جاك بريفير: حرية بلا ضفاف أظهر منذ نصوصه الأولى وقاحةً كبيرةً في النبرة وحبًّا واضحًا للتمرد والتحريض
جاك بريفير (1900- 1977م) هو ثاني إخوته الثلاثة. قضى معظم طفولته في باريس، عدا إقامة بعض الشهور بتُلون Toulon، حيث كان والده يأمل في العثور على عمل. ومعظم المنازل العائلية كانت في الدائرة السادسة التي لم تكن قد تغيّرت ملامحها بعد في تلك الحقبة. كان الأب مستخدمًا في قطاع التأمين، ولكن دون حماسة؛ كان شغوفًا بالمسرح، ويتعاطى النقد، ويقود ابنه عن طيب خاطر إلى قاعات العرض. أما الأم سوزان، فمنحت جاك حبّ القراءة والكُتب؛ لقد شغف الطفل بألف ليلة وليلة ومغامرات شيرلوك هولمز، كما ابتلي بسحر حقيقي لصور صحافة الإثارة. وفي المقابل، أبدى منذ البداية نفورًا من المدرسة والتعليم الديني. كانت له رغبة شديدة في الحفاظ على خاصيات الطفولة: البساطة، النزوة وهَمّ ألّا يكون «معقولًا»، وهذا ما يلخّصه بحكمة شخصية: «بعد السابعة من العمر، نصبح سُذَّجًا».
في مدرسة السُّريالية
بعد مغادرته المدرسة في الرابعة عشرة من عمره، مصحوبًا بشهادة الدروس، سيمارس بريفير حرَفًا صغيرة مختلفة، وعلى الخصوص مستخدَمًا في متجر بشارع رين. لقد كانت الخدمة العسكرية التي أدّى معظمها في إسطنبول فرصة لربط صداقتين كبيرتين، مع الرسّام إيف تانغي والناشر دوهاميل مارسيل (الذي سينشئ مجموعة «السلسلة السوداء» بدار النشر غاليمار). وفي عام ١٩٢٤م، سيقيم الشركاء الثلاثة بشارع شاتو، قُرب محطة قطار مونبرناس، في متجر قديم لبائع جلود الأرانب. عنوان تاريخي! سيُصبِح في وقت وجيز واحدًا من الأماكن المشهورة للسريالية، الحركة الفنية الجذرية لما بعد الحرب مباشرة. وفي عام ١٩٢٥م، سيتحمّس بريفير وتانغي لبراعة مجلة الثورة السريالية La Révolution surréaliste التي ظهرت من ١٩٢٤- ١٩٢٩م.
بريفير الذي تريّث مدّة طويلة «للدخول إلى الأدب»، تثقَّف بفضل احتكاكه بالطليعة الفنية التي كانت موجودة بحيّ منبرناس، بمقهى سيرانو، أو شارع شاتو، الذي كان يجمع شخصيات كبيرة وأصيلة مثل لويس أراغون وأنتونين أرتو، تحت إشراف القائد العنيد أندريه بروتون. والغريب أن السرياليين كانوا يحدثون فضائح من حين لآخر: وهكذا ففي عام ١٩٢٨م، صعد بريفير إلى منصة المسرح ليصفع مُمثِّلًا كان يتلو نصوصًا لجون كوكتو. كما انصرفوا أيضًا إلى تجارب الإبداع الجماعي مثل تجربة «الجثة الرائعة» التي هي لعبة يقوم فيها كلّ لاعب بكتابة كلمة في ورقة بطريقة عشوائية ويمرّرها سرًّا إلى الآخر وهكذا، وعندما ينتهي الجميع، نكون أمام جملة غريبة. وهذه الحقبة، بالنسبة لبريفير، حقبة مهمّة لكتابة الشعر الحُرّ. ففي عام ١٩٣٠م، وبعد تعبه من تسلُّط بروتون، ابتعد هو وبعض رفاقه من الحركة السريالية، ولكن وقاحة ونزعة هذا التيار الثورية طبعتا الطريقة التي كانت للفنان، في الإبداع والعيش واتخاذ مكانته داخل المجتمع.
