فرانسيس هالي: ثروات البلدان الاستوائية تستغل لفائدة شعوب المناطق المعتدلة.. هذا لا يتم باسم الاستعمار لكن المنطق لم يتغير
أثناء عرض مؤسسة كارتييه من أجل الفن المعاصر بعضًا من 24.000 لوحة مجسمة، شرح لنا عالم النبات فرانسيس هالي لماذا علينا أن نعيد النظر في كل مقولاتنا الفكرية من أجل الاقتراب من حياة النباتات. تكمن أصالة عالم النبات فرانسيس هالي، مؤلف كتاب «مديح النبتة» (1999م)، أو «المرافعة من أجل الشجرة» (2005م) في تقديم اقتراح مفاهيم جديدة بغية إدراك عالم النبات. هنا حوار مع هذا العالم حول عالم النبات وقضايا أخرى:
● أنت عالم نبات متخصّص في دراسة الغابات الأوّلية الاستوائية، لماذا؟
■ أولًا، السفر هو تقليد عائلي، أنا الأخير من سبعة إخوة وأخوات رحلوا تقريبًا كلهم في شبابهم. كانت لديّ رغبة في احتذاء نموذجهم، فضلًا عن ذلك تُعَدُّ المناطق الاستوائية مُغرية بالنّسبة لعالم النبات. إذا ما جمعت نبتة ما، فإنها تُفَهْرس، وسيدرسها على الأقل أربعون عالمًا بارزًا، إن هذا الانطباع حول الأرض المجهولة التي لم يكتشفها بعد الإنسان، مثير. كباحث شاب، كنت مرتبطًا بمكتب البحث العلمي والتقني لما وراء البحار، يسمى اليوم بمعهد البحث من أجل التنمية، الذي يشجع البعثات العلمية في منطقة غويانا الفرنسية وفي إفريقيا. وأخيرًا، سأغامر بإصدار حكم ذاتي… إن الغابات الاستوائية هي بالفعل أكثر جمالًا على مستوى التنوّع: الألوان، والعطور، والجمالية. أرى الأرض ككرة غنيّة (فاخرة) جدًّا وعدنية (من جنة عدن) على طول خط الإكوادور، ثم الثروة النباتية التي ستتقلص إذا صعدنا في خطوط العرض، لتتقلّص في مساحة أرضية منبسطة اقتلعت أشجارها ورمادية نحو الخليج الشمالي.
● هل النباتات مجهولة وغير محبوبة، إذا ما قارنّاها بالحيوانات؟
■ نشعر بذلك جيدًا على مستويات عدة، إذا أساء طفل ما إلى حيوان ما، فإنه يُوَبَّخ، أمّا إذا كسّر الأغصان فلا نقول له شيئًا. لقد خَلَقَ قتْل الأسد سيسيل من طرف صيادين مهربين سنة 2005م، قلقًا انفعاليًّا كونيًّا، ولكن، كل يوم، عشرات الملايين من هكتارات الغابة الاستوائية تختفي من دون ذرف دموع. وبعد ذلك، هناك المعجم: إذا قلت لشخص ما: إنّه «خضار» أو إنه في «وضعية نباتية»، فأنت بعيد من مدحِه إذا كنت «تزرع»، هذا يعني أنّك فاشل. إنّ ميل إعطاء الامتياز للحيوان يعود إلى أرسطو والسلطة التي مارستها أعماله خلال عدّة قرون. فقد ميز بين ثلاثة أنواع من الروح، بنظام تراتبي متنامٍ: الروح النباتية (الأعشاب)، والروح الحسّاسة (الحيوانات)، والروح الفكرية (الإنسان). لقد كان أرسطو مولعًا بعلم الحيوان، ولهذا الغرض كتب هذه المجلّدات الضخمة أجزاء الحيوانات. أما النباتات فهي لم تكن لها تلك الأهمية في نظره، إلّا في الوقت الذي تتوفر فيه على فضائل ذات طبيعة طِبِّيَّة. ومرَّ أكثر من ألفي سنة بعد ذلك، ولم نستطع أن نهزم هذه الأحكام المسبقة.
