّة التلقّي» عامّة. ولكنّ الأعمال الفرديّة يظلّ لها شأن، وبعضها يمكن أن نعده نواة العصر أو محرّكه. والفارق بين عصر وآخر يكمن في الدرجة التي تظهر فيها هذه الفرديّة أو تلك. وهذا العنصر لا يمكن أن يسِم عصرًا من العصور إلّا داخل نظام ما أو بنية ما، فالرومانسيّة مثلًا أو الرمزيّة أو التصويريّة لا تتمثّل في جماع سماتها، إنّما في طبيعة العلاقة بين تلك السمات. وقد تقوى سمة ويكون لها أثر بنيويّ في مجمل السمات الأخرى.
ولئن كان من الصعب في حيّز كهذا أن نتميّز السمات الدقيقة أو الظلال الخفيّة بين أطوار الشعر العربي منذ الخمسينيات خاصّة، بسبب من تداخل بعضها في بعض، فإنّ هناك اليوم نمطًا من «الشعر» ينتشر في سائر البلاد العربيّة؛ لا يشدّه نسق أيديولوجي مخصوص، وأكثره يزاوج بين الصور المجازيّة القريبة والجمل الإشارية؛ ويتمثّل هواجس الذات وحالاتها الوجدانيّة وإحساسها بالعجز والصدع والخواء، في غنائيّة تحتفي بالأشياء والتفاصيل الصغيرة. وربّما راهن بعضه على الأشكال الحديثة. لكن من دون أن يستوعب مكوّناتها وتحوّلاتها؛ أو يقف على منحاها الانقلابي والنقلة النوعيّة التي يحدثها في بنية الخطاب الشعري.
غير أن الظاهرة التي تستوقف الباحث في الشعر العربي الحديث عامّة هي ظاهرة هذه النصوص التي تُصنّف على أنّها «قصيدة نثر» أو «شعر حرّ»؛ وقد ذاع أمرها، على نحو يستدعي الفحص والمدارسة، ومراجعة مشروعيّة بعضها الذي ينتشر باسم الشعر، ويغري بالتسلّق على جذوعه؛ وهي التي تعوزها أبسط أدوات الشعر: الكلمة والإيقاع.
على أنّه من الضرورة، قبل فحص هذه الظاهرة، أن نشير إلى ذلك التمييز الدقيق الذي تنبّهت إليه الدراسات الحديثة، بين الشعر من حيث هو نمط للكتابة، والشعر من حيث هو صفة للكلام ورشْح عنه، أو بين الشعر والشعريّة، أو بين ما يمكن أن نسمّيه اصطلاح الشعر، ومطلق الشعر. كان لا بد من هذه الإشارة حتى تتوضّح مناقشتنا لهذه الظاهرة، فليس المقصود كلّ هذه النصوص الخارجة على الأوزان الموروثة. على الرغم ممّا يثيره إلحاقها بالشعر؛ أعني مشكل الأجناس الأدبيّة، وإن كان هذا المشكل قد يصبح ثانويًّا أمام مشكل أدبيّة الأجناس، كما تبيّن الدراسات الحديثة.
إنّ نصوص محمد الماغوط مثلًا شعرٌ؛ وإن لم ينتظمه وزن أو قافية. فهي تتوفر على ضرب من الإيقاع. هو ليس «نقلة على النغم في أزمنة محدودة المقادير والنسب» كما هو الشأن في القصيد «الخليلي» أو «قصيدة البيت»، وإنّما هو تناسق بين عناصر الجملة، وتناسب بين أجزاء الصورة. أمّا الظاهرة موضوع حديثنا. فلا ندري كيف نصنّفها: أهي نثر مرسل أم هي «شعرٌ محلول» إذا استعرنا لها عبارة ابن طباطبا في حديثه عن الرسائل. هي نصوص تهجس اللحن من دون أن تقبض عليه، وقد يحلّ بعضها السجع محل القافية، وقد يقع في الظنّ أنّها اعتاضت بذلك عن الوزن، أو أضفت من دون وجه حقّ، على الكلام المرجرج إيقاعًا أو موسيقا. ومن عجب أنّ بعضهم لا يميّز السجع من القافية. والسجع، في كلام العرب، موطنه النثر أساسًا، وإن كان يتخلّل الشعر أحيانًا. كما هو الشأن في بعض قصائد أبي تمام والمتنبي، فيعزّز الإيقاع الشعري من حيث هو تفاعل بين الكمّ والنبر، ويوحّد بين النبر الشعري والنبر اللغوي في مستوى الوحدة الإيقاعيّة. واللغة العربيّة شاعرة من نفسها، بحكم أنّها نشأت ودرجت في بيئة شعريّة: الجزيرة العربيّة. وقد لا تكون القافية ضروريّة في قصيدة التفعيلة مثلًا، على قلق هذه التسمية. والتفعيلة مصطلح لا أثر له في المدوّنة العروضيّة المأثورة.
