سيرة الأظافر
أظافرك التي قصصتها بالأمس
لم تعد تجمعها في منديل
وتدفنها في التراب..
كان جدك يلكز الأرض بعصاه لتواصل أنت الحفر،
يشجعك على دفن الأظافر
يعلمك ثقافة التشييع
ودفن كل الأدلة.
الفرشاة تحكُّ ظهرك بأظافرها المسنونة
وأنت تتذكر كل الأمثال التي تمجِّد الظفر!!
ظفرك في أنفك
في أذنك،
يستطيع الظفر أن يفعل أكثر من هذا
لو تم توجيهه جيدًا..
أعرف ظفرًا بإمكانه إضاءة النخاع الشوكي
بينما هو يعدُّ الفقرات.
تتذكر أظافر جدتك،
لم تكن تستخدمها سوى لــ«قَصْع» القمل
الذي يملأ رأسك
ويتمشَّى على ياقة ثوبك،
وأنت تظن أظافر جدتك الـمُحنَّاة احمرت من دم القمل.
أظافر أمك القصيرة كانت تتلون كل يوم..
تقف على سجادة الصلاة فتختفي كل ألوانها..
كانت تسميه «سِبَاغْ»،
وزوجتك أخبرتك أن اسمه «مناكير».
أظافر زوجتك تتلوَّن كحرباء،
تضع أظافرَ لاصقةً
تعتني بها كما يعتني القناص ببندقيته،
ترصِّعها بالخرز اللامع
ترسم عليها علم اليمن
تكتب أول حرف من اسمها
ترسم عيونًا صغيرة لمواجهة الحسد.
قلَّامة الأظافر كانت وقفًا لكل شجرة العائلة،
لا أحد يعرف معنى «خصوصيات»
لأنهم يؤمنون أن «الظفر لا يطلع من اللحم»
وأنت تقضم أظافرك مثل أرنب مستعجل.
أظافر السجين هي قلمه الوحيد
لكتابة ذكرياته.