لماذا تتراجع نسبة الرفض للمثلية بين الأقليات المسلمة في الغرب؟
في أوائل شهر مايو من عام 2018م، نشرت مجلة «نيوزويك» الأميركية ذائعة الصيت، نتائج استطلاع رأي حول قبول فكرة المثلية الجنسية بين الأقليات الدينية في الولايات المتحدة الأميركية، وقد جاء في الحصيلة أن أغلبية المسلمين في أميركا، باتوا يؤيدون الآن زواج المثليين. كان من الطبيعي أن تُرفض هذه البيانات، التي أكدت قبول 51% من مسلمي أميركا لزواج المثليين، في مقابل رفض 34%، مع الأخذ في الحسبان أن استطلاعًا سابقًا قد جرى في عام 2014م، بلغت نسبة الرافضين فيه للفكرة عينها، نحو 51%، ما يعني تراجعًا واضحًا وملحوظًا للرفض، في حين تتصاعد نسبة القبول، وإن أُنكِرَ المشهد علنيًّا أول الأمر.
قبل هذا الاستطلاع بنحو عام، أي في عام 2017م، أشارت بيانات أخرى خاصة بمعهد الأبحاث الدينية العامة في تقريره السنوي، إلى تزايد الدعم لحقوق المثليين، والمتحولين جنسيًّا، بما في ذلك تأييد أغلبية المسلمين الأميركيين لزواج المثليين لأول مرة.
جاءت هذه الأرقام، بعد نحو عامين من التقنين والاعتراف بزواج المثليين، من جانب المحكمة العليا الأميركية في البلاد، بشكل رسمي، في عام 2015م، في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، والجميع يتذكرون صيحته الشهيرة في ذلك النهار: «الحب انتصر»، التي اختلف معه بشأنها الملايين من الأميركيين، من المسلمين والمسيحيين واليهود، الرافضين لفكرة المثلية، بوصفها أمرًا منافيًا ومجافيًا للفطرة الإنسانية.
هنا يطفو التساؤل موضوع هذه السطور: «هل تراجع نسبة الرفض للمثلية وارتفاع نسبة القبول لدى الأقليات المسلمة في أميركا وأوربا يعزى إلى أسباب سياسية واجتماعية، أم مرده تغيرات جذرية في البنية الثقافية لمهاجرين وجدوا أنفسهم بين أنساق مغايرة لما ألف عليه آباؤهم وأجدادهم، أو أن الأمر مزيج من التوجهين معًا؟».
الليبرالية الإسلامية والمغايرون
يُحاجُّ بعضٌ من مسلمي أميركا، وغيرهم من بقية مسلمي العالم، بأن وسائل الإعلام الغربية تحاول التركيز على حالات فردية لمسلمين في بلدانهم يدعمون المثليين، أو هم أنفسهم كذلك، في محاولة للترويج لمثل هذه الأفكار في المجتمعات العربية والإسلامية.
ولعل هذا الطرح صحيح بدرجة أو بأخرى، غير أنه يقفز على فكرة مؤكدة، وهي أن الهامش الذي توفره الحريات الدينية في الغرب، ساهم في حماية تجارب عدة منفتحة، ويمكننا القول: إنه فتح آفاقًا لما بات يسمى الليبرالية الإسلامية التي حاولت -ولا تزال- تأمين بيئة روحانية للأفراد المختلفين على أساس خياراتهم الجندرية، وميولهم الجنسية، التي لا تقبل بها مجتمعاتهم التقليدية والمحافظة، وبنوع خاص في الشرق الأوسط، حيث لا يزال العالم العربي بمسلميه ومسيحييه، يرفض طرح المثلية.
هنا تظهر إرهاصات من نوع الحديث عن استغلال تلك الأفكار، كمخلب قط، لتحقيق أهداف سياسية، تتجاوز الوجود في دول المهجر، وتمتد إلى الأوطان العربية والإسلامية. لكن الواقع المعيش هناك، يكشف عن وجه أنساق من الحريات الاجتماعية الصرفة، التي لا علاقة لها بالعمل السياسي المباشر، ولا سيما أن بعضًا يراها موصولة بالأفكار الإصلاحية الدينية.
