لا تخن قلبك أيها الغريب
لا ارتواء للسكارى بخمر الحبر
لا انتشاء للمولعين بأساطير العالم السفلي والأعلى
ولا سماء للغرقى في بئر الخيانات
يوسف، وقد خانه الإخوة الأعداء، وخانوا من بعده أنفسهم والزمان
أيها الغريب، كن وطنًا لقلبك
هناك حيث امرأتكَ في أفق الغياب تنتظر التئام حدود الوطن على جرحها العاري على مائدة الكون
لا تهجر قلبك ثانية. لا تخنه. وحدك تعرف أسرار شهواته والحنين بين الحجرات
وتلمس حرقة اشتعال الرغبات في الدم والنبضات
***
لا ارتواء للعطاشى إلى الحب، بعد الحرب وقبلُ
قبّلني، وبين شفتيك دعِ الكلام يثور ويثمل
دع أرغفة جوعك تنضج في تنور الحب وتسقط على أرض الجياع الهائمين بأرواحهم في سماء الحرية التي لم تصبح موطنًا لأجسادهم بعد
عشاق المستقبل يموتون شوقًا إلى ركن في حضن القصيدة وعلى ناصية الشوق في بيت، يشبه فكرتنا عن الوطن
لم يبق من الأوطان إلا قلوب عشاقها الثوار
لا تقتل عاشقًا في الطريق إلى بيت الحبّ
دعه يشيخ – حيث البلاد قصيدة تولد في رحم امرأة تحفظ خارطة الغربة لتصبح نهرًا وسماء وأرضًا لمن قتلته رصاصة في الطريق إلى هناك، إلى ما خلف حدود الصور والكلمات
أيها الغريب، كلمني وفي فمك كل هذا النزف والاشتهاء
لا وطن لنا، أنتَ وأنا إلا العشق، هنا الآن
قبّلني،
والعين هائمة في بؤرة العين!