البحث عن إرث أنثوي… المرأة وتحقيق التراث العربي

البحث عن إرث أنثوي… المرأة وتحقيق التراث العربي

يمكن إعادة أول مخطوط مطبوع حققته وضبطت نصه امرأة إلى عشرينيات القرن المنصرم، ومع مرور قرن من الزمن على ظهور اسم مؤنث على غلاف مخطوط مطبوع، ما زالت ملامح إسهامات الجيل الأول من النساء في تحقيق التراث العربي غير واضحة. يشوب البدايات الأنثوية في هذا المجال بعض الغموض، وباستثناء بعض الأسماء اللامعة وإنجازاتهن الباقية في الذاكرة الجمعية، تكاد تغيب عنا أسماء أخرى ساهمت في مجال تحقيق التراث ونشره، بما في ذلك الصعوبات التي واجهتهن ومناهجهن التحقيقية، بل ربما وقعت بعض النصوص التي عملن على تحقيقها في طي النسيان، وبخاصة تلك النصوص التي لم تر طريقها إلى النشر.

النساء يدخلن «علم الرجال»

من الأهمية بمكان أن ندرس تاريخ الجيل الأول من النساء ودورهن في تحقيق التراث العربي ونشره، ليس لنثري معرفتنا بإسهامات المرأة في القرن العشرين فحسب، بل لكي نؤرخ لمرحلة دخلت فيها النساء لأول مرة مجال عرف تقليديًّا بأنه «علم الرجال» لتميز المحققين من الرجال فيه وفي أدواته ردحًا من الزمان.

وربما بمقدورنا أن نطرح جدلية جريئة، إن صح القول، مفادها أن فهمنا بوصفنا نساء مهتمات بالتراث أو مشتغلات فيه بحاضرنا ومستقبلنا، يعتمد بشكل كبير على عودتنا إلى الماضي بحثًا عن إرث أنثوي معرفي تراكمي في مجال تحقيق التراث العربي ونشره في القرن العشرين. نبحث في هذا الإرث ليس عن امتداد تاريخي لحضورنا فحسب، بل نبحث فيه عن أسس معرفية متينة لمناهجنا التحقيقية والبحثية.

في هذا المقال سأبحث عن هذا الإرث الأنثوي في إسهامات الجيل الأول من المحققات النساء، وسأتناول ظهور ملامح وعي أنثوي نقدي من خلال تحقيق التراث والاشتغال عليه في سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم، وأربطه بالوعي الأنثوي الذي تميز به الجيل الأول عامةً، وعي ممكن أن أسميه وعي المرأة بتاريخ المرأة.

سكينة الشهابي: دور ريادي في تحقيق تاريخ النساء

في عام 1982م، نشرت المحققة السورية سكينة الشهابي (1933-2006م) تحقيقها لمجلد «تراجم النساء من تاريخ مدينة دمشق» من تصنيف الإمام الحافظ ابن عساكر الذي يقع في أصله في ثمانين مجلدًا. كان ذلك من ضمن عملها على تحقيق «تاريخ مدينة دمشق» للحافظ ابن عساكر مع نخبة مع المحققين والمحققات في مجمع اللغة العربية بدمشق، وهو العمل الذي بدأت فيه من تاريخ انضمامها إلى المجمع في 1973م، ومع أن هذه المجلدة كانت آخر التاريخ، إلا أن سكينة الشهابي أرادت البدء بها. توضح سكينة الشهابي سبب اختيارها هذا النص خاصة في مقدمتها حيث تكتب:

«ونظرًا لأن عمل الحافظ في أخبار النساء لم يسبق له شبيه. ولم يتله مدانِ أسرعت إلى إخراج هذا الكتاب. وهو آخر التاريخ. بدأت به وعشرات المجلدات من التاريخ ما زالت مكدسة في خزائن المخطوطات تنتظر أن ترى النور. لقد فضلت في عملي هذا الأهم على المهم تلبية لحاجة المكتبة العربية. ورغبة في الكشف عن جوانب من حضارتنا تسلط أخبار النساء الضوء عليها. ولا يمكن أن تظهر جلية واضحة في غير أخبارهن» (الإمام الحافظ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق: تراجم النساء، تحقيق سكينة الشهابي، دمشق: دار الفكر، 1982م: صفحة 5)

