ذاهب لإسكات الحزن

ذاهب لإسكات الحزن

بِمَ كَتَبَ الشُّعَرَاءُ قَصَائِدَهُمْ؟

بِالْبَرْقِ وَانْحِدَارِ الدِّمَاءِ مِنْ خِيَانَاتٍ مُبَكِّرَة

تَكْشِفُ لِي

وُثُوقًا

وَأَنَا لَا أَسْتَطِيعُ الْوَفَاءَ

خَارِطَةُ الْحُزْنِ خَاوِيَةٌ

إِلَّا مِنْ غَرْغَرَةٍ وَصَفَّارَةِ إِنْذَارٍ

أُرِيدُ أَنْ أُحَرِّكَ الصَّمْتَ

الْمَتْرُوكَ

بَيْنَ الْوَرَقِ وَالْأَرَقِ

وَأَبْكِي عَلَى شَيْءٍ لَمْ يَكْتَمِلْ يَنْمُو فِي أَحْدَاقِي…

شَكَا الْحُزْنُ مَفْتُولُ الْأَعْضَاءِ

مِنْ ضَمَّةٍ زَاخِرَةٍ وَفَتْحَةٍ مَاكِرَةٍ

كَتَبَ شَيْئًا يُعَمِّقُ مَجْرَى الْجُرْحِ

قَالَ: مَا نَفْعُ الْغَيِّ الْمَمْزُوجِ بِالْخُزَامِ وَإِدْمَانِ الرَّدَى

قُلْتُ: لِمَ كُلُّ هَذَا الْهَوَانِ؟

كَمَا أَشَاءُ أَخْتَارُ وُجُودًا يُؤْمِنُ بِأَفْكَارِ الْوُجُودِيِّينَ

قَالَ: لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلَّا مَضْمُونٌ شَرِسٌ

وَهَوًى طَافِحٌ

مُعَفَّرٌ بِنَشِيدِ الْإنْشَادِ 

وَأَجْمَلِ التَّصَوُّرَاتِ

الْحُزْنُ شَاهِدٌ

عَلَى النَّارِ وَالْغُبَارِ وَمَشَاكِلِي مَعَ الْبَنْكِ

يَا لَيْتَهُ يَفُكُّ مَغَالِيقَ الْفَنَاءِ…

وَإِذَا وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا

تَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ

شَجَرَةٌ مُنْفَرِدَةٌ

لَا تَأْبَهُ لِشَارَاتِ الْمُرُورِ فِي عَيْنِ أُنْثَى يُبَاغِتُهَا

رَجُلٌ عَمِيقٌ

يَقُولُ لَهَا سَرِيعًا:

وَدَاعًا

وَدَاعًا بِلَا شَفَقَةٍ

الْحُزْنُ طِفْلُ الْبَجَعِ الْأَوَّلِ

يُوقِعُ بِنَفْسِهِ فِي مَطَبِّ الرِّحْلَاتِ الطَّوِيلَةِ

الْحُزْنُ وَظِيفَةُ الْعُزْلَةِ عِنْدَ امْرَأَةٍ

يَرْشَحُ الْمُمْكِنُ مِنْ ثَدْيَيْهَا الْوَطَنِيَّيْنِ

الْحُزْنُ نَقِيٌّ

كَصِيَاحِ الدِّيكِ

يَكْتَرِثُ الْفَجْرُ بِهِ ثُمَّ هُوَ مَنْ يَفْتَحُ بَوَّابَةَ النَّهَارِ

الْحُزْنُ ضَيِّقٌ

لَا يَتَّسِعُ لِأُصْبُعَيْنِ

يَدْهَسُ بِدَمَوِيَّتِهِ كُلَّ حَسُّونٍ وَشَفَةٍ

لَا تَسَعُهُ السِّيمْفُونِيَّةُ التَّاسِعَةُ لِبِيتْهُوفِن

وَلَا أَغَانِي الْبَجَعِ عِنْدِ تَشَيْكُوفسْكِي

عِنْدَمَا يَبْلُغُ عِتِيًّا وَلَا يَجِدُ قَبْرًا

يَنَامُ فِي سَرِيرِ الْعَاشِقِينَ

وَيَصُوغُ مِنَ الْحُرُوفِ

هَدَايَا كَامِنَةً

كَآخِرِ إِجْرَاءٍ ضِدَّ الدُّنْيَا.