● ألم تحاولوا أنتم شخصيًّا التفكير في وجود «ذكاء» خاص بالنباتات؟
■ بلا شك، ولكن بشرط إعادة تعريف مفهوم الذكاء. لقد كتبت مقدّمة لبحث قام به أنثروبولوجي كندي، هو جيريمي ناربي؛ إذ كانت لي معه نقاشات مثمرة بخصوص هذا الموضوع. اكتشفت بمقارنة التعريفات المألوفة للذكاء، أن هذا الأخير ينهض على ثلاثة معايير: أن يكون لك مخ، وأن تكون لديك لغة سماعية، وأن تكون لديك إمكانية التنقّل. وفي هذه القضيّة، يعدّ الإنسان مؤلف هذه التعريفات هو شيء ما قاض وجزء من القضية! مع جيريمي ناربي، لقد حاولنا خلق كلمة جديدة، ولكننا رأينا أنه من الملائم الحفاظ على مصطلح ذكاء النباتات بهذا التعريف: «مهما كان الأمر، يُعَدُّ الكائن الحي ذكيًّا… يُعَبر الذكاء عن نفسه في ظروف صعبة، مثلا تلك الظروف المتعلقة بالوسط الطبيعي».
ذاكرة النباتات
● هل تستجيب النباتات لمعاييركم في التعلم والحفظ في الذاكرة؟
■ تتوالد الأمثلة ! خذوا مثلًا زهرة الآلام -وهي نبتة من دالية متعرّشة صغيرة تحتاج إلى سند كي تنمو- وخيزران ثابت. ضعوا الخيزران على بعد أمتار من زهرة الآلام. هذه الأخيرة سترسل أجزاءها (عطفاتها) اللّولبية نحو قصب الخيزران كي تَلْتفّ عليه. فقط قبل أن تصل إلى قصب الخيزران قوموا بتحريك هذا الأخير بخمسة سنتيمترات عن يمين قصب الخيزران. وهو ما يبيّن أنّها قادرة على الاستباق.
● ستقولون بأن النبتة تمتلك كذلك ذاكرة؟
■ الحواسّ هي نباتات تلتفّ فيها الأوراقُ عندما نلمسها. ضعوها في بيوتكم مع إنارة جيّدة، ستكبر لكن دون أن تكون معرّضة للمطر، أخرجوها إلى الشرفة، لتتلقّى أول انهمار المطر عليها. إنّ هذه الوخزات غير المعروفة تجعل النبتة متوتّرة، تطوي أوراقها. ولكن شيئًا فشيئًا، عندما تدرك الحواس أن المطر مفيد، فإنّها تتوقف عن الانكماش. بمجرد ما تفهم ذلك، أدْخلُوها إلى داخل بيوتكم خلال عدة سنوات. وبالفعل، في اليوم الذي تُخْرِجون النبتة حيث ستتلقّى المطر من جديد، فلن تنكمش على نفسها! ومع ذلك فإن الأوْراق الأوّلية ستكون ميّتة منذ مدّة. لقد أنجزنا تطورًا كبيرًا، ولكن علم النبات ما زال علمًا مجهولًا وهو في كامل ازدهاره، تُعَدُّ الأسئلة فيه أكثر عددًا من الأجوبة!
● اقتضت خطوتكم المنهجية مقارنة الحيوان والنبتة، بُغية نحت مقولات نوعية تسمح بفهم هذه الأخيرة. إن هذه المقارنة ممكنة لأن الحيوانات والنباتات لها سلالة مشتركة.
■ كلّ الكائنات الحية تقتسم مشترك تكوُّنِها من خلايا؛ في كل خليّة رجل، حيوان أو نبتة ما، توجد نواة، بشيفرة تكوينية متضمّنة في الخلايا الجذعية. انفصل خلال التطور الحيوان والنبات بعضهما عن بعض منذ ما يقارب 700 مليون سنة. وبالتالي، فما أدهش كثيرًا أرسطو هو أن النباتات قد جاءت فعلًا بعد الحيوانات.
