أنتِ أمي التي وأبي

أنتِ أمي التي وأبي

أنت أمي التي

أرضعتني

حليبَ العصافيرِ

حينَ

مرضتُ

ثلاثينَ يومًا

فهامتْ

على دمعها،

ابيضَّ

كُحلُ العيونِ

من الحزنِ

……..،

طيفُ أبي

عندما غيَّبَتْهُ الشجونُ

وعشقُ القُرى

وحنينُ الحقولِ

…وأختي

التي رَحَلَتْ

ذاتَ

صُبحٍ

ثقيلِ الخُطى

فابتأسنا

وعشَّشَ

في بيتنا الهمُّ

عشْرًا

نِحافًا

عجافًا

وأنتِ

بناتُ الهجيرِ

تسربلنَ

بالوردِ والأغنياتِ

اختبأنَ

عنِ الضوءِ

تحت ظلالِ النخيل

ليسبحنَ

في النهرِ

بعضًا

من الخوفِ

يخرجنَ

بلَّلَ أثوابهن الثقيلةَ

نهرُ الصباباتِ

حدَّد

ما قد تحدَّدَ

من برتقال

وسوقٍ

كأعمدةٍ

من رخامِ المجرَّاتِ

بل

أنتِ

أنتِ

ابتداءُ الهوى

لصبىٍّ

يلعثمهُ

الخجلُ القرويُّ

ويطلقهُ

كالحصانِ الجموحِ

إذا طَلَعَتْ

في سهولِ الخيالِ

فتاةُ الندى

-والمدى ساحلٌ

لا بحارَ لهُ

أو مواقيتَ-

تبت يدا

زمنٍ

قد مضى

وانقضى

وأحالَ الفتى

محضَ كهلٍ

ليشتعلَ القلبُ

شيبًا

ويبكي

حزينًا على حُلمهِ

يا

ب

ل

ا

د

ي