نما عشبٌ كثيرٌ هناك
تَخيَّلتُكَ هناك تحت التراب، ذهبتُ إلى تلك المقبرة، وقفت عند قبرك، نما عشب كثير هنا على سطح القبر، وبدت الأرض مهملةً، كأن الرياح والأمطار والأتربة سَفت عليها منذ سنوات. هبطتُ إلى تلك «الفسقية» التي اشتريتَها وبنيتَها منذ مدة، وقبل أن تسكنها بوقت ليس قصيرًا، كنتَ -في أحاديثك- تردِّد كثيرًا ضرورة بناء القبر، كأنك كنت قد أزمعت -فعلًا- على السكن هناك، فاخترت منزلك الأبدي الذي أقف أمامه الآن. رفعتُ الشاهد، أزحت التراب والطين، دخلت حجرتك شبه المظلمة والرطبة، وبالكاد رأيت الكفن الذي يضم جسدك: أبيضَ لا يزال، يداك على صدرك، ورأسك محنيٌّ إلى الوراء، طويلًا كما كنتَ، لكني أخالك قد هزلتَ، نوعًا ما، وصار جسمك نحيلًا، لم أرك منذ أربع سنوات، ولا أدري كيف صارت حالُك قبل الوفاة، لكني بقيت أستعيدك كما رأيتك آخر مرة. لم أغيِّر تلك الصورة القديمة، ولم أدرك أن سنواتٍ أربعًا ليست زمنًا قصيرًا في عمر رجل يزيد على الثمانين، لربما مَحقَتْك عن الوجود، ولم يبق منك إلا الصوت الذي كنت أسمعه عبر الهاتف.
هل بقيتَ تتناول طعامك بانتظام؟ هل كنت تنال ما تشتهي؟ هل ألوم أحدًا من الناس؟ هل أُحمّل بعض الإخوة مسؤولية ما وصلت إليه؟ لم تكن -خلال حياتك- لتتهم أحدًا، أو تذم ابنًا أو بنتًا، وكنت تقول دائمًا: «لا أحب كشف المواعين» لكنني أتساءل، فقط، ولا أتَّهم، إن بقيتَ موضع عناية، وجاء موتُك على رغم مقاومته والتصدي له، أم حلَّ لأسباب طبيعية متوقعة، أم إن المرض التهمك وأضعفك، وأزمة السعال الذي لم ينقطع يومًا واحدًا -منذ عرفتك- قضت عليك، وأتعبتك حدَّ الاستسلام للموت.
لم أجرؤ على رفع الغطاء عن وجهك: لا أريد أن أراك ميتًا. كانت الطريقة الوحيدة لرؤيتك، وأنت تحتضر، هي الذهاب إلى السفارة الإسرائيلية في عمان. قلت لك: إن ذلك يعتبر نوعًا من التطبيع، أو الموافقة على وجود السفارة، هنا، وتقبلتَ الأمر، بينما صوتٌ مناقض كان يقول لي: إنهم يحتلّون كلَّ وطنك، وعشت تحت احتلالهم، ودخلت سجونهم ومحاكمهم، وعملت في «كيبوتساتهم» و«مشافاتهم» قراهم الزراعية، ومصانعهم، ولن يغير ذهابك من الأمر شيئًا: الاحتلال موجود، وحصولك على إذن دخول منه لا يعني تأييده، وقد لا يوافقون على سفرك، وربما يوافقون، فترى أباك قبل أن يلفظ أنفاسَه الأخيرة، لكنَّ التضليل، وسوء الفهم الذي يواكب التطبيع، وعدم التفريق بين ضرورة العودة للوطن، والقيام ببناء علاقات اقتصادية وسياسية مع احتلال استيطاني، يشكل كابوسًا مرعبًا، فهناك من يتنطحون للتشهير بالآخرين، وفق منطق وحماقة الشماتة، وهم جالسون كسالى، يمطون أرجلهم، ويتثاءبون، لكنهم يصدرون بياناتهم النارية، ونقدهم المجاني، ولا يقدِّرون معنى الشتات والابتعاد من الوطن ومسقط الرأس.