● يعارض ذلك أيضًا تجربتنا، ما دامت الأبقار في حاجة للعشب من أجل الأكل.
■ نعم، ولكن العناصر البيولوجية التي تشكل الجسد الحي كانت بَحْرِية وتتغذّى على البكتيريات، أما الأعشاب فقد جاءت فيما بعد. إنّ الاختلاف الأوليّ مشدود إلى الطريقة التي يحصل بها كل من الحيوانات والنباتات على الطاقة الضرورية للحياة. يأكل الحيوان وجبته الغذائية؛ إذ تدخل الطاقة في بنيته الجسمانية بواسطة خلايا أمعائه، عابرة مخترقة بالتالي مساحة داخلية. تحصل النبتة هي بدورها على الطاقة بواسطة التركيب الضوئي، وهي عملية تجري على سطحها الخارجي، خذوا حيوانًا ستغيّرون تمامًا رأيكم: ستحصلون على نبتة.
● لإدراك النباتات علينا أن نتخلّص من مفهوم برهنتم به على أنّه كان مرتبطًا بالحيوانات، مفهومًا متعلّقًا بالفرد.
■ يفترض مفهوم الفرد عندما يطبق على الكائن الحي، أن تكون لكلِّ هذه الخلايا الجينة نفسها، وأنه لا يمكن أن نقطع جسدنا إلى قطعتين اثنتين من دون أن نقتله. لا وجود لمعايير مقنعة في حالة النباتات. يمكنكم مع قليل من الوقت ومقصٍّ لِجَزِّ العشب يكون جيدًا، خلق الآلاف من النباتات انطلاقًا من نبتة واحدة. إنه «الاستنساخ». تخفي هذه القابلية للتجزيء ظاهرة أخرى، وهي المكتشفة مؤخرًا: النباتات، والأشجار بشكل خاص، لها دائمًا عدّة جينات، من أجل فهمها يجب إدخال مفهوم ظهر في السبعينيات 1970م من القرن العشرين: التكرار. إن للشجرة برنامجًا وراثيًّا للنموّ والتطوّر، ما دام أنّها لم تعبّر عنه إلا مرّة واحدة، إنها مُوَحَّدة ، غير مستعمرة. ولكن في الغالبية الهائلة للحالات، يوجد هناك تكرار.
نباتات خالدة
● إذا كان الموت حتميًّا للحيوانات، فإنكم تقولون بأن بعض النباتات يمكن أن تكون خالدة.
■ للحيوان عدة أعضاء بعضها حيوي – القلب أو المخ. ليس للنبتة الواحدة إلّا ثلاثة أعضاء -الجذر، والساق، والورقة-. لا واحد فيها حيوي. يمكن للحيوان أن يهرب إذا تعرّض للهجوم، أما بالنّسبة للنبتة، أي من هذه الإستراتيجية مستحيل وروده، والبقاء على قيد الحياة سيستعير طرقًا أخرى. أعضاؤها تتوقف عن المضاعفة والنمو خلال مسار حياتها: لا تتوقف الشجرة عن النموّ والارتفاع، يمكن لها أن تمتلك مئات الآلاف من الأوراق! يمكنكم أن تنزعوا منها غصنًا، وهذا لن يميتها. عند الشجرة، الجثّة ليست ضمن بقايا نصل إليها عندما تكون السيرورة الحيوية قد انتهت؛ على العكس من ذلك فيها يُعَدُّ الحي قشرة الموت. إن الطبقة الخارجية للجذع مشبعة بنسخ، ولكن، في الداخل، لا توجد إلا أنسجة المنتجات الخشبية للغابات، جافة وجامدة. بل يحدث أن قلب الشجرة يتعفّن، يصبح مقعّرًا، ولكن هذا لا يُعَدُّ فقرًا، ارتباطًا بظاهرة التكرار، يفسر ذلك أن النبتة يمكن أن تكون خالدة. فلتذهبوا إلى جنوب لندن، وبالضبط إلى الحدائق النباتية الملكية لكيو: توجد هناك أرضية بسنديانة بموقع في الوسط، مضاءة من كل الجهات، أغصانها لشدّ ما كبرت لتصل إلى ملامسة الأرض، وتجذرت فيها، لقد كانت هناك تكرارات مضاعفة ليس لهذا الأمر أي سبب يبرّر التوقّف ما دامت الظروف جيّدة. وعلة ذلك أن الأمر يتعلق بنبتة مستعمرة coloniaire،
يجب ألَّا تدرك كفرد.
