قصيدتان
فابوريتو
تجدُ في جيب السترة
تذكرة مرور زرقاء لفابوريتو
(التذكرة، غير قابلة للتحويل).
التذكرة الزرقاء، أكبرُ قليلًا
من ختم جمهورية توغو،
تعدك بالتغيير، برحلة.
يذوب الطلاء في الذاكرة،
ينصهرُ لوز جبال الألب الثلجية.
الآن يمكن أن تبدأ الرحلة.
أنت في تكساس، على أرض مستوية،
بين أشجار بلوط دائمة الاخضرار،
لا تتذكَّر أي شيء.
من بين قنوات ضيقة تبحر
ضد التيار؛
وتعثُرُ على أنهارٍ جليدية ولون رمادي.
التذكرة بها ورد: بيدٍ واحدة،
لكنها لا تذكر الصحراء،
رتابة البحر المُتعِب،
الرغبة، ضابط الجمارك الخبيث،
ذاك الذي لا ينتظرك فقط وحدك،
جزر اللامبالاة والرماد.
سوف تبحر لمدة طويلة. ربما ستصل
هناك حيث يرقد قنفذ البندقية،
ماء… وذهب.
ربما ستصل إلى حيث تقف
أبراج البندقية الحمراء، أبراج مخلصة،
إبَرُ بوصلة فُقدت في المحيط.
نشيد المُهاجر
في المُدن الأجنبية نأتي إلى العالم
نُسمِّيها وطنًا، ما أقصر
الوقتَ للاستمتاع بأسوارها وأبراجها.
نسير من الشرق إلى الغرب، أمام عجلة
قرط الشمس المُلتهبة،
والتي من خلالها، كما في السيرك،
أسد مروَّض يقفز برشاقة. في مدن غريبة
نتأمَّل أعمال السادة القدامى
وبدون اندهاش نرى في اللوحات القديمة
وجوهنا. كنا موجودين
من قبل، عرفنا كذلك المُعاناة،
افتقَدنا فقط للكلمات. في الكنيسة
الأرثوذكسية في باريس آخِرو الروس البيض،
شُيَّاب، يبتهلون إلى ربٍّ…
في المدن الأجنبية
سنبقى، مثل الأشجار، مثل الحجارة.
آدم زاغاييفسكي هو مترجم ولغوي وكاتب وأستاذ جامعي وروائي وشاعر بولندي، وُلد في 21 يونيو 1945م في لفيف في أوكرانيا، وتُوفي في 21 مارس 2021م في كراكوف في بولندا. كان ينتمي لمجموعة «الآن» إلى حدود 1975م. يُعد من أهم شعراء ما يُعرف بالموجة الجديدة في بولندا.