الراقصة

الراقصة

راﻗﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺮح ﻛﺒﻴﺮ

ﻣﻦ اﻷﻋﻠﻰ نشاهدها ﺗﺮﺗﻔﻊ

ﻳﺪور اﻟﺜﻮب ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ اﻟﺬراﻋﺎن

جسدها ﻳﺮن ﺑﺂﺧﺮِ ﺧﻂٍّ ﻟﻠﻤﺪى

هناك حيث اﻟﻤﻜﺎن ﻻ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ اﻻﺗﺼﺎﻻت ﺑﺎﻟﻄﺮق اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ

صوتها الذي نضج على أرض جافة

ﻳﺮﻣﻲ ﺗﺎرﻳﺨًﺎ ﺿﻴﻘًﺎ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﺮه

ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﻦ أﻟﻮان ﻋﻠﻰ اﻷوراق أﻟﻮان ﺗﻠﻄﺦ ثوبه

ﻳﻜﺘﺐ اﺳﻤﻪ

وﻋﻠﻰ رؤوس أﺻﺎﺑﻌﻪ ﻳﻬﺮب ﺑﻮﻗﺎﺣﺔ اﻟﻨﻬﺎر

لم تعلمه اﻟﻤﺪارس ﻛﻢ أﻧﻪ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻮهبة للجحود

ﺗﻬﺒﻂ ﻧﺴﻤﺔ ﻓﻮق ﺟﺴﺪ اﻟﺮاﻗﺼﺔ

ﺟﻴﻮب اﻟﻬﻮاء ﻣﻘﻔﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ

ﻟﻦ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ وﻟﻦ ﺗﻔﺘﺢ

ﻻ ﻣﺎء ﻳﻨﻘﺬ اﻟﺠﺴﺪ.. لا هواء

ﻣﺮآﺗﻚ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﻚ ﺗﻬﺮب ﻣﻨﻬﺎ

أﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺧﻠﻮة

ﻻ ترتاح مع نفسها

إﻻ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻳﻨﻌﺘﻖ؟!

ﺗﻜّﺎت ﺳﺎﻋﺘﻚ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﺗﻌﻴﺶ ﺧﻠﻮﺗﻬﺎ ﺻﺪى

رﻋﺐ؛ رﻋﺐ ﻳﺠﺮي ﻓﻲ أﻃﺮاﻓﻚ وﻳﻨﺘﺸﺮ

ﺻﺮاخ روﺣﻚ ﻳﻘﺾ ﻣﻀﺠﻌﻚ

ﺗﻨﺴﺤﺐ اﻟﺮوح ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺑﺾ لتخفف ﻋﻨﻚ

واﻟﻄﺮق ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻪ ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ

تتمنين ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻋﺎﻗﺮًا ﻻ ﺗﻐﺮق ﺑﺎﻷﻓﻜﺎر

ﻻ ﺗﻨﺠﺐ ﻗﺼﺎﺋﺪ

طفلك: براعم ﺗﺰﻫﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻳﻚ

ﺣﺒﻞ ﺻﺮﺗﻪ ﺑﻘﺪﻣﻴﻪ

وفي اﻟﺨﻠﻒ:

ﻳﻤﺘﺪ اﻟﺨﻂ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻻﻧﻬﺎﻳﺔ حيث ﻳﺴﺘﻄﻴﻞ اﻟﻄﻴﻒ

اﻟﺮاﻗﺼﺔ ﺗﺴﺘﺪﻳﺮ دروﻳﺸﺔ ﺑﺜﻮﺑﻬﺎ اﻷﺑﻴﺾ

ﺧﺼﻼت شعرها ﻗﺰح ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺔ اﻟﻠﻴﻞ

وﻧﻮاح اﻟﻤﻮج ﻟﻪ ﻣﻨﻪ ﺣﺼﺔ

ﺑﺎﺋﻌﺔ اﻟﻜﺒﺮﻳﺖ

ﻣﻦ ﻛﺘﺎب اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺗﻈﻬﺮ

ﺗﻤﺸﻲ

ﺗﻤﺸﻲ ﺣﺎﻓﻴﺔ

وﺣﻴﺪة

ﻃﻔﻠﺔ ﻻ ﺗﻜﺒﺮ

ﺗﻌﻮد ﻛﻌﺮوﺳﺔ زﻳﻨﺔ أﻣﻬﺎ ﺗﺮﻗﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎها

ﺗﺨﺸﻰ أﻻ ﻳﺴﻌﻔﻬﺎ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﺘﺮﺗﺐ ﺣﺬاء ﻟﻌﺒﺘﻬﺎ

ﻳﺨﻴﻔﻬﺎ

وﺗﻜﺎد ﺗﺨﺘﻨﻖ

بيروت 8/ 11/ 2019م