قصص قصيرة جدًّا
أم اللجة
ترتفع أصوات في كل مكان، الضجيج يترجم ردات فعلي كمن يحاول تفادي ضربات غير مرئية.. آخذ العقال، أنسى المفتاح أحملهما، فأترك حقيبة اليد، أتأبطها فيسقط العقال، ألتقطه لأشيع باب المنزل، فأراه مفتوحًا ولم أقفله.. أقفل الباب، أحمل الأغراض وأرميها على المقعد المجاور، أحرك سيارتي… لحظة لحظة. أستوقف نفسي. إلى أين ذاهب أنا وبهذه العجلة؟ أنظر في مرآة السيارة فأجد بقايا طعام حول فمي.. أنظفه بكمي فيتسخ. آخذ المنديل وأقوم بتنظيف البقع، فينكب الماء على ملابسي… تذكرت التذاكر، نعم التذاكر… على جهاز التلفاز والجواز… أين الجواز؟ بصوت عالٍ… كأنني أخاطب رديفًا غير مرئي.
وخرجت مباغتًا نفسي محلقًا كطير للمنزل.. أحمل آخر متعلقاتي. أتوجه للسيارة فلا أجدها، وكثير من الغبار المثار. كيف أتوجه ببلاغ للشرطة وأنا في لجة الوقت المعروفة لديهم.
يالله يالله، تذكرت أن سيارتي في الصيانة منذ شهر.
ثقة… دايت
أحيانًا يرى هذا الرجل أن الحياة توقفت عنده وأن عليه صنع كل شيء؛ النظام، والنوم، والفرح، وخصوبة السماء، ودوران الأرض، والجوالات، وكل تطبيقات التواصل. تدق التاسعة في المنزل، تمرر صينية فاخرة على سكانه، يبدأ بالبنات، توضع كل الجوالات بعد إطفائها في الصحن الفاخر.
يتلكأ أكثر الأولاد اهتمامًا بالسنابات، لكنه في آخر الأمر يضعه كبقية إخوته الأصغر سنًّا وأخته الكبرى في الصحن الفاخر الآخر… تمت المهمة الليلية كما العسس. وفي مخيلتهم تلك اللحظة… التي سيخونون فيها الصرامة باقتدار وبلا وجل. وربما بتفانٍ أكبر.
أو كما قال
يقول النجار: سأجد صفقة مربحة من الخشب.
يقول المغني: سأجد ذاك اللحن يومًا ما.
يقول الفقير: سيتغير الحال بالتأكيد قريبًا.
يقول الطالب: النجاح صديقي.
يقول المحب: … ستحضر.
يقول الطبيب: سيختفي الوباء.
يقول المقامر: أحدنا لن يستغني عن الآخر.
ها هم منشور ونعلي حبل ضوء
كلما خفتت خفتوا.
سأقرؤهم بتعقل
لا حقيقة سوى موطئ قدميك.