ومع أن ظهور مجلدات تاريخ مدينة دمشق إلى النور بعناية من محققي ومحققات مجمع اللغة العربية بدمشق لم يكن بالترتيب الذي وضعه المصنف الإمام الحافظ لأسباب عدة يطول شرحها هنا، فإن اختيار سكينة الشهابي لهذه المجلدة بالذات للبدء بها يوضح وعي أنثوي جعل المرأة وتاريخها أولوية في عملية اختيار النصوص التراثية بهدف ردم النقص الذي تعانيه المكتبة العربية عن تاريخ المرأة.

إحياء تاريخ النساء في التراث الإسلامي

لم يكن وعي سكينة الشهابي الأنثوي حالة استثنائية في سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم، ولم يكن تحقيقها لتراجم النساء المخطوط الوحيد عن تاريخ النساء الذي حققته امرأة، فمن خلال تتبع عناوين المخطوطات التي حققت وطبعت في القرن العشرين على أيدي المحققات من النساء، بل حتى تلك المخطوطات التي حققت أو شرعن فيها لكن لم ترَ طريقها إلى النشر، سنجد أن سكينة الشهابي كانت جزءًا من جيل من المحققات المشتغلات على التراث العربي المخطوط في سوريا والعراق ومصر وباكستان وغيرها من البلدان اللاتي وضعن تاريخ المرأة محورًا مهمًّا في عملية اختيار النصوص.

فنجد أن سكينة الشهابي نفسها قد أخرجت إلى النور مخطوطات أخرى عن المرأة وتاريخها، فحققت في عام 1983م مع مؤسسة الرسالة كلًّا من مخطوطي «المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم» من تأليف الزبير بن بكار، و«أخبار الوافدات من النساء على معاوية بن أبي سفيان» من تأليف العباس بن بكار الضبي. إضافة إلى نشرها تحقيقها لترجمة حبابة جارية يزيد بن عبدالملك من تاريخ الحافظ ابن عساكر في مجلة التراث العربي في عام 1984م وهي ترجمة سقطت من المجلدة الأصلية؛ بسبب خرم في المخطوط الذي اعتمدت عليه (المجلد الرابع، العددين 13-14).

بل بسبب هذا الخرم وسقوط ما يقارب عشرين ترجمة من مجلدة تراجم النساء، كانت سكينة الشهابي ترغب في نشر تلك التراجم في كتيب مستقل وعددها عشرون ترجمة، معتمدة بذلك على مخطوطين استقيا مادتهما من «تاريخ مدينة دمشق» للحافظ ابن عساكر، وهما «مختصر تاريخ مدينة دمشق» لابن منظور، و«تراجم شهيرات النساء» للمالقي. لكن يتضح أن هذا الكتيب المستقل لم يخرج إلى النور، ولم تصدر طبعة ثانية لتراجم النساء من تحقيقها. ونبقى نتساءل: هل أنهت تحقيقها لهذه التراجم العشرين وبقيت حبيسة الأدراج، أم كانت فكرة لم تنفذ فعليًّا؟ (الإمام الحافظ ابن عساكر، «تاريخ مدينة دمشق: تراجم النساء»، تحقيق سكينة الشهابي، دمشق: دار الفكر، 1982م: هامش 1، صفحة 51).

