الخوف من الأوبئة وبناء الغرب الحديث

الخوف من الأوبئة وبناء الغرب الحديث

في كتابه الخوف في الغرب، يستكشف المؤرخ جون دوليمو مخاوف المجتمعات الأوربية في الحقبة ما بين القرن الرابع عشر والقرن الثامن عشر. ولا سيما الخوف من الأوبئة الذي شاع على نطاق واسع بعد الطاعون الأسود، وترك أثرًا غائرًا في النفس والثقافة الغربيتين. في عام ١٩١٤م أكد العالم الإيطالي موراتوري، صاحب أطروحة عن كيفية أن تحكم نفسك في زمن الوباء، أن :«الشعور بالخوف والذعر والاكتئاب، هم أيضًا طاعون؛ لأنهم يبددون تفاؤلنا ويجعلون الحالة المزاجية لقطاعات عريضة من الناس اكثر استعدادًا لتقبل السم القادم من بعيد وبطريقة ما يتجرعونه ويتملك منهم».

وتجاوزًا للاستشهاد بالمفاهيم الطبية في هذا الوقت، التي ترى في الكآبة واحدة من عوامل الإصابة بالطاعون، فإن هذا المصدر يكشف عن الهوس الذي جعل الفكر الغربي يخوض، من القرن الرابع عشر إلى القرن الثامن عشر، في دراسة الخوف، وتشريحه، وتصويره. وطبقًا لكلام جون دوليمو، فإن أوربا العصر الحديث قد اتسمت بخوف حقيقي من الخوف. هكذا يعقب المؤرخ، في كتابه الخوف في الغرب (ما بين القرنين الرابع عشر والثامن عشر). مدينة محاصرة، هذا «تزايد الخوف في الغرب في فجر العصور الحديثة».

بكل تأكيد، يتميز أي مجتمع بالخوف، بل يمكن أن نقول بأنه مؤسس على الخوف. بعض الخوف يكون شائعًا ويشكل بهذا مرجعًا اجتماعيًّا يتقاسمه الجميع. من خوف الليل إلى خوف البحر، مرورًا بخوف الجار أو الغريب، فإن «حالات الخوف من أكبر عدد ممكن» التي يتصف بها إنسان العصور الوسطى هي في الواقع مشابهة لحالات من مجتمعات أخرى سواء كانت غربية أم لا. هنا يصير دوليمو عالم اجتماع ويكشف، فيما وراء المظاهر العرضية، عما يأتي من خيالات وآليات التفكير المشتركة بين العديد من الحضارات. وهكذا فإن الخوف من الابتكار الذي تتشارك فيه البلاد الكاثوليكية، خلافًا للأفكار المبتذلة الراسخة للبروتستانت، يجب أن ينظر له كضمانة لحماية المجتمع. إن الخوف من الشرور، ولا سيما عقدة الرباط، التي من خلالها يمكن لجار شرير أن يجعل الأزواج عقيمين أو فاقدي القوة، يجب أن ينظر إليه على أنه الشق المناظر لإصرار مجتمعات النظام القديم على الخصوبة ودوام الأجيال.

إن الانتشار المخيف للأشباح العائدين، على سبيل المثال، في أثناء موجة ظهور مصاصي الدماء في نهاية القرن السابع عشر في المجر، في سيليزيا، في بوهيميا، في مورافيا، في بولندا واليونان، لا يميز المجتمعات الغربية عن المجتمعات التقليدية الأخرى، الروحانية، التي تكون فيها الاتصالات ما بين الأحياء والأموات، شائعة، وتسمح بالتأكيد على ترسيخ الماضي وبربط الأجيال كذلك. هوس الطاعون لو أن تلك الحالات من الخوف العام هي الأساس لعدة مجتمعات، فإن الغرب يعرض، بداية من القرن الرابع عشر، مسارًا خاصًّا به، يتسم بـ«مناخ الخوف».