يبدأ ذلك الواقع، على سبيل المثال لا الحصر، من عند السيدة، «أمينة ودود»، التي تقدم نفسها في الداخل الأميركي بوصفها «عالمة فقه»، وتؤم صلاة مختلطة بين رجال ونساء، ضمن قاعة خاصة، تقدمها لها مجانًا الكنيسة الأنجليكانية في حي مانهاتن بنيويورك، منذ عام 2005م، غالبًا كنوع من الدعم الإصلاحي والتجديدي. ويمتد المشهد إلى مسجد يحمل اسم «الرابية»، أُسِّسَ في شيكاغو عام 2016م، ويهدف لتحقيق خمسة أهداف: دعم المرأة المسلمة، ومناهضة العنصرية، ومجابهة كراهية المثليين، والترحيب بمجموعة متنوعة من التقاليد الإسلامية.
هل يعني ذلك أن التقرير الذي نشرته شبكة «سي. إن. إن»، في الأول من يونيو من عام 2019م عن المثليين من بين الأميركيين المسلمين صحيح؟ التقرير يقول: إن أعداد المسلمين الذين يرون ضرورة قبول المثلية الجنسية، تضاعف في العقد الماضي إلى 52%، وربما يكون أعلى بين جيل الألفية. والثابت أن مسجد شيكاغو، الذي سبقت الإشارة إليه، وقد أسسته «مهدية لين»، وهي امرأة متحولة جنسيًّا، يأتي ضمن عدد من المساجد المنتشرة في جميع أنحاء العالم، وبخاصة برلين وتورنتو، وعددها أكثر من عدد نظيرتها في أميركا، حيث لا تزال ضئيلة. ويبقى التساؤل الجذري: ما الذي دعا إلى تغيير الطباع وتبديل الأوضاع على هذا النحو، داخل الأقليات المسلمة في الولايات المتحدة الأميركية؟
قبول المثلية ودرء الشبهات السياسية
ليس سرًّا أن الرفض القاطع من الجالية الإسلامية في الداخل الأميركي، كما عموم المسلمين في العالم، الذين يرون في المثلية إثمًا من الكبائر، قد وجد من يتصيده، بل يربط بينه وبين الإرهاب الإسلاموي، بحسب العديد من الدوائر اليمينية في الداخل الأميركي نفسه. كان هجوم الشاب الأميركي المسلم من أصل أفغاني، عمر مير صديقي متين في 12 يونيو 2016م، على نادٍ للمثليين في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا، حيث أوقع نحو خمسين ضحية، مدخلًا مثيرًا للقلق، فقد علت الأصوات منذرة ومحذرة من أن الرفض الإسلامي للمثلية، قد جر على الأميركيين وبالًا إرهابيًّا. وقد يكون عمر متين، نموذجًا قابلًا للتكرار، وهو ما جعل الأقلية الإسلامية الأميركية، تقع بين مطرقة الليبراليين وسندان اليمينيين، وكلاهما بات يصبُّ جامات الغضب على الإسلام كمحتوى ديني وإيماني أول الأمر، وهو ما جعل مساحات الإسلاموفوبيا تتعاظم إلى أبعد حد ومد من جهة، وإلى مسلمي أميركا من جهة مقابلة.