● لقد لاحظنا مؤخرًا أن النباتات بصفة عامة والأشجار بصفة خاصة تتبادل المعلومات.
■ التواصل عند النباتات بإذاعة انبعاثات من الروائح أو جزئيات (ذرات) متطايرة. إنّ رائحة التفاح أو الكرز هو تواصل موجّه نحو الحشرات والطيور: «تعالوا هنا وسيكون لديكم ما تأكلونه!»، أما أشكال أخرى من التواصل فهي أقل بديهية. إن المنطقة التي تقع بالقرب من فالنسيا في إسبانيا غالبًا ما تخربها الحرائق في الصيف، ولكن رجال الإطفاء أدركوا أن أشجار السرو لا تحترق. لقد درس العلماء مؤخرًا الظاهرة وبرهنوا على أن الحرارة التي تكون حول شجرة السرو تصل إلى 60c، وهذه الأخيرة ترسل إلى الغلاف الجوي كل ما تحتويه من وقود زيت التربين، التولوين (مركب كيميائي) والكحول… بمجرد أن أخرجت هذه المركبات الكيميائية الهيدروكربونية لم تعد شجرة السرو إلا كيس ماء، لا يمكن أن يحترق أما عندما تتلقى أشجار السرو المجاورة هذه الإشارات حتى قبل أن تشتم الحرارة، فإنها تخرج بدورها الغاز أي تعدم بقايا المركّبات الهيدروكربونية.
الحياة السرية للأشجار
● تواصلات أخرى تنجز عن طريق التحت-الأرضي.
■ نعم، منذ سنوات عدة برهن العلماء على الدور الذي لعبته بعض الفطريات تحت-أرضية التي تشكل شبكات رابطة بين جذور الأشجار البعيدة. وبالتالي توجد فطريات تعيش في انسجام تام مع عدد كثير من الأشجار، حيث الجذامير تتمدّد على مساحة عدة هكتارات، وتتيح بذلك القيام بإرسالات. تشهد على تمظهرات مدهشة من التضامن كما فسر ذلك كتاب «الحياة السريّة للأشجار»، نقصه الوحيد هو التجسيم (إسناد خصائص أساسية لكائنات حية، ولموضوعات أو ظواهر أو أفكار). ظاهرة أخرى: للأشجار قدرة على تمييز أطفالها! في سلم النمو ذي العلاقة بالجذور الخاصّة بشجرة الزان، التي تتقاطع مع مجموعة من الأشجار الخشبية الصغيرة للزّان وهي في طور النموّ، تقوم الشجرة بالتمييز بين جماعتها، وبين من ولدت من بذور سقطت من أعلى قمتها، والأخرى. لا تدخل شجرة الزان أبدًا في منافسة مع أطفالها: جذورها تتباعد مع أطفال الأخرى، ولنقل: إنها أكثر تحرّرًا.
● هذا يفكرني بظاهرة كتبتم عنها اسمها «خجل الأشجار».
■ على مستوى «الظلة» فتيجان أوراق الأشجار مثل شجرة كافور جزيرة بورنيو (ثالث أكبر جزيرة في العالم وأكبر جزيرة في آسيا تقع في أرخبيل المالايو في مجموعة إندونيسيا ماليزيا بروناي)، تتباعد، وهي تترك عفويًّا فيما بينها فتحات (فجوات) من الخجل. لقد فسر لي زملاء أستراليون أن الأمر يتعلق بظاهرة التقشر على مستوى الأغصان، فقط، عندما نرتفع على مستوى الظلة، لا نجد أيّة علامة للتقشّر (أو الكشط). نلاحظ أن الأشجار تتوقف عن النمو كي لا تتعدى حدود جوارها من الأشجار. نعرف من جهة أخرى أنه لا يوجد أي تبادل للجزئيات على هذا المستوى. لقد اقترحت فرقة إيطالية مؤخرًا أن السيقان وهي تنمو، فإنها تصدر أصواتًا تُعَدُّ خافتةً بالنسبة للإنسان، وأن تنظيمها يمكن أن يكون بواسطة ذبذبات جهورية، إن هذه الفرضية التي لم يُتَحَقّقْ منها بعد، ستجدّد تاريخ خجل الأشجار.
