أوهام الشجر
تبدو الأشجار ساكنة
كأنها في حالة انتظار،
كأنها في محطة بين زمانين،
بين فصلين،
أو بين لونين،
تنتظر متى يمر القطار.
ربما طال انتظارها،
تمرّ بها الطيور المهاجرة
تعبر الأفق بأجنحتها الملوّنة
وصدى أصواتها.
لو أغصانها أجنحة
لو أوراقها ريش، ربما كانت تحلم،
هل ملّت هذا الوقوف الطويل
أو ربما تودّ فقط لو تنفض ريشها مثل طائر
لتصبح أخفّ؟
ربما هذا الطقس الضبابي،
يجعلها حائرة
هذه الغيوم العابرة،
هذه الريح الحائرة،
تهب أم تسكن؟
هذا الصمت الكسول
عند منتصف النهار
أو السؤال معلًقا،
متى ينتهي كل هذا الدمار؟
أو ربما لأنها لم تعد تنتظر المواسم،
تحمل معها أغنيات الحصاد،
وأن السنابل قد ترقص عارية
على إيقاع أغنية غريبة،
وأن الغيمة قد لا تحمل مطرًا
بل سرب جراد،
وربما لأنني قاسمتها أوهامي
وشربت معها قهوتي
على شرفة من مداد.
ماذا أقرأ في أوراقها المتساقطة على الأرض
بألوانها الصفراء؟
ماذا تقرأ في دفاتري
والحبر ماء؟