كونيو كاتاكورا: حرصت مؤسستنا على منع تفسير صورها للثقافة الصحراوية من وجهة نظر استشراقية
تحدث كونيو كاتاكورا رئيس مؤسسة موتوكو كاتاكورا لثقافة الصحراء، عن جهود مؤسسة كاتاكورا في تعزيز الثقافة الصحراوية في اليابان، عبر المشاركة في رعاية المعارض ونشر الكتب وإنشاء نظام للحفاظ على الموارد الأكاديمية لثقافة الصحراء. كما تحدث عن استفادة مؤسسته من أرشيف مركز الملك فيصل. وتطرق في حوار مع «الفيصل» إلى أعمال ندوة المروية العربية حول ثقافة الصحراء وأهمية الندوة، وعن التطور المذهل الذي شهدته المملكة العربية السعودية، وبخاصة مشاركة المرأة في رفد هذا التطور المستمر.
ويقارن كاتاكورا بين اليابان بطبيعتها الزراعية والمملكة بطبيعتها الصحراوية وسبل التعاون بين البلدين، فيما يتعلق بثقافة الصحراء وتعزيزها وكيف حافظ السعوديون على ثقافة الصحراء من خلال نزهاتهم في الصحراء أوقات العطلات.
يقارن كاتاكورا أيضًا بين اليابان والغرب من حيث نتائج الأبحاث حول الشرق الأوسط، وكيف وظِّفت أعمال الباحثين المستشرقين الغربيين في التحكم في منطقة الشرق الأوسط، وفي المقابل ساهمت أعمال موتوكو في تغيير صورة المرأة السعودية النمطية من امرأة محاصرة بالحجاب، إلى امرأة نشطة ذات أثر فعلي رغم المناخ القاسي في المملكة العربية السعودية، كما غيرت صورة الصحراء السلبية التي يُنظر إليها كأرض قاحلة أو صورة رومانسية وجمالية بوصفها بلادًا للعجائب.
مؤسسة كاتاكورا تأسست بعد وفاة موتوكو كاتاكورا، زوجته، عالمة الأنثروبولوجيا والباحثة الأكاديمية في ثقافة الصحراء، وكانت وصيتها قد تضمنت فكرة إنشاء المؤسسة ووهبت لهدف تأسيسها إرثها المادي والمعنوي من أبحاث وكتابات. وبدعم من شغف موتوكو الدائم بالصحراء، أنشأت المؤسسة جائزة الراحة، وتهدف إلى دعم الباحثين والفنانين من اليابان وجميع أنحاء العالم. تُكرّم هذه الجائزة الأفراد الذين يكرسون حياتهم لإثراء ثقافة الصحراء. يؤكد السيد «كاتاكورا» دائمًا أنه في عالم يسيطر عليه رأس المال بشكل متزايد، تأتي جائزة الراحة كوسيلة لتوفير حلول لسكان العالم الذين يتوقون إلى إيجاد وتحقيق التوازن.
كاتاكورا شارك في مايو الماضي في ندوة المروية العربية، التي نظمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وتركزت الأوراق فيها حول الصحراء وثقافتها. استمرت الندوة يومين، وشارك فيها مجموعة متنوعة من الباحثين والمهتمين والخبراء. في حفل الافتتاح ألقى كاتاكورا كونيو، كلمة في ذكرى زوجته الراحلة، سلط فيها الضوء على أبحاثها في المملكة العربية السعودية. ولقد تركز مجال دراسة موتوكو كاتاكورا الرئيس على العالم الإسلامي بما في ذلك الدراسات البدوية والدراسات المتعددة الثقافات. في أواخر الستينيات، زارت مخيمات البدو في المملكة العربية السعودية لإجراء أول بحث ميداني لها في الثقافة الإسلامية، حيث اصطحبت زوجها السيد «كونيو كاتاكورا» المقيم آنذاك في السعودية؛ إذ كان يعمل سفيرًا لليابان لدى المملكة.
«الفيصل» التقت كونيو كاتاكورا وحاورته حول مؤسسته والتعاون بينها وبين مركز الملك فيصل، في إطار الأبحاث حول ثقافة الصحراء.