● تحبون أن تسبحوا ضد التيار، في كتابكم «عالم دون فصل الشتاء: المناطق الاستوائية الطبيعة والمجتمع» (seuil 1993)، تمدحون المناطق الاستوائية وتنتقدون المناطق المعتدلة.
■ نعم، في الأدب أو في السينما -التفكير في رواية «سفر في أقصى الليل» أو فِلْم «القيامة الآن»- توصف في غالب الأحيان المناطق الاستوائية كـ«جهنم خضراء» بواسطة الحرارة، الرطوبة، الحشرات… ومناطق غير صحّية حيث تعيش فيها شعوب كسولة وفاسدة. ولكن من وجهة نظري تُعَدُّ المناطق الاستوائية فيها هي الأجمل؛ إذ لا يعرفها إلا قلّة من النّاس على كوكبنا! لديّ صلات دقيقة بـ«السيكولوجيا الاستوائية» التي أعارضها عن طيب خاطر بـ«سيكولوجيا المناطق المعتدلة». في نظري، إحدى أكبر هذه المعارضات لها علاقة بالزمن في المناطق المعتدلة، هناك دورة الفصول. أما في المناطق الاستوائية، تغرب الشمس وتشرق تقريبًا في الساعة نفسها خلال السنة بأكملها، إنّ الحرارة والرطوبة ثابتتان، ولهذا السبب يعيش الناس المعتدلون في «زمن خطّي»، ويشعرون أنّهم مجبرون على الاستباق، والقيام بالتموين، وإنجاز البرامج بينما على مقربة من بلد الإكوادور، لا يكون للاستباق أيّ معنى. فقط هناك «زمن منعطف» واسع، ثابت. ولا يوجد أجمل من الانفكاك من شرط الزمن الخطي؛ لعقد تناغم مع هذا الزمن المنعطف.
● يُضَمّ مشروعكم هنا إلى خانة الالتزام السياسي.
■ رغم أنّ البلدان الاستوائية تمتلك ثروات غنية في المواد الأوّلية، فإنّ الشعوب المحلية تعيش حالة البؤس، فتستغلّ لفائدة شعوب المناطق المعتدلة. وهذا لن يحمل اسم الاستعمار، ولكن المنطق لم يتغيّر.
● أين نحن من الغابات البدائية للمناطق الاستوائية؟ إلى أي حد تُعَدّ مهددة؟
■ أن نحكم بالذهاب لرؤيتها بلا تأخر! حتى لو تطوّر الوعي البيئي، فإنّه لا يتوفّر على حجج قويّة جدًّا ليعارض الاستغلال الاقتصادي. إنّ الغابات الأولية تهدم من أجل إنتاج زيت النخيل والبنزين السريع الاشتعال للأخشاب النادرة. إنّه المال السهل. تستحق هذه الغابات سرعة قياسية ستجعلها تختفي من هنا بحلول سنة 2030م. في بولونيا، الغابة الوحيدة البدائية للقارة العجوز دُمِّرَتْ بمباركة الحكومة المحافظة جدًّا. لقد أنشأت بمعيّة جماعة صغيرة من الأصدقاء جمعية كي نقترح إعادة خلق غابة بدائية في أوربا الغربية.
● كم من الوقت يجب علينا استغراقه لتشييد غابة بدائية؟
■ بين خمسة قرون أو ستة قرون! يبدو هذا طويلًا، وهذا يستحق كل هذا العناء.
المصدر: مجلة الفلسفة عدد 132 سبتمبر 2019م، ص 73-77.