بدت القضية على النحو التالي، وباختصار غير مخلّ: «ضرورة العمل مع مسلمي أميركا، وبينهم وبين بعضهم، على بلورة عقد اجتماعي جديد، يتطلب طاعة القانون، والفصل بين الشريعة والحياة». هل كان لدفع اتهامات الإرهاب عن مسلمي أميركا علاقة ما بنشوء وارتقاء العديد من الأفكار التي تساهلت مع المثلية الجنسية أول الأمر، وتاليًا قبلتها من دون تحفظ؟ يمكن الجواب بالنظر إلى بعض الحالات في الداخل الأميركي التي تماهت مع هذا الطرح، ومنها الإمام ضائي عبدالله، وهو أحد رجال الدين المسلمين الأميركيين، الذين أعلنوا عن هويتهم الجنسية المثلية، ليس هذا فقط، بل إنه سعى إلى بناء مسجد للمثليين في واشنطن العاصمة، لكنه واجه فقر التمويل، وهوما دفعه للانتقال إلى كولورادو، بحثًا عن أوضاع ملائمة لبناء مسجده الذي يقبل فيه المختلفين جنسيًّا من المسلمين، حتى لا يقال إن المثليين الجنسيين من المسلمين، إرهابيون عن بكرة أبيهم.
وعلى الرغم من تزايد الرغبة بين مسلمي أميركا في قبول المثلية الجنسية، فإن الخوف لا يزال يتملك كثيرين، غير أن هذا لم يعد يمنع مبادرات تكتسي بأثواب المجتمع المدني، لخدمة الغرض عينه. في هذا الإطار يمكننا الحديث عن حركة «مسلمين من أجل القيم التقدمية»، هذا التجمع الذي تترأسه «آني زوينفيلد»، التي باتت تمثل حاضنة لشباب وشابات أميركيين مثليين من مسلمين وغيرهم من بقية أتباع الأديان. تتلقى زونيفيلد، ماليزية الأصل، مكالمات هاتفية من الشباب المثليين والمثليات الذين يتعرضون للتهديد من أسرهم أو يخشون الكشف عن هويتهم الجنسية.
بعد نحو ثلاثة أعوام من حادث أورلاندو، وجهود ميدانية من مسلمي أميركا المعتقدين في حق المثلية، خرج علينا مسح آخر أجراه معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم، في واشنطن، بتاريخ يونيو 2019م، جاء فيه أن نحو 31% من عينة تبلغ 800 أميركي مسلم، يحملون رأيًا إيجابيًّا عن المثليين، فيما أعرب 23% عن رفضهم، و 45% قالوا إنهم لا يحملوا رأيًا في الوقت الحاضر.
مسلمو أوربا وطروحات فقهية مغايرة
بالانتقال من الولايات المتحدة الأميركية إلى القارة الأوربية، يبدو المشهد وكأننا أمام قراءات فقهية أكثر جدلًا، وأكثر إثارة، لجهة قبول المثليين، قراءة تبدأ من تفسيرات قرآنية مختلفة، وتمضي ضمن أطر وأنساق اجتماعية وفكرية تواكب تطورات الحياة في دول أوربا. خذ على سبيل المثال نموذج «الإمام لودفيك محمد زاهر»، جزائري المولد، ومؤسس جمعية «المثليين المسلمين» في باريس عام 2012م. يرى لودفيك، الذي خصص أطروحته للدكتوراه من جامعة السوربون في علم النفس وعلم الاجتماع عن هذه القضية، أن من الواجب انفتاح المسلمين على معارف علمية جديدة، بعيدًا من مخاوف القلق من الآخر المغاير، ولا سيما جنسيًّا، ويرى أنه بالرجوع إلى التراث الإسلامي، سنجد رجالات ومفكرين كبارًا من نوعية، ابن حزم الأندلسي، لم يروا أن النصوص الدينية حرمت المثلية، بل إنها فقط نددت بالاغتصاب وقطع الطريق وأعمال السرقة التي كان يقوم بها قوم لوط. ولعل الإمام لودفيك يحمل فكرة مثيرة، وهي أن المستعمر الغربي، هو الذي زرع الرفض للمثلية في العالم العربي الذي كان متساهلًا في قرون سابقة مع هذا الطرح، في حين كانت المثلية تقود إلى الإعدام في الشرائع الوضعية الأوربية، منذ القرون الوسطى. واللافت أن المسجد الذي أسسه لودفيك في باريس، ليس خاصًّا بالمثليين فقط، بل هو مفتوح للجميع ولغير المسلمين أيضًا، مسيحيين ويهودَ، يمكنهم متابعة الصلاة معًا، كل في موعده وحسب طقوسه.