المسرح في خدمة الشعب
في عام ١٩٣٢م، اتصلت فيدرالية المسرح العمالي الفرنسي التي كانت تبحث عن كاتب، ببريفير الذي اقترح مسرحية «تحيا الصحافة»، يفضح فيها انعدام شرف الصحافيين وخدمة قوى المال. مثّلت المسرحية في مايو، وسيدخل بريفير من الآن في نوع من الصراع السياسي يمرّ عبر العمل الفني. كان يكتب بسرعة وحسب الطلب، موفِّرًا للمجموعة –التي تحمل اسم أكتوبر، تخليدًا للثورة البلشفية عام ١٩١٧م– مسرحيات وألحانًا جماعية تدافع عن الضعفاء في المجتمع، ومتصلة اتصالًا مباشرًا بالأحداث الوطنية أو الدولية… وتفضح الحرب، رجال الصناعة الجشعين، والسياسيين الوقحين، وتسخر من العائلة والنظام البرجوازي. لقد مُثِّلَت في الهواء الطلق في أثناء التجمّعات، في المصانع المضرِبة… وفي عام ١٩٣٣م، سافرت الفرقة إلى الاتحاد السوفييتي لتقديم عروض في إطار المسرح العمالي لموسكو، ولكن بعد الرجوع، رفض بريفير التوقيع على تقريض ستالين الذي قدّمه الضباط إليه.
وفي عام ١٩٣٦م، سنة الجبهة الشعبية، تصدَّعتْ أكتوبر لأسباب سياسية ومالية، ولم تقدّم المشروع النهائي لمسرحية «مساء الخير، أيها القبطان». ومهما كانت الاختلافات السياسية بين بريفير الإباحي والفوضوي، وأعضاء المجموعة، الشيوعيين في معظمهم، فإن الأهداف المبتغاة في هذه النصوص الدرامية لمسرح الدعاية السياسية هي نفسها المعبَّر عنها في أشعار بريفير. وفضلًا عن ذلك، فروح النصوص المكتوبة لأكتوبر ستهُبّ بشكل كبير في ديوان «فُرْجَة» المنشور عام ١٩٥١م.
موهبة متعدّدة المظاهر
تعود الأشعار الأولى إلى الثلاثينيات، غناها مطربون أصدقاء، مثل كريستين فيرجي التي قبلت غناء قصيدة «الحيوانات لديها مخاوف»، التي هي لعب سريالي بالصور وشكْل الكلمات والتعابير الشائعة، وكانت القصيدة قد كُتِبَت عام ١٩٢٨م لراقص الميم جورج بوميي.
«… اتركوا الطيور لأُمّهاتها/ اتركوا السّواقي لمجاريها/ اتركوا نجوم البحر/ تلمع إذا كان هذا ليلًا يسرُّها/ اتركوا الصِّغار حصّالاتهم يكسِّرون/ اتركوا القهوة تمرّ إن كانت في هذا لذَّة تَجِد».
لقد انتشرت أغاني أشعار بريفير الأكثر شهرة بفضل موسيقا جوزيف كوسما، الموسيقي الهنغاري المنفي في فرنسا عام ١٩٣٣م، ومؤلف موسيقا الأفلام لأعلام السينما الفرنسية من الثلاثينيات إلى الستينيات. أُلِّفَت هذه المقاطع في أغلب الأحيان في المقاهي الأدبية، مثل المقهى الذي فتحته أنييس كابري عام ١٩٣٨م.
