بورخيس، نزيل الغرفة 10… حكاية حوار

بورخيس، نزيل الغرفة 10… حكاية حوار

كانت الساعة الواحدة والنصف تقريبًا حين انتهت نشرة الظهيرة على القناة الثانية الفرنسية، وكان الخبر الأخير فيها عن وصول خورخي لويس بورخيس إلى باريس آتيًا من إيطاليا حيث حاز على جائزة «تشينو ديل دوكا» التي تهدف إلى تعزيز دور الفنون والآداب والعلوم. اتصلتُ من فوري بمنشورات «غاليمار» الباريسية التي تُعنى بنشر كتبه في فرنسا، وسألتُ عن مكان إقامته، فكان الجواب: «فندق «الفندق» في شارع الفنون الجميلة».

توجهتُ إلى هناك بعد أن اتصلتُ بالمصور الفوتوغرافي عزيز خلاط من أجل أن يلاقيني. كان ذلك في شهر حزيران/ يونيو من عام 1980م، وبورخيس قد تجاوز الثمانين من العمر. كنتُ يومذاك هاربًا من الحرب الأهلية في لبنان، وكنتُ طالبًا في السنة الجامعية الأولى في جامعة السوربون، وأعمل في القسم الثقافي في أسبوعية «النهار العربي والدولي» التي كان يشرف عليها الشاعر أنسي الحاج.

وصلتُ أمام باب الفندق المحاذي لـِ«معهد الفنون الجميلة» ووجدتُ كثيرًا من الإعلاميين والمصورين الفوتوغرافيين في الخارج. ألقيتُ نظرة على واجهة الفندق الذي توفي فيه أوسكار وايلد، وحيدًا وفقيرًا، تاركًا وراءه كلمات قليلة من رسالة غير مكتملة. توجهتُ إلى مكتب الاستعلامات وعبرتُ عن رغبتي في الوصول إلى بورخيس لإجراء حوار معه. نهض الموظف من مكانه، وأشار بيديه الاثنتين إلى الإعلاميين والمصورين حولنا، وقال: «هناك مَن وصل منذ الصباح الباكر». سألته إن كان في الإمكان أن أترك له رسالة، فرد قائلًا: «سأتصل بالسيدة ماريا كوداما التي ترافقه وأبلغها بحضورك».

ما إن سمعت اسم ماريا كوداما حتى تذكرتُ الإهداء الذي قدمه لها بورخيس في مجموعة شعرية عنوانها «الرقم»، وحفظتُه لأنه بدا لي أحد أجمل الإهداءات: «كل هِبَة حقيقية هي هِبَة متبادلة. الذي يعطي لا يحرم نفسه مما يعطي. العطاء والأخذ شيء واحد. إن إهداء كتاب ما، هو، ككل أفعال الكون، فعلٌ سحري ننظر إليه بوصفه الطريقة الأجمل للتلفظ باسم. وها أنا الآن أتلفظ باسمك، ماريا كوداما…».

بعد انتظار دام أكثر من نصف ساعة، وصلت المرأة الشابة النحيفة. عرفَت بنفسها وعرفتُها بنفسي، ورحتُ أتلو على مسمعها مطلع ذلك الإهداء الخالد، ثم أخبرتها برغبتي في لقاء بورخيس، فأشارت هي أيضًا بيديها الاثنتين إلى الذين كانوا ينتظرون منذ ساعات طويلة، وقالت بصوت خفيض: «من المستحيل أن يلتقوا بورخيس لأنه متعب جدًّا، وغدًا يتابع رحلته إلى الأرجنتين». تفهمتُ الوضع، لكني ختمتُ بطلب صغير هو أن تبلغه أنني كنتُ أتمنى رؤيته فقط، أنا الآتي من بلاد «ألف ليلة وليلة»، المقيم في باريس، وقارئ كتبه بلغته الإسبانية. وها هي تغيب عني قليلًا لتعود وتخبرني أنه في انتظاري وأن الباب مفتوح، وطلبَت ألا يستغرق اللقاء أكثر من دقائق معدودة.