حول المؤسسة وندوة المروية العربية
● بمناسبة مشاركتك في أعمال ندوة «المروية العربية» في الرياض حول ثقافة الصحراء التي انعقدت في بداية مايو الماضي، أَلَا حدثتنا قليلًا عن نشأة فكرة مؤسسة موتوكو كاتاكورا لثقافة الصحراء وهدفها الأساس في سنواتها الأولى، قبل التطوير فيما بعد وتعدد الأهداف والأغراض؟
■ بادئ ذي بدء، اسمحوا لي أن أعرب عن خالص امتناني، نيابة عن مؤسستنا، على الفرصة التي أتيحت لنا للمشاركة في ندوة المروية العربية الثانية حول ثقافة الصحراء (أوائل مايو 2024م) وكذلك على كرم الضيافة والاستقبال الرائع الذي حظينا به. بعد وفاة موتوكو في عام 2013م، اتخذ الباحثون المؤهلون، أولئك الذين تبنوا وورثوا عنها دافعها الرئيس -«احترام الثقافة الحقيقية للصحراء»- قرارًا بإنشاء مؤسسة جديدة تحت اسم «مؤسسة موتوكو كاتاكورا لثقافة الصحراء»، التي تعتمد بشكل أساسي على ميراثها والتبرعات الطوعية الأخرى.
تعمل المؤسسة منذ بداية عهدها على القيام بأنشطة بحثية وفنية حول الثقافة الصحراوية، والتخطيط لإدارة سلسلة من المعارض والندوات حول الثقافة الصحراوية ونشر إنجازات موتوكو البحثية، وإننا ندين ونحمل عظيم الامتنان لمشاريع مركز الملك فيصل الأرشيفية في تنظيم وأرشفة المواد الأكاديمية التي خلفتها موتوكو وراءها.
● كيف رأيتم ندوة «المروية العربية» التي نظمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والتي شارك فيها باحثون سعوديون وعرب من مختلف أنحاء العالم، وما تعليقاتكم عليها؟
■ في الواقع، كانت ندوة رائعة جدًّا، وقد تناولت موضوع «ثقافة الصحراء»، التي استهدفت في الأصل التركيز على القيمة الأكاديمية العظيمة لأعمال ونتائج الباحث السعودي البارز الدكتور سعد الصويان حول التاريخ الشفهي العربي والشعر النبطي، إلى جانب نتاج ومخرجات البحوث الثقافية الأنثروبولوجية وكذلك الاكتشافات الأثرية. لم تشرف الندوة بحضور باحثين سعوديين فحسب، بل أيضًا علماء من الخليج وإفريقيا وأوربا والولايات المتحدة، إضافة إلى اليابان، وساهموا بنشاط في تبادل وجهات النظر حول موضوع الندوة، وإننا لنتوقع نتائج رائعة للنهج الشامل لموضوعات الندوة وأبحاثها وآثارها التآزرية في الندوات المستقبلية.
بين اليابان والمملكة
● كيف رأيت السعودية بعد عودتك بعد غياب طويل؟ ما الذي لحظته خلال زيارتك ولفت انتباهك في الغالب؟
■ سمعت من أصدقاء سعوديين ولحظت بأم عيني أن المجتمع السعودي يمر بتقدم وتحول مذهلين، وبدعم من النفط وموارد الطاقة الأحفورية الأخرى، أدت جهود التحضر السريعة والبارعة إلى ظهور ناطحات سحاب رائعة في المدن الكبرى. ومن الجدير بالذكر أن مشاركة المرأة في المجتمع تتحقق الآن على نطاق أوسع، هذا إضافة إلى جهود الترويج للسياحة الظاهرة بشكل واضح.
● فيما نعرف عن اليابان من تطورها الدائم نحو التكنولوجيا، حتى إن بعض بلاد العرب تدعوها «كوكب اليابان» لتفوقها في المجال التقني، ومما نعلم عن الخطط السعودية نحو التطوّر والتحضّر والتغييرات الإيجابية الحالية، فما الذي جعل من ثقافة الصحراء خاصةً موضوعًا لاهتمام المؤسسة والتعاون بين اليابان والمملكة؟
■ تحظى اليابان، بوصفها دولة منعزلة صغيرة، بأقل الموارد الطبيعية، ولهذا كرست القوى العاملة من أبنائها لبناء وتطوير عملية التحديث والتصنيع والتطور التكنولوجي. لا نملك في اليابان بيئة طبيعية مثل الصحراء القاحلة، ولا أسلوب حياة يعتمد على التنقل «البدو الحضري»، وهو الأسلوب الذي حافظ حتى الأشخاص المعاصرون في المملكة العربية السعودية عليه خصوصًا في عاداتهم في الخروج في العطلات للاستمتاع بنزهة عائلية فوق الكثبان الرملية أو في الوديان. فيما نملك نحن اليابانيون مساحات مماثلة وإنما من القرى الزراعية حيث نسعى، اتباعًا لتقاليدنا، للحصول عبر زيارتها على الدعم الروحي أو العاطفي من ممارسات مثل الزراعة وصيد الأسماك.
