خرائطُ مرصدٍ بدائيّ
■ هو ذا في نقطةٍ بعيدةٍ
على ظهرِ الكوكبِ
يهزُّ حَصّالته الممتلئةَ بمرحٍ
مستغنيًا بالصوتِ المُبهجِ
عن حَصْرِ ما بداخلها
من قلوبٍ ذهبيّةٍ
* * *
■ حتى السماء أحيانًا
يغزوها قمرٌ عابرٌ
ليس في الحسبانِ
فتسمّيه ضحكة
* * *
■ إنها تُمطرُ بالخارجِ
وأنتِ في خيمتكِ الصغيرةِ
تستحمّينَ بأسمائهِ المُبَلّلةِ
هو.. لو تُدركينَ..
ذلك الكائنُ الذي
سوف يتبقى فيكِ كاملًا
بعد استعمالكِ المنشفة
* * *
■ لا يُصدّقُ العلكةَ أبدًا
حين تُداعِبُ ريقه
إلا بعدما يغيبُ
سُكّرُها الاصطناعيُّ
* * *
■ من تحت شجرةِ البرتقالِ:
الشمسُ ثمرةٌ سقطتْ بالخطأ
إلى أعلى
* * *
■ عيناهُ قلبانِ أسْوَدَانِ
الذي ينظر إلى قوس قزح
ولا يأسره قلبُكِ
* * *
■ كل أشلائهِ المنهوبة
أخفاها بعنايةٍ لصٌّ مرتعشٌ
اسْمُهُ الليلُ
إلا قرص الشمسِ
ذلك الذي سَطَا عليه
نهارٌ لا يخافُ
* * *
■ الشجرة التي حاولتْ
أن تستظلَّ بظلّها
خاصمَها الضوءُ
* * *
■ بخارُ الماءِ
الصاعدُ من البحيرة
هو بقية حديثِ الماءِ لكِ
أيتها التي تحوَّلتْ فجأة
من سمكةٍ إلى نجمةٍ
* * *
■ كراتُ نار.. أم كراتُ ثلج؟
هو لا يدري
ما لا ينساهُ أنها لَسَعَتْهُ..
فصارَ ساحرًا
يُجمّدُ الأنهارَ إذا سَقَتْهُ مَاءَها
ويشعلُ الأعشابَ إذا أهداها ظلّهُ
* * *
■ هذه العصافيرُ كلّها
تسكنُ صدرَهُ الخشبيَّ
فمتى سيصبحُ شجرة؟
* * *
■ من ذاكرتهِ
راحَ يرسمُ ملامحَها في الليل
من نافذتهِ
حَضَرَ الصباحُ قبل موعدهِ
* * *
■ لتكنْ أشعّةُ النجومِ خيوطًا
تتسلقها قلوبٌ هاربة من أقفاصٍ
قلبُه.. حين تُصَافِحينَهُ بغير قفّازٍ:
نجمةٌ حمراءُ تسبحُ في سماءٍ
* * *
■ كأنّ حياتها
في بقايا الصورِ القديمةِ
وكأنه مرآتُها المُستويةُ
يتهشّمان معًا كلما نَظَرَتْ إليهِ
* * *
■ الذي يحيطُكِ بحواسّهِ
من كل جانبٍ
يُشبه الليلَ
لكنْ لا تظني أنه هو
انظري كيف تجمّدَ الليل
وأنتِ نائمةٌ
وهو يسيلُ في مَسَامّكِ للصباحِ؟