اليُوتُوبي

اليُوتُوبي

لكي تنسى الحياةُ الحربَ أو تنسى الحياةَ الحربُ،

لكي تتذكَّرَ الكلماتُ ماضيها،

لكي تتفتّحَ الذِّكرى على مستقبل المعنى الخضيرِ،

لكي أنمو أمام الله حُرًّا دون أولادِ الزَّوايا،

لكي أقولَ لزهرتي الأولى: صباحَ الخير!

وأقولَ لدمعتي الحَرَّى: مساءَ النور!

لكي تُعانقَني المواكبُ كلَّ يومٍ في فِراش الحُلم حرَّى،

لكي أصطادَ ما يرجو خيالي من قصيدةِ قُبلةٍ بدَويَّةٍ،

لكي أسيرَ إلى الحقيقة عاريًا من أيِّ معتقَلٍ،

لكي أدعو الحياةَ بصَحبها لوليمةِ الأشواقِ

عند الملتقى،

لكي ينالَ الحزنُ مَرتَبةَ الغناء،

لكي أسيرَ على الهواء بلا هُوِيَّاتٍ مُجنَّحةٍ،

لكي تتنفَّسَ الأسماكُ أسماءَ الشِّبَاكِ على سواحلها،

لكي أعني تمامًا كلمتي في الحُب ما أعني،

لكي أشتمَّ رائحةَ الحديقة تحت جِلْدي،

لكي تتجمَّع الدُّنيا على شاي الصَّباح

بزهرة العمل الجماعيِّ،

لكي يقولَ الصَّمتُ شكرًا للحياةِ،

لكي أُقبِّلَ مَن يُقابلُني وأدعوهُ حبيبي،

لكي يقفَ التُّرابُ على سماءِ الخطوةِ الأولى،

لكي أختارَ ما أختارُ بالحرِّيَّة العليا،

لكي أشتاقَ للعبث المؤدِّي للمعاني،

لكي أنجو من المنفَى بضحكةِ ضحكتينِ،

لكي أَتقبَّلَ الأقدارَ مثلَ تحيَّة جارنا وجهًا لوجهٍ،

لكي أُسمِّي كلَّ أغنيةٍ بوَقْع الحِسِّ: أُختي

وأنادي كلَّ ذكرى في اللَّيالي: يا مُعلِّمتي،

لكي أنامَ وحيدًا في تداعي الكون عن دَعَةٍ

ويَسهرَ الخلقُ جَرَّاء موسيقا الزَّمان..

لا بدَّ من وطنٍ أُسمِّيهِ الوطن

واسْمُهُ «السُّودانُ»

مولودُ المكان.