على أنّ الإيقاع من حيث هو تركيبة صوتية – دلاليّة، يظلّ العنصر الأهمّ الغائب في كثير من هذه النصوص «المنثورة» أو المسجّعة التي يلحقها بعضهم، عن جهل، بقصيدة النثر، على حين هي ليست في أفضل الأحوال سوى شعر مترجم إلى النثر. وترجمة القصيدة إلى النثر، لا تحتفظ بأيّ قدر من الشعر؛ فللمعنى الشعري بنيته المتميّزة التي تتغير، وتفقد شكلها، عندما تنتقل من صيغتها الشعرية إلى صيغة نثريّة. وما نخال الاحتيال لهذه الصيغة النثريّة بالسجع أو بالتلاعب اللفظي والصورة المغربة والطرافة المستجلبة باسم عدول لا تنتظمه قواعد تكوينيّة وتنظيميّة. من شأنه أن يزحزح بنيتها أو يضفي عليها سمات.
إنّ التجربة الشعريّة لا تنفصل عن تجربة الحياة، وما نعدّه شعرًا، إنّما هو تحويل شكل لغويّ إلى شكل من أشكال الحياة، وتحويل شكل من أشكال الحياة إلى شكل لغوي. والنصوص السرديّة أو «الرواية» التي ينزع إليها الشعراء الآن، وأنا أحدهم فقد نشرت ثلاث محاولات روائيّة، وشرعت في الرابعة؛ تحمل الشعر في مطاويها. ولا أقصد لغة الشعر، إنّما ما يفيض عن الشعر. وهناك موضوعات وتفاصيل وشوارد، قد لا يتّسع لها الشعر. ومن ثمّة يلجأ بعضنا إلى الرواية أو القصّة.
الواقع أي ما هو خارج الكتابة؛ «بنية جوفاء». أمّا وأنا أكتب هذا النص الشعري أو الروائي، فيتهيّأ لي أنّي شخص آخر مختلف. كيف نحدّ العلاقات ونرسم الحدود بين «الداخل» في العالم مكتوبًا و«الخارج»؟
وحضور ضمير المتكلّم في نظام النص، سواء أدرناه بصيغة «أنا» أو على مقتضى أسلوب «الالتفات» يمكن أن يدلّ حدسًا أو ظنًّا على تجربة عند أيّ منّا هي تجربة «التقبّل الذّاتي» أو إدراك الذات وتعرّفها.
إنّ «أنا» أشبه باسم لغير علم، يعقد صلة حميمة أشبه بوشيجة القربى، بين المتكلّم وكلامه. وهذا الضمير على ذيـوعه وشيوعه «شديد الغرابة» وليس بالميسور محاصرته؛ لتعقّده وعدم ثباته. ومن نافل القول أن نذكّر بأنّ الكتّاب أنفسهم يصرّون على التمييز بين الكاتب من حيث هو «أنا اجتماعيّة» والكاتب من حيث هو «أنا إبداعيّة».
بل إنّ الكِتابة محصّلة أنا أخرى غير التي نظهرها في عاداتنا، أو في المجتمع. وإذا ما سعينا إلى فهم تلك الأنا فإنّما في أعماقنا وحدها نستطيع أن ننفذ إليها؛ ونحن نحاول أن نبتعثها فينا وأنا على رأي بعضهم؛ ففي حياتي قطيعة كبيرة بيني أنا والرجل الذي يؤلف كتبًا. وأنا في حياتي، أعرف تقريبًا ما أفعله، لكنّي إذ أكتب، أكاد أهيم تمامًا.
وكنت حتى عام 2005م أحبّ الجلوس في مقهى قريب من بيتي، أتخيّر ركنا، صار يعرف بي؛ لأقرأ وأكتب من السابعة إلى ما بعد منتصف النهار. أمّا في السنوات الأخيرة، فقد غيّرت ما بي، وبدأت أستخدم الكمبيوتر أكثر فأكثر؛ وقد أنجزت محاولة روائيّة فايسبوكيّة «عشيقة آدم» فازت بجائزة لم أكن أتوقّعها «الكومار الذهبي» وهي أشهر جائزة تُمنح للرواية في تونس. وأظنّ أنّ مؤسّس موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مارك زوكربيرغ، خلقَ عالمًا جديدًا لتبادل المعلومات. هو عالم افتراضيّ لكنّه حقيقيّ وواقعيّ. ولقد غيّر حياتنا كلّها، فنحن كائنات فايسبوكيّة… الإنترنت… واليوتيوب والهاتف الجوّال… وفي سياق كهذا يمكن أن نتقصّى خصائص الكتابة الأدبيّة المتنوّعة.
والنّص، إنّما يُنظر فيه من جهة بنائه أو تركيبه اللّغويّ، ومن جهة شروط إنتاجه أو صناعته. وهذا مفهوم يُفترض أن نأخذ به ونأنس إليه في أيّة قراءة؛ لاحتفائه بمظاهر القول أو «التّلفّظ» من جهة، ولأنه يتيح لنا أن نباشر النصّ العربي الحديث شعرًا كان أو رواية؛ من حيث هو خطاب «قلق» في ذاته وفي مراتب تقبّله، من جهة أخرى. وما نقوله وصف محايد وليس حكم قيمة. فالآداب العربيّة الحديثة، لم تستقرّ بعد، ولا تزال «ثقافتنا» ثقافة مرتبكة؛ بل هي تكاد تكون «سايكس بيكو الآداب العربيّة» منذ أن نشأ هذا «الأدب العربي الحديث» في مركزيه الأوّلين: بلاد الشام ومصر. وهي تثير من الأسئلة، أكثر ممّا تجترح من الأجوبة.