وأخيرًا أخرج إلى الشعر
وأخيرًا أخرجُ إلى الشِّعْرِ
الهواءُ ملسوعٌ… والبردُ يرتجفُ
لستُ أنا التي تسيرُ في الطريق
امرأة أخرى… تعد النُّجومَ في لحظةٍ… قدماها في الرمل مرات… تخطفُ خطواتِ الريح
تُحصي الوجوهَ الغائبة
كلُّ شيءٍ يتلاشى
لا أرى الزمنَ… ولا يراني أحدٌ… ظلي يسندُ الأبوابَ… أمشي سربَ غرباء
يشدّون حجارةَ العبث يضحكون يبكون يهرولون يقودون الفراغ… البارشوت في سماء اللون… الورود المُنَسقة… لا شيء على حالِهِ
الظلالُ الخطواتُ الأضواءُ حجارةُ الرصيف
أكادُ لا أرى شيئًا
لستُ أنا… مَنْ هذه الغريبةُ التي تسير؟
أنفاسٌ مُبللة… لا فرق بين الضبابِ والدُّخان هنا
أخيرًا أخرجُ إلى الشعرِ
لم تَعُدْ تلك الأشياءُ تأتي إليَّ
خريفُ ليلٍ وقمر… جبالٌ وأنهار… أشجارُ سفرجلٍ على عتبات البحيرة… أعشابٌ نضرة…
سحابةُ ريحٍ… ورود. وأساوري خشخشةُ عشبك
ولا أقول يدي في العدم
أنا النص المُطرّز برائحة دمشق… أنوثةُ التَّنتنة والدانتيل
بردٌ وريح ومطر… أتدفأ بعشبك
أبني جدارًا لظلٍّ غريب… أنا بينلوب لا أنتظر أحدًا… أمشي وأمشي… وإيثاكا تبتعد
الدربُ ضيق إلى دمشق… الدرب صعب… عشر سنواتٍ… عشرون… الرَّملُ لونُ التيه
أواصلُ السَّفرَ… مثل خريف ضال… ورقةٌ في المهب… أشيخُ على صهواتِ الغُربةِ… وربما أموت هنا
لا فرق الموتُ موتٌ وكفى
يكادُ البرقُ يخطف الأبصار…
أرحل نحو الأبدِ. سرابٌ أمامي سحابةٌ تنسابُ مع الريح… أمشي بلا توقف… أمشي في النوم… في الحلم… أمشي وأنا جالسة أو شاردة أفتح أبواب الطرقات… وأنت تلاحق إشاراتِ الحظ… فراشةَ المعنى
أكتبُ على جدرانِ العدم… ومثلُ مهاري الغيم أبحث عن شجرةٍ زرعناها قُبلةً في النص
أسمعُ الرِّيحَ… أمسحُ رطوبةَ الزَّمنِ
الدربُ الترابي المُوحش الذي سلكتُه يومًا… الشارعُ المُوحل… العاصفةُ سرقت ظلي
نداء الأبدية… كلّ الأطياف
رائحةُ كستناءٍ وشجر… سلالُ كرزٍ… التوت الشامي… بيتٌ لم يعد مدفأةً ولا جمر… كاهنٌ يخرجُ وحيدًا من النص
لا أحد من الناس… شجرة في مغارب الوقت… كلمات تقفز ضفدعًا في الماء
تنشطر الأيامُ والفصول
رعدٌ في الأفق
أغادر نحو ظلي… يدي تمسك الغيم