أعترف أن الخشية والرهبة من التهويل والتهديد والتنديد والتشهير، وقناعتي بأن الذهاب إلى سفارة العدو، في بلد عربي، يعني ضمنيًّا إقرار اتفاقيات السلام، التي اعتقلتُ، ودخلت الزنزانة، وعُذبت بسبب توقيع اتفاقية كامب ديفيد، ومشاركتي في مظاهرات طلبة الجامعة الأردنية، الرافضة لها.
كل ذلك منعني حتى من محاولة الوصول إليك قبل موتك، على رغم أن كثيرين من الكتاب والثوريين المتقاعدين، ومؤيدي اتفاق أوسلو، عادوا إلى الوطن، وحصل كثير منهم على (المواطنة) تحت الاحتلال، التي خسرتُها بسبب رفضك تجديد تصريح الاحتلال الذي خرجت عليه، وكنت تخشى عليَّ من اعتقال آخر، في حين أني لم أستطع العودة؛ بسبب حجز جواز سفري.
لماذا نستذكر ما يؤلمنا الآن، دعني أخاطبك مباشرة، وأستعيض بالحيلة عن الندم، باللجوء إلى المخيلة؛ والحياة كما لم تكن تتقبل، تتطلب التحايل حتى على أنفسنا، كي نتجرع مرارتها، ونوهم أنفسنا بالنصر، أو تقبل الخسارة، وتبرير الهزيمة، إذن لا داعي لإقناعك بما أنوي عمله، ولماذا أقيم حوارًا معك، وأنت ميت، ولم تعد تستطيع الرفض، ولذا دعني أَرَك بعينَي خيالي، كما أقف الآن بين يديك في قبرك، مع أنني لا أريد رؤيتك، وقد صرتَ جثة هامدة، لا حول لك ولا طول.
مؤكد أن الدود قد نهش لحمك نهشًا؛ لذا تبدو ضعيفًا، مثل عود ناشف. لم تكن كذلك من قبل، كنت أعرفك؛ كأنك قُددت من حديد: جسدٌ صلب؛ بدنٌ منتصب؛ عينان حادتا النظر، صوت حازم، شاربان مرسومان كأنهما صقر متحفز للطيران، رأيتك، مرة، ترفع كُمَّ قمبازك «كِبْرك» لتذبح أحد الخراف، بُهِرتُ بجمال رسغك، وعرضه، ورأيت شعر يديك جميلًا أسود، لم يحجب بياض ذراعك، بالرغم من سمرة وجهك، أحببت تلك المساحة من يدك، وظلت هذه الصورة محفورة في ذاكرتي، كلما رفعت كُمَّ قميصي لأغسل يدي، تذكرت رسغك، وقارنت بين يدي ويدك، وكلما رأيت شبهًا بين رسغ يدي، ورسغ يدك، بين أصابعي وأصابعك، بين ملامحي وملامحك فرحت، لكني بقيت متعلقًا بتلك الصورة. تخيلتك دائمًا قويًّا. لم يخطر لي، من قبل، أن مثل جسدك هذا، قد يذوي أو يتلاشى، إلى هذا الحد، كنت أعتقد أنك عصي على النحول والوهن.
نعم، لم يخطر لي من قبل أن يتحول أبي الذي عشتُ عمري كلَّه، أراه كاملًا، قويًّا صلبًا، إلى كومة من طين، لم يخطر ببالي أن يتحول هذا الطود الشامخ إلى جسد ممدد هكذا، أو شبه جسد، وهن ورق وتضاءل حتى صار شبحًا، لم يبقَ منه إلا العظم والجلد، ويبدو أن الجلد -أيضًا- لحق باللحم، ولم تبقَ منك إلا عظام هشة.
