أنتِ قلب العالم الذي بلا قلب
أنتِ
حيث لا توجد حرية
أنتِ الحرية
حيث لا توجد كرامة
أنت الكرامة
حيث لا يوجد دفء
ولا يقترب شخص من شخص
أنت القرب والدفء
أنت قلب العالم الذي بلا قلب
شفتاك ولسانكِ
أسئلة وأجوبة
بين ذراعيك وحضنكِ
ما يُماثل الراحة
كل حاجة، لترككِ،
تذهب نحو العودة
أنت بداية المستقبل
أنت قلب العالم الذي بلا قلب
أنت لستِ فكرة
ولا فلسفة
لا تنظيمًا ولا رغبةً
للتشبث بها
أنت شخص حي
أنتِ امرأة
ويمكن للمرء أن يخطئ
ويمكن أن يشك
ويمكن أن يكون خيرًا
ولكن
أنتِ..
أنتِ قلب العالم الذي بلا قلب.
ثم مرة أخرى
ما لم يصدقه أحد
ما لم يكن يعرفه أحد
ما لا ينبغي لأحد
أن يشكك فيه
ثم مرة أخرى
كان ذلك
ما لا يريده أحد.
ثلاث قصائد
-1-
ما كتبته
ضد الحياة
كان من أجل
الحياة أيضًا
ما كتبته
من أجل الموت
كان ضد الموت.
-2-
منْ
ينتظر نجاته
من القصيدة
من الأفضل له
أن يقرأ الشعر
منْ
لا ينتظر نجاته
من القصيدة أيضًا
من الأفضل له
أن يقرأ الشعر.
-3-
البارحة
تعلّمتُ الكلام
اليوم أتعلّم الصمت
غدًا سأتوقف
عَن التعلّم.
غناء
يغني من الخوف
ضد الخوف
يغني من اليأس
ضد اليأس
يغني من الوقت
ضد الوقت
يغني من الأسماء
ضد الأسماء.
ولد الشاعر النمساوي إريش فريد في فيينا في السادس من شهر مايو سنة 1921م، ودرس في مدارسها، كانت والدتُه فنانةً ومصممة غرافيكية. أما والده فكان موظفًا في النقل (آمر حركة). بعد أن وقعت النمسا تحت الاحتلال النازي؛ هرب إلى بريطانيا سنة 1938م حيث عمل في مهن وأعمال عدة: عاملًا في مصنع للألبان، أمينَ مكتبة، مترجِمًا. وانضم سنة 1952م إلى هيئة الإذاعة البريطانية موظفًا، ثم رئيسًا للقسم الألماني، فيهِ واظب خلال تلك المدة على نقل عيون الأدب الإنجليزي إلى الألمانية، وبخاصة أهم وأبرز أعمال شكسبير. من أهم أعماله: قصائد للنمسا، قصائد، قصائد حب، ورواية وحيدة: الجندي والفتاة. حاز خلال مسيرته الإبداعية عددًا كبيرًا من الجوائز من أهمها: جائزة الدولة النمساوية سنة 1987م، وجائزة مدينة فيينا سنة 1980م. توفي سنة 1988م في ألمانيا خلال جولة أدبية له، ونقل جثمانه حسب وصيته إلى مدينته المفضلة لندن، حيثُ دُفِنَ.