المسرح اجتماع حر يتواطأ الناس للوجود فيه بذريعة العرض
المسرح ثورة مستمرة، تاريخًا ومعاصرًا هو ثورة مستمرة، المسرح اجتماع حر يتواطأ الناس للوجود فيه بذريعة العرض، فعندما أقدم عملًا مسرحيًّا لا أريد من هذا العرض إلا أن يكون سببًا من أسباب الاجتماع؛ المسرح والسينما في المدن هي الاجتماعات الحرة، فليس هناك تقييد على من يدخل، وليس هناك تمييزٌ لمن يحق له الدخول أو لا يحق، انظر مثلًا في أماكن أخرى تجد أن الدخول يكون حسب الانتماء الحزبي أو السياسي أو الديني.
في الأحزاب أيضًا ستجد اجتماعات خاصة بكل تيار أو جبهة، فليس مرغوبًا عند الاجتماع لأحد الأحزاب السياسية أن يكون هناك أشخاص من أحزابٍ أخرى، أما في المسرح فليس هناك من قيدٍ على من سيدخل إلى هذا المكان أو لا، فكل أتباع الأديان والأحزاب والتيارات الاجتماعية والمرأة والرجل والطفل والأعمار والطبقات كافة يدخلون إلى المسرح من دون قيدٍ أو شرط أو لحظٍ لانتماءاتهم السياسية أو الدينية أو العرقية؛ لأن الجميع مدعو هنا إلى المكان بشكلٍ حر، إذًا فالمسرح اجتماعٌ وحوار حر، ولا يمكن لأي مسرح في سوريا أو غير سوريا أن يكون اجتماعًا مقيدًا، أو مسيسًا؛ لأنه عند ذاك سيصبح المسرح ألعوبة في يد رجال الدين والسلطة.
المسألة خطرة جدًّا هناك مكان عفن كما كل الأماكن والمؤسسات الثقافية؛ فالحفرة كبيرة جدًّا لذلك ترى أن الانهدامات كبيرة جدًّا؛ فالحفر الموجودة في العالم العربي في جزءٍ منها مُصهينة بامتياز وتحت لافتات وأعلام ورايات، وكل الربيع العربي هو ناتج مما كان موجودًا من تهميش وإلغاء وظلم؛ هذه مقدمات كانت محسوسة لمن يريد أن يعرف أو يقرأ ويرى ويتبصّر!