ممددًا بثيابه على السرير

وصلتُ إلى الغرفة 10 في الطابق الأول. طرقتُ الباب ودفعتُه بيدي لأراه أمامي ممددًا بثيابه على السرير. كان يرتدي قميصًا أبيض مع ربطة عنق سوداء وسروالًا رمادي اللون. أخبرته من فوري أنني بمُرافقة مصور «النهار العربي والدولي» عزيز خلاط. فتحرك في مكانه واستوى جالسًا على حافة السرير، وقبل أن يدعونا إلى الجلوس، طلب مني أن أساعده في ارتداء سترته، بينما كان يردد بشيء من المزاح: «لا بد منها لتكون الصورة أجمل». وسألني: «ماذا تريدني أن أقول وأنا لستُ واثقًا من أي كلمة أتلفظ بها؟». ثم تناول عصا سوداء كانت مركونة إلى جانب السرير، وقال بصوت مُتعَب: «إنها عصا صينية قديمة اشتريتُها منذ خمسة أشهر. هل أعجبتك؟» كانت عصا مدببة الأطراف وجميلة بالفعل. قلتُ له: لا أدري لماذا ظننتُ عندما رأيتها أنها من محل «ألكسندرا سُوفر»، في جادة السان جيرمان القريبة من الفندق، وهو محل باريسي مخصص لبيع المظلات والعصي الفاخرة. وأخبرته بأنه افتُتح في عام 1834م، وعُرضت مرةً في إحدى واجهاته
عصا الشاعر الفرنسي بول فيرلين. رد فجأةً: «بول فيرلين أحد أحب الشعراء الفرنسيين إلى قلبي». سألته: لماذا؟ فأجاب: «لأن قصائده أغنيات». لم أفهم ماذا كان يعني بالتحديد، ولم أسأله لأترك الوقت القليل المتبقي لأسئلة أخرى
أكثر إلحاحًا. لكني وجدتُ نفسي أتلفظ باسم أرتور رامبو كما لو أنني أريد أن أتأكد من مفاضلة بورخيس بين فيرلين ورامبو. رامبو الذي كان، يومذاك، اكتشافي الشعري المدهش. لكن بورخيس سرعان ما تابع كلامه عن فيرلين وهو يردد مطلع واحدة من قصائده الشهيرة: «يتحرك البكاء في قلبي، كما يهطل المطر على المدينة». صحيح أن فيرلين، في جانب من شعره، كان يقترب من الغناء، وكان صاحب جمالية شعرية خاصة، لكنه كان بعيدًا من سحر القصيدة الرامبوية الآتية من مكان لم تعرفه القصيدة الفرنسية من قبل.

جئتُ إلى بورخيس لأسأله، وفي ذهني عشرات الأسئلة، وإذا به هو الذي يسأل. يتوقف عند كل كلمة وينسج خيوطًا حول نَولها. كل كلمة لديه مدخل لمكتبة، ولمتاهة لا تنتهي. فرغَ المصور من التقاط الصور، ثم ودعنا وغادر الغرفة. مر الوقت ولم تأتِ ماريا كوداما لتضع حدًّا لهذا اللقاء.

تابع بورخيس حديثه. حين وصل إلى «ألف ليلة وليلة» التي قرأها أول مرة بترجمتها الإنجليزية التي وضعها ريتشارد بورتن، ذكر اسمها بين الكتب التي كانت في أساس معمار قراءاته وكتاباته. قال: إنها تركت أثرًا عميقًا في حياته، وإنه أحبها لغرابتها وللسحر الذي تشي به، هذا السحر الذي يحوم حول نتاجه بأكمله. وهو لا يجمع بين الوقع والخيال فحسب، بل يذهب أبعد من ذلك حين يرى أن البُعد الغرائبي يؤلف عنصرًا أساسيًّا من الواقع نفسه؛ لذلك فهو يتعجب منه ومما يولده من تصورات وأحلام.