تغير مفاهيم الجيل الأول للمهاجرين
شيئًا فشيئًا، هذا هو المهم في تحليلنا، حدث تغير فكري في ذهنية المحيطين به، ولا سيما أسرته التي بدأت تتفهم ميوله الجنسية، وبخاصة والدته التي رحّبت نسبيًّا بقرار زواجه من صديقه الجنوبيّ الإفريقيّ، وعدّته أفضل الحلول. ما الذي يعنيه ذلك؟ باختصار، التغيرات الذهنية لا تبدو أنها تنسحب على عقلية الجيل الثاني من المهاجرين المسلمين فحسب، بل تعود إلى الخلف، لتنسحب على جيل الآباء كذلك. تبدو والدة لودفيك كمن يفضل أخف الضررين، ويرى والده أن يحيا ابنه من غير مخاطر في فرنسا وعموم أوربا على مثليته، أفضل ألف مرة من أن يتعرض للقتل في الجزائر. في نهاية مناقشة لودفيك أطروحته وحصوله على تقدير مشرف جدًّا، قال والده محمد زاهد، لمحطة، فرانس 24، هذا اليوم هو أسعد أيام حياتي، أنا فخور بابني لودفيك؛ لأن المجتمع لم يكن متسامحًا معه، فهو تعرض إلى التهميش والتهديد من طرف إسلامويين في الجزائر، واليوم لا يستطيع أن يعود إلى هذا البلد لأنه مهدد بالقتل.
إشكالية المثلية الجنسية وفِقْه الموازنات
في يوليو من عام 2021م، كتب عضو البرلمان البريطاني الباكستاني الأصل، «أكرم خان »، وزير الهجرة في حكومة الظل في حزب العمال البريطاني تغريدة قال فيها: «إن الجالية المسلمة، والمثليين ومزدوجي الممارسة الجنسية، والمتحولين في بريطانيا، يعرفون أن لدينا جميعًا من المشتركات العامة أكثر من المسائل التي تفرقنا، ويجب ألا يكون للكراهية والفرقة مكان في مجتمعنا».
هذه التغريدة بدت كأنها أحدثت لبسًا بين الفهم التقليدي للمثلية كأمر مرفوض دينيًّا وإيمانيًّا، وبين مسألة اندماج مسلمي أوربا في الحياة السياسية، حيث لا انتقائية، فإما القبول بعناصر الحياة السياسية وشروطها كافة، وقد بات رفض المثلية تهمة تتسبب في عرقلة المشاركة في الحياة العامة، أو الانزواء بعيدًا مع التكلفة العالية للتهميش المتوقع.
في هذا الإطار يرى بعضٌ أنه كما ترتفع قضية مطالبة المسلمين في الغرب بالتضامن معهم، ولا سيما في مواجهة موجات الكراهية التي تشنها تيارات اليمين المتطرف؛ لذا فإنه حين يتعلق الأمر بالحقوق والمصالح الشخصية للآخرين، فإن على المسلمين إظهار التضامن مع المهمشين كافة ومنهم المثليون، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين.
تصرح «بشرى ديليكايا» -التركية الأصل الألمانية الجنسية التي تعيش في برلين- لوسائل إعلام ألمانية بأنه: «لا يمكننا أن نتحدث فقط عن الإسلاموفوبيا وحسب، فإلى جانبها هناك أيضًا رهاب المثلية الجنسية، ومعاداة السامية، ومعاداة الغجر، والعنصرية الثقافية؛ لأن المسلمين ليسوا الأقلية الوحيدة التي تعاني الإقصاء اليومي».