انهيار نفسي عميق

وتجاوزًا للخوف الوحيد، الذي هو الخشية من شيء معلوم الهوية، فإن أوربا أواخر العصور الوسطى قد تميزت في الواقع، حسبما يعتقد دوليمو، بـ«الاكتئاب»، أي خشية دون وجود لشيء حقيقي، فقط حالة مزاجية ومناخ ينتشر ويتعمق في المسيحية بأكملها: «إن تراكم الضربات التي تعرض لها سكان الغرب من عام ١٣٤٨م إلي بداية القرن السابع عشر قد خلقت، في الجسد الاجتماعي من أعلاه إلى أسفله، انهيارًا نفسيًّا عميقًا تشهد عليه كل لغات العصرـ كلمات وصور».

إنه على وجه التحديد هذا «المزيج من الخوف» الذي من خلاله «تستشعر حضارة ما بأنها «مأزومة» وهو ما يسمى بـ«الخوف» كما يقترح دوليمو. بيد أن المؤرخ هنا يشير بأصابع الاتهام في وجود جزء كبير من هذا الخوف إلى الطاعون الأسود (١٣٤٨ ـ ١٣٥١م) وتوابعه المستنسخة، مثل طاعون فينيسيا وميلانو ١٦٣٠م، وطاعون لندن ١٦٦٥م، وأيضًا طاعون مارسيليا ١٧٢٠م. كانت الأوبئة ما بين عامي ١٣٤٨م إلى ١٧٢٠م تمثل تهديدًا مستمرًّا للمدن الأوربية. فطبقًا للمصادر، لو أن الطاعون قد بدا أنه اختفى من أوربا منذ القرن التاسع، فإنه أصبح متكررًا من جديد على مشارف العصور الحديثة. ما بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر، يظهر الطاعون في مدينة أوروية كل سنة على الأقل. في فرنسا على سبيل المثال، نحصي تفشّيًا للوباء كل عشر سنوات ما بين ١٣٤٧م و١٥٣٦م، ثم طاعون كل ١١.٦ سنة ما بين ١٥٣٦م و١٦٧٠م.

إنه من المؤسف أن تكون هناك فاجعة في كل مرة. فقد قضى الطاعون الأسود منتصف القرن الرابع عشر، طبقًا لما قاله الصحفي جون فرواسار، على «الجزء الثالث من العالم». خلال هذه الحقبة، فقدت إنجلترا ٤٠% من سكانها. وفقدت فلورنسا من دون شك ٣٠% من سكانها، في حين أن ألبي وكاستريس رأوا نصف سكانها موتى. وصل هذا الرقم حتى إلى ٧٠% في مدينة هامبورج. ولم تكن الأوبئة اللاحقة أقل دموية. كذلك في عام ١٧٢٠م، فقدتْ مرسيليا نحو نصف سكانها. ولكن الطاعون يضرب بقوة خاصة من خلال وتيرته المتسارعة. هكذا يشير رجل الدين الدرويش والمؤرخ الباريسي جون دي فينيت بأن الأشخاص الذين أصيبوا «كانوا مرضى يومين فقط أو ثلاثة ثم ماتوا سريعًا، وكان الجسد تقريبًا بصحة جيدة. الذي كان بصحة جيدة اليوم، يموت في الغد ويدفن».

تُصوِّر المصادرُ المأساة غير المعقولة التي تسبب فيها الطاعون: في الشوارع تتكدس «أجساد مريعة، بعضها منتفخ وأسود مثل الفحم، بعض آخر منتفخ أيضًا، أزرق، وبنفسجي وأصفر، تخرج من جميعها رائحة عفنة ويبدو عليها الإعياء، ونرى أثر الدماء الفاسدة». امتلأت المدينة بالبكاء، الصراخ والنحيب. الخنادق تجد صعوبة لاستقبال عربات الموتى لمحاولة دفنهم بشكل جماعي. الذين يحتضرون يموتون في الشوارع أو أحيانًا يختلطون مع الموتى ويوضعون في العربات. أناس لا نعلم إنْ كانوا مرضى أم لا، يتجولون وحدهم أو في مجموعة في بحث عن أطعمة نادر وجودها للغاية. المراقبون، المذهولون، يوضحون أن الموت يحدث بصرف النظر عن الجنس، أو الحالة الاجتماعية أو الأحقية، حتى لو دوَّنوا أيضًا أن المناطق الشعبية هي الأكثر عرضة للإصابة. وبالتالي، يكون من السهل الاتفاق مع دوليمو حول حقيقة أن «الطاعون (…) كان، حتى بالنسبة للباقين على قيد الحياة، صدمةً نفسيةً عميقةً.