وبالموازاة مع هذا النشاط الأدبي، اشتغل بريفير دومًا بالسينما كمقتبس، مؤلف سيناريو وحوار؛ كما تعاون مع المخرجين الفرنسيين الكبار سنوات ١٩٣٠ -١٩٤٠م: جون رينوار، جون غريميّون، مارسيل كارني. وفي عام ١٩٤٦م، ألّف أغنيتين، موسيقا كوسما للفِلْم الطويل «أبواب الليل» لمارسيل كارني مع إيف مونتون، بيير براسّور وسيرج ريغياني: «الأطفال المتحابّون» و«الأوراق الميتة» وهما اليوم أشهر من الفِلْم الذي أخِذتا منه. أما الأغنية الثانية خاصة، فستعرف نجاحًا دوليًّا، أعاد غناءها فرانك سيناترا ونات كينغ كول، وستصبح نموذجًا من النماذج العالمية القليلة الفرنسية الأصل، بجانب «الحياة الوردية» التي أدّتها إديث بياف أو «كالعادة» التي أدّاها كلود فرانسوا: «إنها أغنية تشبهنا/ أنت التي تحبينني وأحبّك/ ونعيش معًا/ أنت التي تحبينني وأنا الذي أحبّك/ ولكن الحياة تفرّق المحبين/ رويدًا رويدًا، بهدوء/ والبحر على الرمل يمحو/ خطوات المحبين المفترقين».
لم تُجمع أشعار بريفير في ديوان إلا في عام ١٩٤٦م، بمبادرة من روني بيرتولي أستاذ اللغة الفرنسية القديم ومنشئ دار النشر لوبوان دي غور، وعلى الغلاف صورة لبراساي: إن نشر ديوان «كلمات» حدث أدبي كبير، احتفى به النقاد وكان نجاحه باهرًا : ٢٥,٠٠٠ نسخة بيعت في عام واحد. وبعد نجاح «كلمات»، توالت الدواوين : فُرْجَة (١٩٥١م)، باليه الربيع الكبير (١٩٥٢م)، حكايات وحكايات أخرى (١٩٦٣م). لقد نالت أشعاره المغناة شعبية كبيرة وأصبحت –وهذا لا يخلو من نكهة عندما نتذكّر نفور بريفير من المدرسة– كلاسيكيات تُغنّى في المدارس الابتدائية («أغنية الحلزون الذي يحضر الدفن»، «صفحة الكتابة»، «الغبيّ»). وإضافة إلى الشعر، أقام بريفير في الخمسينيات معارضَ عدةً للكولاج السريالي، تارة مُحيّـرة وتارة أخرى مضحكة.
متمرّد، وَقِـح، ومحارب للأيقونات
لقد أظهر بريفير منذ نصوصه الأولى، وقاحة كبيرة في النبرة، وحبًّا واضحًا للتمرّد والتحريض. ففي «محاولة وصف عشاء الرؤوس بباريس – فرنسا»، ذات التوجه السريالي والمنشورة في مجلة Commerce عام ١٩٣١م يحدّد بريفير الموضوعات التي سيعرضها الديوان الشعري. حدّد الأهداف وعبّر عنها بسخرية مدمِّرة: رعاة الكنيسة، العسكر، البرجوازيون، كلّ الجثث الحيّة أو كل صانعي الجثث، مسبِّبو البؤس، الاضطهاد، والمعاناة. إن النص روبرتاج ساخر عن استقبال بقصر الإليزيه؛ حيث تختفي شخصيات المجتمع الكبيرة وراء وظائفها، وسلطاتها، وأقنعتها. اضطرب الحفل بسبب تسرّب دخيل بلا قناع: «ولكن فجأة، ارتعد الجميع لأن رجلًا له وجه رجل دخل، رجلًا لم يستدعه أحد، ووضع رأس لويس ١٦ في سلّة على الطاولة». بدأ الرجل مرافعة طويلة للدفاع عن الإنسانية، وحاول التخفيف عن الجمعية الغارقة في القلاقل والرعب. وفجأة تضرب غرّافَة ومن بعيد الرجل الذي له وجه رجل. وبمصرعه، انتهى ما كان مزعجًا: «حطّم الرسميون رأس الرجل بالركل، وأطلقت الفتاة الصغيرة التي تغمس طرف مظلتها في الدم ضحكة لطيفة». ينتهي النص بإثارة موكب آخر، موكب الإنسانية التي تعاني، عامة الناس والأذلاء «الذين لا يملكون قوت يومهم، الذين لم يروا البحر أبدًا، الذين يشيخون أسرع من الآخرين». إن القصيدة مجموعة من النصوص مؤلَّفَة من أدوار وأناشيد تسخر من الصلوات الدينية والخطابات الرسمية، حيث تعبُر مواكب شخصيات مليئة بالرفعة المزيفة، وجوه الكرنفال. فالشاعر يطلق العنان هنا لعقليته الفوضوية، المضادة للعسكر والمضادة للكنيسة.