لا أصدق، بل لا أريد أن أصدق، أن هذا الجذر الذي نبتُّ منه، وخرجتُ من مائه، من دمه، من لحمه، ومن عظمه، يتحول إلى عدم. لا أحتمل فكرة موت الأب نفسه. لم أكن أعلم أن الأمر يصب، تمامًا، في نسغ الشجرة، وحين أفكر في أنني جزء طَلَع منك، أشعر أنني غصن قُطع بلا رحمة، وهوى وحيدًا، وصار بلا جذر، ولا ساق، ولا شمس، ولا ظل، أو ظل جدار حتى، أتكئ عليه، في لا وعيي، كأني أسند ظهري إلى جدار صلب يحميني، فانهار أمامي، وصار أفوله ممكنًا، أو محتمًا، وانطفأ خريفه بين يديّ.
غصنٌ هوى ميتًا، فوق أرض قاحلة، لا تقبل البذار، من يد راجفة، لم تعد تجيد الغرس، ولا تملك محراثًا، أو دابةً تحرث بها، بل لا أرض لها، تصلح للحرث، ولا مصيرَ سوى خريفها المتحقق.
أعرف أنك كنت غصنًا من شجرة أخرى، مات جذرها، لكنني لم أفكر -من قبل- في الأمر. لم أفكر في التسلسل الأبوي، ولا في انتحار الأشجار، التي ترسخ لدي أنها لا تموت، بل تظل واقفة، وتعمر طويلًا، مثل شجر الزيتون في بلادنا، الذي يقول بعضٌ: إنه مزروع منذ أيام الرومان، لم أكن أفكر في نهايات السلالة، وهيبة العشيرة، وتبدل رجالاتها، فقد كان الجذر والشجرة والسلالة كلها -بالنسبة لي- هو أنت، وطبيعي أن يكون الأجداد قد ماتوا؛ كي تطلَّ خيالاتهم، أو تلمع في الذاكرة من بعيد، لكنَّ الأبناء الجاهلين مثلي، لا يُدقِّقون في ما كان قبلَ الأب، ولو أن البشر فكَّروا قليلًا فيما قبل الأب والجد، لوصل العالم إلى قناعة أنهم أشقاء وإخوة، بغضِّ النظر عن الدين والعرق والهوية، ولتبدَّل كل ما على الأرض، من صراعات طائفية ومذهبية وعرقية. ولكن ألا يكون العكس، تمامًا: فربما تحدث الحروب والصراعات، ويستمر الاستعباد والاستبداد، والتمييز والقهر والإذلال؛ لأنهم يدركون أنهم إخوة فيتطاحنون أكثر، أسوة بهابيل وقابيل، فالمعارك الطاحنة والدموية لا تنشب إلا بين الإخوة الحقيقيين، والحروب لا تدور إلا بين الجيران من البشر. لم أسمع عن حرب دارت بين الفيلة والنجوم، أو بين الماعز والغيوم، أو بين الحمير وقوس قزح، ولم أشهد أو أسمع عن حرب بين النمل والبحر، أو بين الفراشات والأنهار، أو بين الكواكب وجبال الخليل، أو بين الشفق وقطعان المواشي.
مؤكد أن الحياة تسير كما هو مرسوم لها، ومؤكد أن أغصان الشجرة الواحدة تختلف، وربما يتطور الخلاف إلى صراع، وقد يصل هذا الصراع إلى حد القطيعة.
ما لي أهربُ منك، وأسبح في شواطئ تأخذني بعيدًا من بحرك المتلاطم، وأهيم في خواطر لا تمنحني لذة التحدث عنك وإليك؟ ولا أكتمك أنني لم أفكر-من قبل- في حكاية الجذور والأغصان، ولم أتوهم أن السلالات مثل النباتات. لكنني، الآن، وأنا أخاطبك في قبرك، تخيلت الأشجار، وعرفت أنها تنمو عالية، محمَّلة بالثمار والخضرة؛ لأنها تستمد قوَّتها من رحيق الراحلين تحت التراب، وعرفت الحينَ أنني ورقةٌ من غصنك، أو ثمرة من شجرتك، لكنني أسألك، ولن أعفيك من الجواب: كيف يمكن لي أن أحتملَ العيش مقطوعًا في الفراغ؛ منبتًّا بلا أصلٍ حيٍّ أشاهده أمامي، أو أحس به، وأشعر بوجوده؟
لا أصدق أنك صرت الآن، هذا الهيكل العظمي تحت خيوط متآكلة من القماش، وفي تلك التربة الرطبة.