1
تفكك المجتمع

لكن الأفراد ليسوا الضحايا الوحيدين للطاعون. المجتمع برمته اختلت هياكله بشدة من أثر ظواهر الأوبئة. لهذا السبب، عند ظهور الحالات الأولى، تفضل السلطات أن تكون عمياء عن رؤية الخطر. الأطباء الذين استُدعُوا، يريدون طمأنة أنفسهم باطمئنانهم على السكان، يظهرون بشكل عام في بادئ الأمر « ليس المقصود الحديث عن الطاعون بشكل خاص». هكذا يقولها دوليمو: «لتسمية الشر، كان من شأنه أن يجذب ويمزق آخر حصن يحتويه» ثم، عندما لا يمكن إنكار البرهان، يستولي الذعر على المدينة. الأغنياء، الذين هم أول ناس يهربون، يتبعون الجماهير، وهو ما يؤدي إلى ارتكاب الحماقات الجمعية.

الهاربون يتدافعون، يسرعون على أبواب ستغلق عما قريب بصفة نهائية. وُضِعت المدينة إذًا في الحجر الصحي وأحيانًا تكون محاطة بفرق تتحقق من عدم خروج أي شيء أو شخص منها. الأطر الاجتماعية والعائلية الاعتيادية قد ألغيت: «انعدام الأمن لا يولد فقط في وجود المرض، ولكن أيضًا تفكك بنية العناصر التي تتألف منها البيئة اليومية. كل شيء مختلف تمامًا. المدينة، مهجورة وصامتة، نرى قلة قلية من المارّة تتجول في الشوارع الخاوية. تُنهَبُ البيوت أو الجثث عن طريق قطاع الطرق المتشردين. صحيح أن السلطات من الآن فصاعدًا معلقة، فالقضاة هربوا أو اختبؤوا في سكناتهم. كل المباني، المتاجر، المحلات، بل الكنائس مغلقة. بدون الحضور المنظور المطمئن للسلطات السياسية أو الكنسية، يتصرف الناس بأنفسهم تجاه أنفسهم، فهم مضطرون لأن يبتعدوا بعضهم من بعض خوفًا من العدوى. يغلقون النوافذ ويتجنبون النزول في الشارع. ورغم ذلك فالسكان يضطرون لأخذ احتياطاتهم نظرًا لنقص الأغذية.

تفادي المرضى بقوة المسدس

هكذا، في أثناء طاعون ميلانو ١٦٣٠م، كان الناس لديهم الجرأة على الخروج مزودين بمسدس كي يبقوا بمنأى عن أي شخص محتمل أن يكون معديًا. تُغلَقُ أو تُسَدُّ أبواب المنازل التي يشتبه في إصابة ساكنيها، فيُحكَم على عائلات بأكملها بموت بطيء ومؤلم. دانيل ديفويه، في قصته عن الطاعون اللندني عام ١٦٦٥م، يلفت الانتباه بقوة إلى «نقص الاتصال بين الناس». الأزواج يبتعد بعضهم من بعض، الآباء يهجرون أبناءهم، يُترَك المرضى يموتون في عزلة لو لم يُلْقَوْا بكل سهولة من خلال النافذة. يرفض القساوسة منح المسح بالماء المقدس للغفران، والسماح للمحتضر أن يواجه الموت بطمأنينة.