حرية الطائر والطفولة
تأكيد الحرية عند بريفير أقوى من أي شيء آخر، من كل أشكال السلطة والاضطهاد. وصورة الطائر تعبُر عددًا كبيرًا من القصائد. إنها رمز الحرية البسيط: حرية الحركة، حرية العواطف والأفكار التي تأخذ زخمها، حرية الكلمات أو الغناء في أوج انطلاقها. إن حبّ الطائر نموذج ثابت: «أحيّيك/ أبا زريق الأسود سواد سَبَج/ الذي أعرفه قديمًا/ طائر ساحرات الأزقة/ طائر حمّالي الأطفال والمجانين». فالطائر الطليق نموذج في متناول كل الرؤى. نموذج الجمال الحقيقي والضوء الحقيقي. إنه يرافق ويحمل حركات قلب الإنسان، الذي يصبح أحيانًا طائر اليأس أو طائر الهمّ. إنه ضعيف مثل قلب الرجل (أو المرأة): «الطائر الأحمر والدافئ مثل الدم/ الطائر السابح بهدوء/ إنه قلبك أيها الطفل الجميل/ قلبك الخافق من الجناح الحزين/ إلى نهدك القاسي والأبيض».
يمجّـد الشاعر الطفل كثيرًا، وجزء مهم من إبداعات بريفير موجَّه صراحة إلى عالم الطفولة: أشعار ذات مظهر غنائي، حكايات موجهة إلى الأطفال المشاكسين، نصوص عن الحيوانات، سيناريوهات للرسوم المتحركة (الراعية ومنظِّف المداخن التي أصبحت المَلِك والطائر). وإذا كان بريفير قد اتخذ موقفًا، فلأن الطفل كائن حر، غير خاضع، مليء بآمال المستقبل. إن الشاعر يدافع عنه بضراوة كما في قصيدة – أغنية مهداة إلى راوية القصص ماريان بلون التي تحكي عن فرار مرعب لطفل من الإصلاحية، حيث حطّم له الحراس أسنانه بضربات المفاتيح. لقد فرّ الطفل المطارد من الجزيرة– السجن بينما الطيور الرفاق تحلق فوق رأسه… الطائر والطفل وجهان أخويان، تجسيدان قويان للحياة في الصورة الأكثر عنفًا والأكثر سحرًا، الأكثر ضعفًا والأكثر حرية. مزيج من القوّة والهشاشة. أمل المستقبل وأمل الحركة.
التغني بالحب، الضحك والصراخ
تتغنى أشعار بريفير بالحب في كل أشكاله. ويخلّد بريفير الحب السعيد «للأطفال المتحابين» مثلما يخلّد الحب الذي حطّمته باربارا التي صادفها في يوم ممطر بشارع سيام بمدينة بريست. الحب هنا حطّمته الحرب أو الزمن، أو الحب الذي يبرز مع الذكريات مثلما هو في «الأوراق الميّتة». ولا شك في أن أوقات السعادة هشّة، وللقبض عليها، فإن بريفير يثبّتها في أشعاره القصيرة والغنائية جدًّا:
«كبيرة وحمراء/ فوق القصر الكبير/ بزغت شمس الشتاء/ واختفت/ ومثلها قلبي سيختفي/ وسيسيح كل دمي/ يسيح ليبحث عن/ حبي/ جمالي/ ويجدك/ حيث أنت».