على أساس الخلفيات المشتركة المذكورة آنفًا، قمنا نحن اليابانيون بتطوير التعاون مع الشعب السعودي، وبخاصة الشباب في مجالات التعليم العالي والتدريب الفني خاصة. على حين أصبح استنزاف الموارد على نطاق عالمي قضية مهمة، يسعى المجتمع إلى مواجهتها بكل الطرق الممكنة.
تعتقد المؤسسة أن البحث في الثقافة المتضمنة لكل مؤثراتها، من الملابس والغذاء والمسكن إلى الروح بهدف التكيف مع بيئة الصحراء القاسية، أمر مفيد للغاية ومن شأنه التأثير في مستقبل المجتمع العالمي، بما في ذلك اليابان. في الواقع، منذ سنوات تأسيسها الأولى، اهتمت مؤسستنا باستكشاف أبرع الطرق والأساليب للاستفادة من المواد البحثية التي تركتها موتوكو. ولحسن الحظ، في عام 2015م، أتيحت لنا الفرصة لزيارة وادي فاطمة وأعجبنا بمودة السكان المحليين الدائمة للراحلة موتوكو؛ لذلك أصبحنا نؤمن بأهمية التوضيح الأكاديمي لتراث الثقافة الصحراوية والحفاظ عليه وإتاحته على المدى الطويل، وذلك عبر إجراء إعادة مسح بالتعاون مع السكان المحليين، لجميع التغييرات التي شهدها مجتمعهم على مدى نصف القرن الماضي.
● ماذا يضم المتحف الذي أنشأته المؤسسة بالاشتراك مع طلاب أبحاث من اليابان الذي تبنَّته حكومة مدينة يوكوهاما والمعهد الوطني للدراسات الإنسانية بجامعة أكيتا اليابانية؟
■ عملت مؤسستنا، بمصادر تمويل محدودة، على تعزيز الثقافة الصحراوية في اليابان عبر المشاركة في رعاية المعارض ونشر الكتب مع بعض المتاحف مثل: «المتحف الوطني للإثنولوجيا» في أوساكا، و«متحف يوكوهاما للثقافات الأوراسية» في يوكوهاما. و«متحف الصناعة المعدنية بجامعة أكيتا» لإقامة معارضه وندواته. علاوة على ذلك، تجري مؤسستنا بحثًا مشتركًا وأرشفة رقمية للصور التي التقطتها موتوكو مع المتحف الوطني للإثنولوجيا، ونرى أنه من المهم إنشاء نتائج أكاديمية جديدة وإنشاء نظام للحفاظ على الموارد الأكاديمية لثقافة الصحراء واستخدامها على المدى الطويل.
الدبلوماسية وتذليل العقبات
● هل ساهمت خبرتك بوصفك سفيرًا في البلاد العربية أو ساعدت في أداء مهمتك كمستعرب وباحث في ثقافة الصحراء؛ أعني تواصلًا مع الناس وبخاصة سكان الصحراء، غير الودودين في العادة مع الأغراب بدافع من الحذر واحترام القبلية؟
■ كما لا بدّ أنكم تعلمون أن الدبلوماسية هي فن يمكن من خلاله التوصل إلى تسوية سلمية للنزاعات وتعزيز الصداقة بين جميع الأمم والشعوب، وتتضافر جميع عناصرها المتنوعة مثل السياسة والاقتصاد والجغرافيا والأنثروبولوجيا وكذلك اللغويات للعمل كوسيلة للاتصال مع العالم وفهم الآخرين وأنفسنا معهم قدر الإمكان؛ لذلك أعتقد أن مسيرتي الدبلوماسية السابقة هي الأساس الذي نتجت عنه مهنتي الثانية في دعم مؤسسة أبحاث «ثقافة الصحراء»، حيث يعد التواصل المباشر عبر اللغة العربية أمرًا في غاية الأهمية، بهدف تعميق التفاهم المتبادل لتجنب سوء الفهم. كما أنني أثق في أهمية أن يكون للدبلوماسيين علاقة أوسع مع شعب بلد ما، وأن يتعرفوا إلى ثقافتهم.
