حياة تخرج قليلة بين شفتينا
ما جدوى أن ترحل إلى مكان آخر
هذا التعلق بما هو أنت
التعلق بما كنت عليه
بما ستكون
ترحل ولا تغادر
نظراتك التي أمعنت بعيدا
ترتد إليك
خطواتك شاخصة عند الأبواب
جسدك الذي هنا
يتسكع
في مدن أخرى
وراءك
ويتململ
في قمصانك
التي تذهب وتجيء
على الحبل
في الريح
* * *
حياتك
منذ خرجت قديمًا
كالعدم
ولا شيء نظر إليك
أو سألك
وبقيت
كأشياء
لا يراها أحد
* * *
لا يبدو بأني ذاهب إلى الموت
أنام وأستيقظ
أستيقظ
وأنام
* * *
لماذا يتحدث العالم
عن المصاير
والنهايات القصوى
فيما الحياة
تخرج
قليلة من بين شفتينا
* * *
كانت تلك هي المرة الأولى
التي رأيت فيها
الليل
يدخل إلى غرفتي
وينظر إليَّ حائرًا
كما لو أننا ولدنا
منذ أحقاب
لأم واحدة
* * *
الذهاب
لا يعني وجهة أخرى
ومكابدة أسفار
في أرض لا تعرفها
بالأحرى بقاءٌ
حيث
يقف العالم
أمامك
على أصابع قدميه
كي يصل إليك.
* * *
المرأة
يدان تحركان الهواء
من حولنا
مع خصرها
يلتقي قطبان
في الشمال والجنوب
تموج محيطات
وتدور السماء
بنا
على الأرض
* * *
لا أتكلم أي لغة
مثلما تهمس شعوب في سمع
شعوب أخرى
الأفضل
كما تقول كتب القدامى
أن أظل على الفطرة
بلا لغة
أكلم لا أحد
في لغات أخرى
* * *
لا جدوى من العزاء
لا شيء سترونه بعد موتي
رحلت مرات قبل آلاف السنين
حملت أسماء كثيرة
للموت والحياة
نظرة على الليل
وستجدونني بين كل نجم وآخر
أتدفق بين ضفة وأخرى
على الحجارة
وتحت التراب
في أول الفصول ونهاياتها
كالورق أتقصّف فوق ماء البحيرات
أمهات حملنني طويلًا في صدورهن
أنا هذا المطر الخفيف على وجوهكم
حين كنتم صغارًا
المساء الرائق الذي انتظرتموه بعد الغروب
يد تمسك بيد أخرى
النوم العميق في أحلامكم
هذا الماء الذي يذوي في مكان ويظهر
في مكان آخر
* * *
ما الذي تركه الأسلاف القدامى
للوقت
قرنًا بعد قرن
أو للأحفاد
الكهوف والمغارات؟
جلسة القرفصاء
حروفًا مسمارية فوق الصخر
تدرج على هيئة الطير
كريات حمراء وبيضاء من DNA
حيث تبيد سلالة بلا رحمة سلالة أخرى؟
البربرية الحزينة من أفق إلى أفق
رغم الوصايا
بألا يكرر الأبناء أخطاء الآباء
كم من الأحقاب يكفي
ليصير العالم نظيفًا
من العثرات، وزلات اللسان
ماذا الآن؟
سوى البراءة الأولى
أو خطيئة واحدة
لم أقترفها
اجتنيها لنفسي