نفض الغبار عن مخطوط في مكتبة تشستر بيتي: تاريخ المرأة يخرج إلى النور

ويمكن تتبع هذا الوعي الأنثوي الجمعي بتاريخ المرأة من خلال تحقيق التراث العربي ونشره إلى سبعينيات القرن المنصرم، فنجد الدكتورة عائدة الطيبي تنهي رسالة الدكتوراه في جامعة أُكسفورد في عام 1975م بتحقيق مخطوط تحتفظ به مكتبة تشستر بيتي بدبلن، وهو مخطوط «تراجم شهيرات النساء» لأبي الحسن علي بن محمد المعافري المالقي، والمتوفى سنة 605 هجرية/ 1208 ميلادية، وقد نشرته في عام 1978م تحت عنوان «الحدائق الغَنَّاء في أخبار النساء: تراجم شهيرات النساء في صدر الإسلام». وتختم عائدة الطيبي مقدمة التحقيق بشعورها بالسعادة من تحقيق هذا المنجز فتكتب:

«يغمرنا شعور بالغبطة والفخار إذ إن مخطوطًا عربيًّا آخر من تراث الأجداد تسنى له أن يرى النور بعد أن عانى سنوات طويلة من الإهمال والنسيان. وفضلًا عما سيجنيه القارئ من الفائدة والمتعة لدى مطالعته أخبار المخطوط، نأمل أن يعين نشر المخطوط على كشف النقاب عن بعض النواحي من حياة المرأة في صدر الإسلام وعن وضعها في المجتمع آنذاك…» (أبي الحسن علي المعافري المالقي، «الحدائق الغناء في أخبار النساء: تراجم شهيرات النساء في صدر الإسلام»، تحقيق: عائدة الطيبي، ليبيا-تونس: الدار العربية للكتاب، 1978م، صفحة: 25)

ونجد أن الدكتورة بهيجة باقر الحسني من العراق كانت قد أنهت تحقيق المخطوط المالقي نفسه في المدة الزمنية نفسها، حيث تذكر أنها أنهت تحقيق مخطوط شهيرات النساء للمعافري في هامش مقال نشر لها في عام 1980م في مجلة الآداب الصادرة من كلية الآداب في جامعة بغداد في العدد الثامن والعشرين بعنوان: «الأديبة الناقدة السيدة سكينة بنت الحسين». أيضًا يذكر الكاتب حارث طه الراوي في عمود أخبار التراث في مجلة المورد في العدد الثاني المنشور في عام 1976م أن الدكتورة بهيجة الحسني قد انتهت من تحقيق المخطوط، وأهدته للمرأة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. لكن ببحث ببليوغرافي شامل في فهارس المكتبات وجدت صعوبة بالغة في تتبع النسخة المنشورة؛ إما لندرتها أو لأنها لم ترَ طريقها للنشر من الأساس.

لكن انكباب كل من سكينة الشهابي والدكتورة عائدة الطيبي والدكتورة بهيجة باقر الحسني على هذا المخطوط المحفوظ في مكتبة تشستر بيتي في دبلن يوضح لنا نقطتين: أولًا، أنه كانت هناك محاولات حثيثة لنفض الغبار عن المخطوطات التي تركز على تاريخ المرأة وإظهارها إلى النور: ثانيًا، بعض هذه المحاولات لم ترَ طريقها إلى النشر. وبناءً عليه، لا يمكن الاعتماد على النصوص المحققة والمنشورة فقط في توثيق تاريخ المرأة في مجال التحقيق، بل ربما جل هذا التاريخ لا يمكن تتبعه إلا بقراءة ناقدة لهوامش النصوص.

تأريخ البدايات

يوضح لنا استعراض بعض العناوين المنشورة من نصوص من التراث العربي وتركيزها على تاريخ النساء أن وعي المرأة النقدي في القرن العشرين لم يكن محصورًا في الرواية والشعر والكتابة النقدية فقط، بل ظهر بشكل واضح في تحقيقات النساء وعودتهن للتراث وغربلته بحثًا عن تاريخ المرأة وإظهاره إلى النور.