تبدو القضية كأنها توازنات من التضامن مع التعاطف، تستلزم ربما استدعاء القاعدة الفقهية الشهيرة، «ارتكاب أخف المفسدتين لتفويت المفسدة الأكبر»، وهو أمر يدخل في سياق فقه النوازل أو المستجدات، أي المقاربة بين قبول المثليين والاندماج في الحياة العامة في المجتمعات الغربية، أو رفض الطرح المثلي ومن ثم تفضيل خيار الانعزال… هل المشهد بسيط على هذا النحو أم إنه أكثر تعقيدًا؟
أبناء المسلمين ومعضلة الغيتو
بالقطع لا، إذ تبقى هناك معضلة مثيرة للتفكر، وتتقاطع مع الأسباب الاجتماعية التي تجعل نسبة من يقبل من مسلمي الغرب، ولو على مضض، التماهي مع فكرة المثلية الجنسية، ونعني بها قضية العيش في أطر تعليمية وإعلامية، تفرض القبول بهذا التوجه الجنسي فرضًا. على سبيل المثال لا الحصر، باتت مسألة تشريع المثلية كمناهج تعليمية من الثوابت، ومن هنا يبدأ أولياء الأمور في التفكير والمقارنة بين إبقاء أبنائهم في هذه الأجواء التعليمية المرفوضة أخلاقيًّا، على مجانية الدراسة، أو القيام بنقلهم إلى مدارس ذات صبغة دينية إسلامية أو كاثوليكية، ترفض تقنين تلك التشريعات، لكن مع نفقات خاصة عالية ترهق كيان الأسرة ماليًّا. لكن إذا قدر لتلك الأسر تجنب العملية التعليمية، هل سيقدر لها العيش في غيتو إعلامي يتجنب غض البصر عن كل ما هو مرئي ومقروء ومسموع في الإعلام الحر لتلك الدول؟ وإلى أين يذهب الأطفال الذين يتابعون حكمًا الرسوم الكاريكاتيرية، بعد أن أعلن عملاق الترفيه، ديزني لاند، عن نيته لجعل المجموعات المثلية ممثلة في أبطاله بنسبة لا تقل عن 50% من الشخصيات العادية، بجانب 50% من الأقليات العرقية، وأصحاب الميول الجنسية؟
هل من خلاصة؟
فلسفيًّا المشكلة هي قضية تُحَلّ بأدوات ووسائل تقليدية، أما الإشكالية فعلى العكس من ذلك؛ إذ إنها تتطلب أدوات وحلولًا من خارج الصندوق. بالضبط، تبدو قضية القبول الإجباري من أنظمة ليبرالية مغرقة في ظلام تنويرها، والتعبير هنا، للفيلسوف الفرنسي اليساري الشهير، ريجيس دوبرييه، في كتابه «الأنوار التي تعمي». مسلمو الجاليات الأوربية والأميركية، حكمًا، يمضون مرغمين في طريق واحد، القبول اجتماعيًّا بما لا يقبلونه روحيًّا ووجدانيًّا، وما هو راسخ في قناعاتهم الإيمانية. من هنا ربما تكون الحاجة في تعاطيهم مع أطفالهم، وقبل الحديث عن المثلية وحرمتها في الأديان، إلى التربية على فهم قيمة الأسرة كنواة للمجتمع، وبسط حقائق الفطرة وزرعها منذ الطفولة في نفوسهم، علّ ذلك يخلق لاحقًا قدرة على التفكير الحر السديد، الذي يجعل من رفض التوجه المثلي خيارًا لا إجبارًا.
وفي كل الأحوال، تبدو المتغيرات الاجتماعية الداخلية، هي الروافع الأكثر تأثيرًا، بجانب نظيرتها المتصلة بشراكة الحياة السياسية في داخل دول المهجر، لجهة ارتفاع نسبة القبول بالمثليين، من جانب الجاليات الإسلامية الغربية، ولا سيما أن البديل الآخر المتاح هو التعرض لمزيد من اللاتضامن من بقية أطراف وأطياف المجتمع.
قديمًا قالوا: لا تحارب الحقائق، بل تعامل معها، ويبقى البحث عن أفضل الطرق للتعامل مع هذا الإشكال متاحًا ومباحًا من باب الاجتهاد، وبعيدًا من معطيات التكلس وأزمات الانسداد التاريخي.