غجر يهربون من قصائد لوركا
نيويورك متعبة
وموسكو لم تعد تمطر
ليحمل العرب
مطرياتهم
وعباءاتهم
وشكواهم
معهم
أينما تشردوا
ولأن الغجري
لا شكوى له
ولا أشياء له
ليحملها معه
غير أغانيه
وحريته
التي تلازم قيثارته
كراقصة فلامنغو
تدعس على الأرض
بأقدامها
وبفرح
تنظر للبعيد
نكاية بالطالع
الذي قرأته
بابا فانغا
وحذرت فيه الطفل الغجري
من الدخول إلى غرناطة
حتى لا يتربص به الفاشيست
نيويورك متعبة
والأغاني الغجرية
التي كانت يفرح بها
كثيرًا الغجر
غاب عنها القمر
وغاب عنها
نفس الغناء الأندلسي العميق
والإحساس الشاعري
بالليل
بعد أن جاء الليل
وحده
من دون الغجر
نيويورك متعبة
لأن القيثارة التي كانت
تمرن أوتارها
على عزف أغنية بلوز
لم تجد أصابعًا
زنجية
تطاوعها
لترمي لحنًا
متمردًا
في سماء نيويورك
فكل ما في الأحلام
والحياة
والقصائد
متعب
ولأن بابا فانغا
صدقها كثير
من الغجر
صاروا يهربون
من قصائد
لوركا
لأنه لم تعد
هناك
متعة لليل
والغناء
أو سبب مقنع
لأن يتواجد شاعر
يحبه كثيرًا الغجر
في نيويورك