زينب فواز

ومع أننا نستطيع تتبع انكباب النساء على التراث العربي للبحث عن تاريخ المرأة إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وذلك من خلال كتابات زينب فواز ومريم النحاس عن تراجم النساء، كما وضحت ذلك البروفيسور مارلين بوث في كتاباتها باللغة الانجليزية، إلا أنه من الصعوبة بمكان معرفة هل اعتمدت النساء في كتابتهن على المخطوطات، وكان يسهل الوصول لها، أم إنهن اعتمدن على الكتب المطبوعة في ذلك الوقت. ويصعب معرفة المصادر التي اعتمدت عليها مريم النحاس في 1879م في كتابها «معرض الحسناء في تراجم مشاهير النساء» حيث فُقِدَ جزءٌ منه وتوفيت قبل أن تنشر الجزء الثاني. (مارلين بوث، لو مثلها كثر: التراجم وسياسات الجندر في مصر، بيركلي: دار نشر جامعة كاليفورنيا: 2001م).

لكن يتضح من قراءة مصادر زينب فواز في كتابها «الدر المنثور في طبقات ربات الخدور» اعتمادها، على الأرجح، على التراث المطبوع لاستقاء مادة كتابها الذي نشر لأول مرة في عام 1312 للهجرة/ 1894 ميلادية. وربما ترجح الكفة لهذا الاحتمال حينما تتساءل الدكتورة مارلين بوث عن سبب عدم اعتماد زينب فواز على كتاب «الطبقات الكبير» لابن سعد لتستقي مادتها عن تراجم النساء، وذلك في مقال لها عن زينب فواز، وتقليد كتابة السير في الموروث العربي الذي نشر باللغة الإنجليزية في عام 1995م في مجلة الأدب العربي. وربما يتضح السبب حينما نعلم أن الطبقات لابن سعد حقق ونشرت أولى مجلداته مع دار نشر ليدن في 1904م على أيدي نخبة من المحققين الألمان، أي بعد عقد من الزمن على نشر زينب فواز لكتابها. وقد نشر الجزء الثامن من كتاب «الطبقات الكبير في النساء» عام 1904م وقد عُنِيَ بتصحيحه بروكلمان.

السبعينيات والثمانينيات:  وعي أنثوي جمعي من خلال تحقيق التراث

وصعوبة الحكم بشكل قطعي عن بدايات انكباب المرأة على المخطوط العربي بحثًا عن تاريخ المرأة يجعلنا نعيد النظر في الوعي الأنثوي الذي ظهر بوضوح من خلال تحقيق النصوص التراثية في سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم. فقد مهّد ظهور هذه الأسماء النسائية على غلاف طبعات كتب التراث بداية لمرحلة جديدة، فالمرأة لم تعد تستهلك الكتب المنشورة من التراث كقارئة أو باحثة أو حتى مؤلفة، لتستلهم محتوى كتاباتها عن المرأة في التراجم والتاريخ من الطبعات المنشورة للتراث العربي على أيدي المحققين والمصححين من الرجال، بل إنها تطلب الميكروفلم، أو تدخل بنفسها المكتبات بحثًا عن تاريخ المرأة، ثم تعكف عليه لتحقيقه ونشره.

مارلين بوث

وتتوالى النصوص المحققة عن المرأة وتاريخها في الظهور تباعًا في سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم. فنجد الدكتورة منيرة ناجي سالم من العراق تنشر في عام 1975م تحقيقها لمخطوط «التحبير في المعجم الكبير» للإمام أبي سعد عبدالكريم بن محمد السمعاني، والمتوفى سنة 562 هجرية/ 1166 ميلادية وكان ذلك مستلًّا من رسالة الماجستير التي عكفت عليها وأنهتها في كلية الآداب في جامعة بغداد في عام 1973م. وكان من ضمنه تراجم النساء التي ظهرت في الجزء الثاني من التحقيق. وقد عكفت منيرة في الهوامش على تصحيح أي تصحيف قد ظهر في الكتابات السابقة عن تلك النساء، وبخاصة تلك التصحيفات التي ظهرت في كتاب «أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام» لعمر رضا كحالة الذي نشر لأول مره في 1940م.