قبل مجيئي إليه، كنتُ قرأتُ من جديد قصيدته «استعارات ألف ليلة وليلة» وقد اختزلها بأربعة أبواب، سأثبتُ هنا مَطالعها: «الاستعارة الأولى هي النهر والمياه العظيمة. البلور الحي المحتضن روائع ثمينة/ كانت من الإسلام، وأصبحت لكَ اليوم ولي. الاستعارة الثانية نسيجُ/ سجادةٍ تَعرضُ للعين/ سديمًا من ألوان وخطوط/ يحكمها نظام خفي. الاستعارة الثالثة حُلم البشر حتى نهاية رحلتهم. الاستعارة الرابعة خريطة للزمن، ذلك المدى اللامحدود/ به يقاس تدرج الظلال/ تَفَتت الرخام المتواصل/ وخُطى الأجيال».

ضمن هذه الرؤية، ينظر بورخيس إلى نفسه وإلى العالم من حوله. في كتابه «تقرير برودي»، ثمة قصة قصيرة عنوانها «اللقاء» تنطلق من السؤال الآتي: هل الرجال هم الذين يستعملون السكاكين حين يتعاركون، أم العكس؟ في هذه القصة، يُبَين بورخيس أن الأسلحة هي التي تنجو دائمًا من جحيم المعارك، لا البشر، كأنه يقول: إن هؤلاء أسرى شرطهم الوجودي، ورهن لغرائز الدمار والموت، ومجرد أدوات فحسب. انطلاقًا من هذا التصور، يطرح بورخيس علامات استفهام كبيرة على عالم من الغموض والألغاز. في إحدى المرات، سأله المدعو دومينيك أربان في حوار معه:

حدثني عنك، خورخي لويس بورخيس.

ماذا تريد أن أحدثك عني وأنا لا أعرف شيئًا عن نفسي ولا حتى عن تاريخ موتي.

هذا الجانب العبثي -حتى لا أقول العَدَمي- في فلسفة بورخيس، نتبينه في نتاجه الأدبي، في محاضراته ومواقفه. أليس هو القائل: «ماذا يمكن أن يحدث لنا أفضل من الزوال والنسيان؟ ما همني ما سيصير إليه اسمي طالما أن كتابًا مثل «ألف ليلة وليلة» لا يُعرَف من يكون كاتبه؟». يحيلنا هذا الكلام إلى شطحات عمر الخيام، وإلى كلمات وردت في رسالة كتبها أحد رموز عصر الأنوار، الفيلسوف الفرنسي دوني ديدرو، في عام 1758م، إلى صديقه فولتير: «سيأتي يوم يختلط فيه الرماد بالرماد. ما الذي يعنيني، عندئذ، إن كنتُ فولتير أم ديدرو، وإن كانت الحروف الثلاثة من اسمكَ أم من اسمي هي التي ستبقى؟ علينا أن نعمل. على الواحد منا أن يكون مفيدًا».

صمته إزاء القمع

تحدث بورخيس أمامي عن الشعر والعمى، عن مكتبة والده وقراءاته الأولى، وعن الشرق، ليتساءل عما «إذا كان الشرق، اليوم، حاضرًا وموجودًا بالنسبة إلى الشرقيين أنفسهم؟!». وعن صمته إزاء القمع، قال: إن له حق العيش في بلده من دون أن ينادي بأي فكرة سياسية، وإن موقفه وعائلته كان واضحًا في أربعينيات القرن الماضي عندما تسلم بيرون الحكم. «لقد أُوقِفَت والدتي وشقيقتي لأنهما شاركتا في تظاهرة ضد نظامه، وخسرتُ أنا منصبي مسؤولًا عن مكتبة بوينس آيرس». لم يركز الحوار مع بورخيس على نقطة محددة يتناولها بعمق لسببين: الأول، عدم معرفتي منذ البداية باستعداده لحوار طويل، هو المُتعب من رحلة السفر، والسبب الثاني، جهلي بالوقت المتاح لي، علمًا أننا تجاوزنا البرهة المحددة مسبقًا. لهذين السببين، جاء الحوار جولة سريعة في نتاج الكاتب وتجربته، كأنه رحلة خاطفة من الجو فوق مساحات شاسعة.