فإذا كان الشاعر فوضويًّا ومحرِّضًا، فإنه لطيف وغنائي أيضًا. إن السلاح الذي يستعمله لمهاجمة أحد أو الدفاع عن أحد هو سلاح اللغة السلمي .كانت لكتاباته دائمًا بساطة واضحة، غير أنها كانت تستعمل لغة مألوفة بطريقة مبدعة وذاتية. يحب بريفير استعمال لغة دارجة ويخضعها لانزياحات ومجاورات غير منتظرة متلاعبًا بالكلمات أو التعابير الجاهزة. لقد انتقدنا فيه أحيانًا البراعة المجانية لتلاعبه باللغة، ويكفي أن نستمع إلى صوت الشاعر وهو يلقي أشعارًا لندرك أن النقد كان غير مصيب. لهذا الصوت صبيب متسارع، ونفس لاهث تقريبًا. إن الأدوار واللعب بالكلمات، وتوالي الصور كلّها مأخوذة في حركة مدوِّخة للعبارات الناطقة، الشبيهة بحركة السَّيْل. وما يُلحَظ هو أن بريفير لم يستعمل النثر قط. إن حاجته إلى التعبير عن نفسه لا تقبل الانتظار وكأنّها ضرورة حيوية، إنها طريقته الخاصة لإبقاء التراث السريالي حيًّا، طريقة مهذّبة وشعبية، موجَّهة إلى الإنسان بلا قناع، إلى الطفولة، إلى الحياة في بساطتها وعنفها.
باريس الساحرة
بريفير مولع بباريس، المدينة التي عاش فيها طوال حياته. وولعه هذا هو الذي جعله يعبّر عنها في بعض إبداعاته (قصائد شعرية، سيناريوهات،) مشخِّصًا ديكور المدينة، تاريخ العاصمة، الأشباح التي نلتقيها، وعلاقات الحب التي نربطها وتنفرط. باريس طفولته هي الضفة الشمالية للحيّ اللاتينيّ، حيث اكتشف السينما مع أبيه، في قاعة Panthéon التي ما زالت موجودة حتى الآن. بعد الحرب العالمية الأولى، وإقامته مع صديقه تانغي، بشارع شاتو، كان بريفير يتردّد على مونبارناس، قلعة الطلائعيين والسرياليين. وبعد ذلك، عاش بالضفة اليمنى، على منحدرات هضبة مونمارتر بحيّ فيرون وراء مولان روج، مع جاره بوريس فيان، هو الآخر فنّان متحرِّر ونزوي مثله.
أوراق الخريف، حكاية أغنية
كان من المفروض أن تظهر أغنية «أوراق الخريف»، مثلها مثل «الأطفال المتحابّون» (موسيقا جوزيف كوسما) في الفِلْم الطويل «أبواب الليل»، من إنجاز مارسيل كاري، وسيناريو جاك بريفير، وفي الأدوار الرئيسة، جون غابان ومارلين ديترتش. غير أن النجمين عُوِّضا، في النهائية، بمبتدِئيْنِ، إيف مونتون وناتالي ناتيي، وهما اللذان يغنّيان في الفِلْم الذي أُخرِج عام ١٩٤٦م. وبترجمة هذه الأغنية إلى الإنجليزية عام ١٩٤٩م، ستعرف نجاحًا دوليًّا باهرًا –أداها فرانك سيناترا– بل ستصبح نموذجًا للجاز.
المصدر : مجلة L’éléphant عدد ٢٤.