الاستفادة من أرشيف مركز الملك فيصل
● إلى أي مدى يتقاطع مشروع «المروية العربية» البحثي الحضاري الذي ينهض به مركز الملك فيصل وخطط نشر المؤسسة وأبحاثها التي تمت بالتعاون مع المركز عبر تزويدها بالمواد الأرشيفية. وما نقاط التقاطع والتعاون المستقبلية من أبحاث أو ترجمات مثلًا؟
■ نحاول حتى هذه اللحظة مشاركة طرق حفظ وأرشفة المواد البحثية الفوتوغرافية لموتوكو كاتاكورا مع مركز الملك فيصل، مستفيدين من إطار مشاريعه الأرشيفية، ونتوقع أن يؤدي تركيز مشروع «السرد العربي» على «ثقافة الصحراء» إلى توليد رؤى متعددة التخصصات عبر مختلف الموارد الأكاديمية، بما في ذلك اللغويات والأنثروبولوجيا الثقافية وما إلى ذلك. إضافة إلى ذلك، فإن إدراج مشروع الثقافة الصحراوية من مختلف المناطق يشير إلى إمكانية إجراء دراسات مقارنة في المستقبل. ناهيك عن أننا، وعبر دمج المعرفة المكتسبة حديثًا في أرشيف أبحاث مركز الملك فيصل، نعتقد أنها لم تصبح مصدرًا قيمًا للباحثين فحسب، بل ستعدّ أيضًا أحد أهم الموارد والمصادر التعليمية لمجموعة واسعة من المستخدمين والمستفيدين.
الرؤية الاستشراقية للصحراء
● هل تعتقد أن رؤية المستشرقين للصحراء تأتي من منظور أصيل، أم إنها تحمل الكثير من عوامل الانبهار أو تختلف باختلاف خلفية المستشرق الذي رواها؟
■ إذا كنتِ تقصدين بكلمة «المستشرقين» العلماء والباحثين الأوربيين أو الأميركيين المتخصصين في منطقة الشرق الأوسط، التي تصبغ مصطلحاتها بالإرث الإمبريالي والاستعماري، فإنني أرى الفارق الدقيق هو أن اكتشافاتهم الثقافية والأنثروبولوجية كانت تُستغل كأداة لحكم تلك الشعوب. وفي هذا الصدد فإن اليابان، بوصفها دولة آسيوية ناشئة حديثًا، هي دولة نظيفة تاريخيًّا؛ لذا، بالمعنى الدقيق للكلمة، لا يُصَنَّف المتخصصون في شؤون الشرق الأوسط لدينا على أنهم «مستشرقون».
● في رأيك؛ ما تأثير هذه الرؤية الاستشراقية للصحراء في العرب أنفسهم، وفي أي شخص غير عربي مهتم بالصحراء؟
■ التزامًا بتعريف «المستشرقين» أعلاه، لا أستطيع أن أتحدث عن رؤيتهم للصحراء، لكني أعتقد حتى الآن أن معظم الباحثين في الصحراء يميلون إلى التركيز على الأبحاث الأثرية أو الجيولوجية أو الجغرافية، مع وجود عدد قليل جدًّا من الباحثين الأميركيين أو العلماء الأوربيين الذين كرسوا اهتمامهم بالناس، وبخاصة النساء، فيما يختص بأسلوب الحياة المعيشية. على سبيل المثال، تمكنت موتوكو من التقاط صورة المرأة النشطة ذات الأثر الفعلي، في المناخ القاسي في المملكة العربية السعودية، على عكس الصورة السائدة في الدول الغربية عن «المرأة السعودية المحاصرة بالحجاب». كما أدركت موتوكو من خلال أعمالها الميدانية أن الصحراء لا ينبغي عدّها أرضًا قاحلة؛ صورة سلبية نموذجية، ولا بلاد العجائب؛ صورة رومانسية وجمالية. ومن خلال مشاركتها لنتائجها ورؤيتها، حرصت مؤسستنا على منع تفسير صورها للثقافة الصحراوية من وجهة نظر استشراقية عندما تُدرَس أو تُنشَر علنًا. حتى إن المؤسسة قد عهدت إلى الأشخاص موضوع الصور للحصول على إذن بعرض الصور التي التقطتها لهم، وعملنا معًا لإجراء إعادة المسح في المنطقة المذكورة ضمن البحث.