هكذا، كما يقول دوليمو، ينتج الطاعون «ظروفًا لا يمكن تحملها من الرعب والفوضى والتخلي عن العادات المتجذرة بعمق في اللاوعي الجماعي». إن المجتمع بأسره يتفكك ويذوب في زمن الطاعون. ليس من المستغرب أن نرى في مثل هذه الظروف، ظهور سلوكيات غير منطقية ناتجة عن الانهيار النفسي العام. بعضٌ يهرب إلى الشرب والفجور، حتى الموت، لتكوين وهم التمتع في الأيام الأخيرة مما يتبقى من حياتهم. على العكس من ذلك، يتكدس بعض آخر في المسيرات رغم خطورة انتشار المرض بهذا الشكل. مرضى، غيورون من رؤية الآخرين بصحة جيدة، يطوفون الشوارع لكي يصيبوا المارّة بالعدوى، بينما يقوم الرجال الأصحاء بتعذيب شخص مريض، وتحميله المسؤلية عن الطاعون. ممرضات يلعبن القفزة مع الجثث.

ديفويه، في يومياته عن الطاعون، ينقل لنا حالة رجل يرقص عاريا في الشوارع. زمن الطاعون هو وباء الجنون حتى أكثر من المرض. الغرب الحديث: «مدينة محاصرة» ليس هناك أدنى شك في أن الأوبئة كان لها تأثير كبير في الثقافة والمجتمع الأوربيين. وتذوقنا للوحة الماكابر هي إحدى النتائج المترتبة على ذلك. «رغم الواقع السقيم يبذل الفنانون قصارى جهدهم لترجمة شخصية الطاعون المريعة والكابوس الحي الذي عاشه المعاصرون»، يدوِّن دوليمو. إن لوحة الماكابر عن الرقصات المروعة، التي كان نجاحها سمة مميزة في الفن الغربي من القرن الرابع عشر إلى القرن الثامن عشر، قد ولد هذا النجاح تحديدًا غداة الطاعون الأسود. تولي اللوحات الفنية اهتمامًا بأقل تفاصيل المرض، تقوم بشبه تشريح للمصابين بالطاعون. بالنسبة لدوليمو، فإن هذا «الاستدعاء للعنف، للمعاناة، للسادية، للخرف، والترويع» يجب أن يفسر على أنه «تعويذة حقيقية لطرد البلاء (…) أمام خوف تحول إلى كآبة».

شعور عام بالخوف بلا سبب

بالنسبة للمؤرخ، فإن الأوبئة، إلى جانب أسباب أخرى مثل الانقسام الديني على أثر الانشقاق الكبير عن الكنيسة ثم الإصلاح، المجاعات، الانتفاضات أو التقدم التركي، تساهم في تفسير نقطة التحول في المجتمعات الغربية، التي أصابتها الكآبة بقوة، ما بين القرنين الربع عشر والثامن عشر. الكآبة، ذلك الشعور العام بالخوف من دون سبب، يهدد بتقويض أسس المجتمع إذا لم يُعَدْ توجيهُه صوب شيء محدد. كذلك، فإن الجهد الذي بذلته السلطات، سواء المدنية منها أو الكنسية، كان في تسمية العدو: ما هو أكثر من الأوبئة، الخوف من عمل الشيطان، الذي يظهر في أشكال عدة: الأتراك، اليهود، الهراطقة، المشعوذون. إن اختراع العدو يسمح بتحويل الكآبة إلى خوف وإعادة صياغة المجتمع حول كبش فداء، كما أظهر المؤرخ والفيلسوف رينيه جيرار.