أيضًا الدكتورة جميلة شوكت من جامعة البنجاب من باكستان قد حققت «مسند عائشة رضي الله عنها» من مخطوط مسند إسحاق بن راهويه، كجزء من رسالة الدكتوراه في جامعة كامبريدج في عام 1984م حيث تذكر في مقدمتها لأطروحتها أنه نظرًا لحجم المخطوط، فقد اختارت التركيز على «مسند عائشة رضي الله عنها».

الوعي الأنثوي يتجاوز النص المحقق إلى الكتابة التاريخية

مع أهمية دراسة المخطوطات المطبوعة عن تاريخ المرأة التي حققتها نساء لتتبع ظهور وعي المرأة بتاريخ المرأة واستقراء ملامح هذا الوعي، سيكون من الخطأ أن نحصر الوعي الأنثوي في الجيل الأول في إسهاماتهن في تحقيق النصوص فقط، بل سنجد أن الوعي الأنثوي ظهر جليًّا في كتابات المحققات عن المرأة وتاريخها، سواء كانت تلك الكتابات تاريخية، أم نقدية، أم أدبية.

ليلى الصباغ

ظهر هذا الوعي الأنثوي في إدراك المرأة ليس في أنها تعمل في مجال تفرد فيه الرجال ردحًا من الزمان فحسب، بل بوعيها بأهمية تأريخ إسهامات المرأة. يظهر هذا الوعي جليًّا في مقال المؤرخة والمحققة السورية الدكتورة ليلى الصباغ عن حضور المرأة في مجمع اللغة بدمشق منذ تأسيسيه في 1919م. وتعد الصباغ أول امرأة تمنح عضوية المجمع في عام 2001م، وفي حين تعزو الصباغ غياب المرأة من عضوية المجمع منذ تأسيسه لأسباب عدة، فإنها تبين وعيها بتقاطعية الإرث الاستعماري الفرنسي مع النظرة المجتمعية للمرأة وتضيف:

«وفي الحقيقة قد لا تكون العوامل المذكورة آنفًا هي وحدها وراء الإحجام… بل قد يكون هناك عامل آخر ساعد على ذلك ودعمه. فمن المعروف، وكما أشير إلى ذلك سابقًا، أن مؤسسي «المجمع العلمي العربي بدمشق» قد اتخذوا «الأكاديمية الفرنسية» في باريس نموذجًا لهم. وهذه «الأكاديمية»، على الرغم من أنه قد مضى على تأسيسها ما يقرب من أربعة قرون (أسست سنة 1635م)، فإنها لم تكن قد أدخلت في عضويتها امرأة…» (ليلى الصباغ، المجمع العلمي العربي بدمشق والمرأة، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، 2003م: الجزء 2، المجلد 78: صفحة 263).

يتضح من هذا أن الوعي الأنثوي في الجيل الأول لم يكن محصورًا فقط في قراءة التراث بعين أنثوية ناقدة وغربلته، بل تعدى ذلك إلى وعي باللحظة التاريخية الراهنة والصعوبات التي تعوق طريق المرأة في مجال التراث والانخراط فيه. ومن هنا تنبع أهمية دراسة كتابات الجيل الأول لنا بصفتنا نساءً مشتغلات بالتراث ومهتمات به بحثًا عن إرث أنثوي نقدي، ليس لكي ننظر وننقد من الأريكة فحسب، بل لنستوعب أن من سبقونا مررن بصعوبات وعوائق، بعضها لا يزال قائمًا في طريقنا حتى هذه اللحظة. وربما سندرك حينها أن تلك اللحظة الراهنة على الرغم من اختلاف ظروفها وملامحها، فهي لحظة تعيد نفسها مع كل جيل.


هند العيسى: حاصلة على درجة الماجستير بامتياز من جامعة لندن، كلية الدراسات الشرقية والإفريقية، ومقبولة لدراسة الدكتوراه بمنحة من جامعة مكغيل في الدراسات الإسلامية ودراسات المرأة والجندر.