على المستوى الشخصي، كان هذا اللقاء مدخلًا لتعمقي في نتاج الكاتب الأرجنتيني، وتخصيص كتاب له عنوانه «الأحلام المشرقية/ بورخيس في متاهات ألف ليلة وليلة»، ويتمحور هذا الكتاب حول علاقته بالموروث العربي ضمن ثقافته الموسوعية ككل. لقد نشرتُ في القسم الثاني منه قصائد ونصوصًا، نقلتُها عن الإسبانية، وتفصح عن علاقته تلك، وكيفية توظيفها في أدبه. من النصوص التي نقلتها في هذا المجال: «الملكان والمتاهتان»، «ابن رشد واقتفاء المعنى»، وكذلك «الوردة اللامتناهية» التي تبدأ بعبارة: «سنة خمسمئة للهجرة»، وتنتهي بالقول: «أعمى أنا ولا أعرف شيئًا، لكني أتوقع أدق المسالك». يقول أيضًا: «أنشدتُ أُرجُوان صُور، أمنا./ أنشدتُ نتاجَ الذين اكتشفوا الأبجدية/ وحَرَثوا المياه. أنشدتُ مَحرَقة الملكة/ الشهيرة. أنشدتُ الصواري والمجاذيف/ والآلام المُبَرحة».

قبل أن أودعه، استوضحته عن خبر قرأتُه في إحدى المقالات وجاء فيه أنه لا يوجد كتاب واحد من كتبه على رفوف مكتبته الخاصة، فهل هذا صحيح؟ أجاب وهو ينظر إلي بعينين مفتوحتين لا تريان: «مَن أنا لتكون كتبي إلى جانب كُتب أُوفيد ودانتي أليغييري وثربانتس وحكايات «ألف ليلة وليلة»»؟

سليل كوكبة من الكتاب العميان

خرجتُ من غرفته وأنا أتساءل: من يكون، فعلًا، هذا الكائن المتزهد، سليل كوكبة من الكتاب العميان، من هوميروس وأبي العلاء المعري إلى ميلتون صاحب «الفردوس المفقود»؟ من يكون هذا الذي ينظر إلى نفسه بصفته نقطة في أوقيانوس شاسع بلا حدود؟ أليس الذي يرى، إلى هذا الحد، عُمق الأشياء، ظهورها وأفولها، هو الذي يتحسس مقياس وجوده في الزمان، وهو القائل: «لا أحد يستطيع أن يعرف ما إذا كان العالم خياليًّا أو حقيقيًّا، وما إذا كان ثمة فرق بين ما نعيشه وما نحلم به». الذي قرأ قبل إصابته بالعمى، وظَل هناك من يقرأ له لاحقًا، ابتلع الكتب بنَهم نادر ومدح وجودها في الحياة، وقال عن القراءة: «القراءة تستكمل الكتابة وهي مُهمة أكثر ثقافة منها»، ويضيف: «ليتبجح الآخرون بالصفحات التي يكتبونها، فأنا فخور بتلك التي قرأتُها».