ومن المثير للاهتمام أن ندرك أن محاكمات السحرة بدأت على وجه الدقة في الحقبة المضطربة من الانقسامات العقائدية والأوبئة. من ناحية أخرى، تقترن لاهوتية الخطاب الثقافي بتنصير السلوك التأديبي. يجري تنفيذ مشروع واسع من التوافق الديني من جانب الإصلاح البروتستانتي كما هي الحال من جانب الإصلاح الكاثوليكي الطقسي. تجري محاربة الرقص، ألعاب الحظ، والسلوكيات التي تُعَدّ احتفالية أو وثنية الطابع، يجري استنكار الغياب عن القداس أو عن التعبد وكذلك استنكار السلوكيات الهامشية أو شديدة الانحراف. هكذا تكونت ثقافة «المدينة المحاصرة» بين منتصف القرن الرابع عشر ومنتصف القرن السابع عشر: عرف المجتمع نفسه من خلال توافقه كما هو معارض للآخر، حيث كان ينظر إليه على أنه عدو خارجي (الأتراك، اليهود) أو داخلي (الهرطقة، الشعوذة).

لو أن الأمر يبدو قمعيًّا، فإن مثل هذه «العقلية الذهنية» كانت تتحرر بالفعل، حيث إنها تسمح بـ«استبدال الخوف اللاهوتي بالكآبة القاسية الجمعية الناجمة عن الضغوطات المتراكمة». وفي إطار تسمية العدو بشكل لاهوتي، تتشكل مسيحية عسكرية، وتستقر معايير الأعراف والسلوكيات فيمكن للمجتمع الغربي أن يهزم كآباته، «إنه مرض الحضارة الذي خرج منه منتصرًا في نهاية المطاف» تقريبًا وسط القرن السابع عشر. ماذا نستنتج من هذا لعصرنا؟ بالمناسبة، لم يستطع دوليمو، أن يوازن هذا المجتمع الكئيب من بداية العصور الحديثة مع عصرنا الحالي. هو يصف بجدية ودقة هذا العالم المتقلب والمضطرب الذي نعيش فيه: «ألعاب البورصة، التي يتوقف عليها -للأسف- كثير من مصاير الناس، لا تعرف في نهاية الأمر سوى قاعدة واحدة: تناوب التوقعات الهائجة والمخاوف الطائشة».

إن مجتمعنا هو أيضًا بلا شك قلق، طالما تتداخل فيه المخاوف المتراكمة، سواء كانت مبررة أم لا: الخوف من الأزمة الاقتصادية والبطالة، والأزمة البيئية وانهيار النظم البيئية الطبيعية والإنسانية، من الهجرة ومن التدهور الغربي، ومن الإرهاب، ومن الانحطاط الأخلاقي والعلمنة، من اختفاء الإنسان فيما بعد التحول البشري… الإنسان الغربي محبط بشكل دائم. في حال كتلك، فإن مجتمع يصاب بالشلل بفعل الكآبة سيتفكك بالضرورة. ثم يشتمل التحرير على تسمية موضوع الخوف، حتى تُحَوَّلَ الكآبةُ إلى خوف. عندئذ سيكون من المهم أن نتساءل عما لو أن عودة الأوبئة، التي تركت أثرًا عميقًا للغاية في تاريخ أوربا، في عالمنا المعاصر لن تسمح من جديد بالتخلص من المخاوف المسببة لشلل مجتمعاتنا. ونحن نسمي عدوًّا نحاربه، ونعلن الـ«حرب» على فيروس، ونحشد العالم أجمع حول نموذج واحد، كفاح واحد، ألا نكون بهذا الشكل مرة أخرى بصدد استخدام تقنية قد سادت في بناء الغرب الحديث؟


ـ نُشرت المقالة في مجلة فيليت في ٢١ مارس ٢٠٢٠م.

ـ جون دوليمو، وُلد في 18 يونيو 1923م في مدينة نانت، وتوفي في 13 يناير 2020م في مدينة بريست. هو مؤرخ فرنسي جامعي، متخصص في العقليات الدينية في الغرب، وعلى وجه الخوص، في مسيحية عصر النهضة والعصر الحديث.

ـ صدر كتاب الخوف في الغرب عام ١٩٧٨م دار نشر فايارد.