عن جائزة الراحة وكتب موتوكو
● هل أعلن عن الفائز بجائزة (الراحة) لهذا العام، 2024م؟ وهل تتابع المؤسسة الفائزين سابقًا بالجائزة والتأكد من تنفيذ مشاريعهم أو اقتراحاتهم؟
■ أنشأت مؤسستُنا جائزةَ «الراحة»؛ لاكتشاف ودعم الباحثين والفنانين، ليسوا اليابانيين فقط، ولكن من جميع أنحاء العالم، الذين يصعب العثور عليهم كما «الزهور المتفتحة في الصحراء». كما أننا ساهمنا في تطوير ثقافة الصحراء عبر تقديم الدعم لتلك الزهور في الصحراء من مختلف أنحاء العالم. منحت المؤسسة ثلاث جوائز من جوائز «الراحة» حتى الآن؛ الأولى لزوجين متطوعين يابانيين، كرسا جهودهما لمنع التصحر والتثقيف البيئي للأراضي القاحلة في منغوليا الداخلية، والثانية للسيد عبدالرحيم الأحمدي، المدير السابق لمركز التنمية الاجتماعية في وادي فاطمة، الذي شجع موتوكو على إجراء بحثها الثقافي الأنثروبولوجي في وادي فاطمة، والثالث لباحثة يابانية، أستاذة المتحف الوطني للإثنولوجيا، لأبحاثها المتعمقة في صحراء منغوليا. تقيم المؤسسة عادة حفلًا لتوزيع الجوائز بهدف مشاركة أنشطتها على نطاق أوسع وأعمق؛ بسبب نفاد مصادر مناسبة لتمويل الجائزة، علّقت مؤسستنا منح جائزتها التالية حتى حين.
● بوصفك مترجمًا ذا تاريخ مثير للإعجاب، حيث عملت مترجمًا رسميًّا لرئيس الوزراء ووزير خارجية اليابان، هل تفكر المؤسسة في ترجمة كتاب الراحلة الدكتورة «موتوكو كاتاكورا»، بعنوان: «أهل الوادي.. دراسة للمجتمع السعودي أثناء مرحلة الانتقال» إلى لغات غير العربية ونسختها اليابانية الأصلية بالطبع؟
■ صدر كتاب «القرية البدوية» للراحلة الدكتورة موتوكو كاتاكورا باللغة الإنجليزية عن مطبعة جامعة طوكيو، ثم تُرجم لاحقًا إلى اللغة العربية بمساعدة تطوعية من رئيس تحرير صحيفة المدينة، الراحل «محمد صلاح» ونشرته شركة نشر سعودية. وفي حين أن هذا الكتاب هو إنتاج أكاديمي يعتمد على بيانات كمية، فإن «ملاحظات عربية» (بقلم موتوكو كاتاكورا والصادر عام 1979م) قد كتب في الأصل لعامة الناس باللغة اليابانية بناءً على بيانات نوعية، ولكنه لم يترجم إلى العربية أو الإنجليزية. هناك أيضًا كتاب بعنوان: «تقنية يوتورو» وقد كتب مستهدفًا القراء اليابانيين كذلك، ومتاح أيضًا باللغة اليابانية فقط. إضافة إلى ذلك، بعد مرور نصف قرن على «القرية البدوية»، عملت المؤسسة على نشر كتاب مهم، صدر فعليًّا عام 2019م، ملخّصًا نتائج بحث إعادة مسح التغيرات في وادي فاطمة، ويجري حاليًّا تقويم فكرة نشره باللغتين العربية والإنجليزية. ونأمل أن تُمنح هذه الكتب الفرصة لقراءتها على نطاق واسع من جانب السعوديين وغيرهم.