الكتب والحروف هي، كالمتاهات والمرايا، جزء من عالم بورخيس الغريب والمتخيل. وهي، هنا، كائنات قائمة بذاتها ولها حيوات خاصة، يتلمسها الكاتب ويتساءل: «كيف لا تمتزج في الليل حروف كتاب مُغلَق». هذه العلاقة بالحروف حاضرة في الموروث العربي، من خلال نتاجات عدد كبير من الكتاب والشعراء والخطاطين والفلاسفة، ومن بينهم، بشكل خاص، محيي الدين بن عربي الذي غاص في باطن الحروف وأسرارها، وله كتاب بعنوان «كتاب الألف». وليست مصادفة أن يكون بورخيس قد اختار حرف «الألف» عنوانًا لأحد كتبه. الألف، بالنسبة إليه، إشارة إلى الكون اللانهائي، أو المكان الذي توجد فيه جميع الأماكن، من دون الخلط بينها، وفي المستطاع رؤيتها من جميع الزوايا.

كتاب «قصص خيالية» الذي صدر في عام 1944م، يحتوي على قصة بعنوان «مكتبة بابل»، تحكي عن مكتبة تضم الكُتب كلها. يُمعن المؤلف في وصف ممراتها ورفوفها وهندستها الغرائبية. تُصبح المكتبة، بحسب رأيه، صورة للكون بصفته تجريدًا منظمًا، ويصبح «التاريخ شبيهًا بقراءة كتاب». هكذا، يكون بورخيس قد تحدث عن مكتبة كونية قبل اختراع الإنترنت. كأن راوي الحكايات الماورائية، ضابط عقارب الثواني والساعات وفقَ هواه، يُصالح الواقع والمتخيل ويرأب الصدع بينهما!

ماريا كوداما التي أصبحت زوجته قبل شهرين من وفاته، ووريثته الشرعية، شوشت على نتاجه مرتين: المرة الأولى، حين صدرت الطبعة الفرنسية لمؤلفاته الكاملة، في جزأين، عن دار «غاليمار» الباريسية، ضمن سلسلتها العريقة «لابْلياد»، في عامَيْ 1993م و1999م، وصودرت هذه الطبعة لمدة من الوقت ولأسباب ظلت غامضة، إلى أن كشفت الدار أنها اضطرت إلى سحبها من المكتبات بطلب من أرملة الكاتب التي لم تعترف بأهمية العمل الذي أنجزه جان بيار بيرنيس، الباحث والدبلوماسي الفرنسي وأحد أبرز مترجمي بورخيس والعارفين بنتاجه. وهو الذي جمع أعماله وحققها في سياق نقدي توثيقي، وكان أحد أكثر المقربين إليه على المستويين الأدبي والإنساني. أما المرة الثانية، فكانت مع رحيلها في السادس والعشرين من شهر آذار/ مارس من العام الماضي. رحلت ولم يُعثر حتى الآن على أي مُستَنَد عن تركة الزوجين، وهذا ما أثار قلقًا في الوسط الثقافي في الأرجنتين ولدى جميع المهتمين بالإرث الأدبي لصاحب «كتاب الرمل». لكن هذا الإرث سيظل، رغم العراقيل، يَغور في باطن الأرض كالينابيع ليعود ويتفجر من جديد.

أشير، ختامًا، إلى أنني ما زلتُ أتردد باستمرار، وحدي أو مع أصدقاء، إلى فندق «الفندق»، القريب من متحف اللوفر الواقع على الضفة الأخرى لنهر السين. في أعلى الواجهة الحجرية للفندق، إلى يمين المدخل، وُضعَت لوحة تذكارية تحمل اسم بورخيس، بجانب لوحة أخرى، إلى اليسار، حُفِر عليها اسم أوسكار وايلد. لا بد من المرور بهذين الاسمين للوصول إلى الداخل الذي بقيت مكوناته على حالها، وكذلك الشخوص الملحمية المنقوشة في فضاء دائري تلفحه إضاءة صفراء خافتة، وأرضية رخامية تمثل كوكبًا مضلع الشكل. هذا الداخل هو أيضًا جزء من عالم بورخيس المُركب الذي فتح، من خلال منجزه الأدبي، آفاقًا جديدة تمنح الحالمَ جناحين، وفاقدَ البصر القدرة على الذهاب أبعد من البصر.