التهاب تنفسي لرئة حرة
مسكينٌ أيّها الموت
لستَ سوى حارسٍ صغيرٍ للغيبِ الهائل
لن يروّض خيولَك أحدٌ
لن يشحذ مناجلَك ابنٌ ضالٌّ
لن يتذكّر صريرَ أسنانِكَ سوى الأحياءِ المقهورين.
أنتَ، حيثُ أنتَ، على عتبةِ النهايةِ
لصٌّ تسرقُ المعتلينَ
تفتّش عن القيامةِ في أنفاسِ الليل
تتمنّى لو أنك تسألهم: «ماذا فعلوا؟».
مسكينٌ، أيها الموت.
لا ذنبَ لكَ سوى أنك –مثلنا- جئتَ موتًا بالصدفة!
لم يختبرْك أو يخيّرْك أحدٌ قبلَ أن يدسّك في خاصرةِ الكون.
وجدناك، فحملناك في قلوبِنا،
مثلَ لقيطٍ في شارعٍ معتمٍ آخرَ اللّيل
كنّا لكَ بيتًا
كنتَ لنا المنفى
ثمّ كانَ قَدَرُكَ أن تغدرَ بنا.
هكذا..
كلّما ضاقَ جسدي على دمي
أهجس بالجدران..
أفترض:
أن الموتَ وهمُ الأبدية
أن اليدَ التي أيقظتني ستأخذني إلى الهاوية
أن روحي متاهةٌ غادرة
وأنني على ما يرام
لولا أنّ صوتَ الحربِ تتسلّق نافذتي.
أتمنّى لو أني أموت وأنا بمزاج عالٍ
سيكون جميلًا، لو كان ممطرًا، باردًا قليلًا
لا بأس أن يرشدني الموتُ بعلامة قبلها
كأن يطفئ أنوار الشمس
أو تكلمني قطة في حيّنا العتيق
أو يتجمّد المشهد الكوني مثل فِلْمٍ سينمائيّ.
أريد أن يتسنّى لي تقديم عبارة أخيرة إلى الحياة،
سأرغب في أن أبادلها قبل ذهابي -مثل أي سائح- الذكريات.
ربما نأخذ سيلفي مع بعضنا أيضًا.