كيف تحلل جسدك؟ كيف اختفت تلك الأيدي الجميلة، وذلك الوجه الجميل، والصدر العريض ذو الشعر الأبيض الزاهي؟ أين ذهب ذانِكَ الكتفان اللذان تقوَّسا في آخر أيامك، بينما كانا في السابق عريضين ممتلئين؟ أين اختفى عقالك، وحَطَّتك البيضاء، ورأسك المدوَّر خفيف الشعر، وجبينك العريض المحزَّز؟ لا أصدق أن الزمن يمضي بهذه السرعة الخاطفة، لا أصدق أن الموت يفعل كل ذلك، وأنه نهاية كل البشر، ومصيرهم الحتمي!
لا أريد أن أراك عظامًا. أريدك أن تبقى حيًّا، أو تبقى صورتك حية في ذهني. لكنني، الآن، أرى عظامًا تحت الكفن المتآكل. يا إلهي، أمعقول أن هذا الجسد المسجّى جسد أبي؟ أمعقول أنه صار ترابًا وعظامًا، وذكرى تشبه التلاشي والفناء؟ أمعقول أنه صار مجرد بقايا إنسان كان؟
أهكذا يموت الآباء، يا رب؟
أهكذا تكون نهاية الأحياء والبشر أجمعين؟
لماذا يخلقون إذن؟
لماذا يعيشون، ينجبون، يزدادون، ويتكاثرون، ثم يمرضون، أو يصابون بعاهة دائمة، أو يسلمون من حوادث الموت والقتل، حتى يواجهوا الموت الداخلي والشيخوخة والهرم، فيَضْمُرون، وتتفتت خلاياهم، وتهون عزائمهم، حتى يضعفوا رويدًا رويدًا، إلى أن يطويهم الموت والنسيان؟
ما الحكمة التي جعلتها في الموت والولادة والعناء؟ ما الفضيلة التي تبقى من الخلق وحياة العذاب هذه؟ ما الهدف من تذوق جرعات التعاسة والفقر والمرض والتعب والعوز والفاقة، والإهانات وإذلال الاحتلال والاستغلال، وقهر السلطات، ومرارة المنفى، وحسد الأقارب، وتسلط أرباب المال، وأصحاب النفوذ؟ ما الغاية من تزاوج البشر، وتكاثرهم، وحياتهم، وأمجادهم، وتناسلهم، مثل الحشرات أو الديدان، ثم تذوُّق المصاعب، والكبت، والهوان، والمقت، والكراهية والحرمان، والشعور بالنقص، والجوع، والبرد والحر، والغربة أو العزلة، والقهر، والعجز، والبؤس واليأس، ثم تجرُّع كأس الحِمام تباعًا تباعًا، بلا استثناءات؟ هل الغاية هي الوسيلة، أم إن الوسيلة هي الغاية؟ هل التلاشي هو الحكمة، أم إن الموعظة في الفراغ الواقف في الوجود، كشمس مصلوبة في كبد السماء.
هل الحكمة في الحياة، أم الحياة في الحكمة، أم لا توجد حكمة، ولا عِبرة، وإنما أمور تجري بلا غاية، أو مبرر، أو هدف، وتمضي السنون على أعنَّتها، كما يطيب لها، ولا تتوقف المسألة في شأن الجماعة، بل إنها تجربة ذاتية لا تحتكم لتجربة أخرى مشابهة، ولا يدركها إلا من يذوقها، ولا يعرف مرارتها إلا القلة الضالة.
عشتَ أنتَ دون هذه الأفكار، أعرف، وبلا كلِّ هذه الإشكالات، أدري.
