مفكرة الحرب
خلسة يدلفون إلى المدينة
يجوبونها بأقدام مشققة
لرؤوس مفخخة بوصايا الموت
وأكتاف تتباهى بصورة القائد على البنادق…
البنادق التي ستحصد قتلى
ومفجوعين
ومقهورين
ونازحين
ومنافي كثيرة في الصدور!
***
أيتها الشوارع التي شهدت حبي
تجتاحك الميليشيا بأقدامها الغلاظ
كنت أحمل وردة
ويحملون رصاصة
كنت أتحدث في الحب
ويتحدثون في الموت
كنت ألاحق النجوم
ويطاردون الجثث والخصوم
كنت أوزع عشقي على الكائنات
ويوزعون الكراهية على الأرصفة
لا يحبون العصافير
يحبون دوي المدافع أكثر.
ستعلمين أيتها الشوارع الحزينة
أن صوت الحياة أعلى من دوي المدافع.
***
مرت الريح..
غير أننا انكسرنا
بما يكفي لأن نمضي بجراح غائرة
سنوات قادمة.
أشبعت نهمها الانتكاسات
أيها الوطن المقهور
اسمعها نصيحة مني:
خُذ من سعادتك لأَلَمِك
مِن أمسِك لِغَدِك
مِن يومِك لأَمسِك
من لحظتك لك…
سيطول انتظارك لغفوة أخرى…
ما أَعِدُك به
أنها ستأتي في نهاية المطاف
أنك ستكون..
وسيبقى أثر الطعنة لا يفارقك.