عشتَ أحسن حالًا من كثيرين، نعم، عشت بعيدًا من الكتب والغربة والسجون والمعتقلات، لكنك عشت الظلم نفسه. متَّ بدلَ الميتةِ ألفَ ميتةٍ. رأيتَ بأُمّ عينيك القهرَ في زمن الاحتلال البريطاني، وزمن الفرسان، وزمن الاحتلال الصهيوني، وكنت عارفًا، متابعًا، فاهمًا كل ما يجري ويدور، مرغمًا على العيش في أسوأ الظروف، وتحت يأس الغد، وعند انسداد أبواب الأمل، غير متفائل في وطن حر، أو حلٍّ مقبول، أو حياة كريمة، لكنك لم تحقق شيئًا، ولم تسعَ إلى تحقيق شيء «عظيم».
لكن حتى من باب المشاهدة والمراقبة، والعيش مثل آلاف البشر الذين يقضون العمر في الأمل، لم ينفع ذلك الوهم في خلق وطن أو بلد، أو التخلص من تبعات الاحتلال، ودوامة القتل والتعذيب والاضطهاد، ولم يكن ذلك شاغلك، لم يكن موضع أحاديثك، ولعل الخوف من الجواسيس، أو المخافر والسجون، هو الذي كان يمنعك عن الكلام، أو لعلك لم تجد لديك الشجاعة الكافية للنطق بما يدور في رأسك وقلبك وعقلك. كنت حريصًا على أن تبعد نفسك من المواجهة المباشرة، مع الجيش والعساكر والشرطة، العربية منها وغير العربية، كنتَ تخشى كلَّ ما يمتُّ للدول بِصِلة، وتخاف المخاتير لأنهم من تابعي الحكومات. تخاف موظفي الضرائب والجباة، ومراقبي الصحة، حتى لو جاء موظف عادي من موظفي المجلس القروي، أو إحدى المنظمات الشعبية، أو الإنسانية، كنت تحسبه من أجهزة الدولة، وتحسب له ألف حساب، ولعل إحساسك بالعجز، كان أكبر من قوتك. كنت مؤمنًا بالله وبقدرته على حلِّ كل المشكلات، ومقتنعًا أنه أَقْدَرُ منا على حل كل معضلة، وأن على الإنسان أن يسعى إلى نَيل رزقه بشرف، من دون أن يُحمِّلَ نفسه مأساة الكون والعالم، وقضية الحرية والتحرير والاستقلال، أو التدخل في السياسة، ومقارعة الدول والأنظمة. ولم يخلُ الأمر – دائمًا- من متابعة لما يحدث في العالم، عبر إذاعة بريطانيا العظمى. لكنك لم تكن متحمسًا، تستمع ولا تعلِّق إلا نادرًا، تفتح على إذاعة «صوت العرب»، كأنك تُخفي سرًّا عظيمًا، وعيناك تتجهان للأبواب، أكثر مما تصغي أذناك للمذياع. كنت تعرف كل أمر وخبر، لكنك لا تريد أن تبدو كذلك، ولم تكن تحب الحوارات أو النقاشات، أو أحاديث السياسة العامة والجماعية، كنت تشعر بالخوف من الكلمة، ومن المستمعين -إن زاد عددهم على واحد- وكنت مقتنعًا أن الحلَّ بيد الله، لا بيد البشر، وأنَّ الحكي لا يزيد ولا يؤخر؛ يضر ولا ينفع، وقد يجرُّ إلى الحبس والمشنقة بلا فائدة، ولا مصلحة، ولا نتيجة، معتمدًا على الله، موكلًا كل أمور الدنيا له، واضعًا أمرك -حتى الشخصي- بيد الخالق القادر، على كل فعل وعمل وشيء.
لم تكن تثق بالناس كثيرًا؛ لأنك عرفتَ كثيرًا من الخيانات والغدر والطمع والضعف والتقلب، ولذا كنت حذرًا حتى من ظلال الصديق.