شوارع سائحة في الحصار الجليل
(1)
لقاء
قال لي صاحبي: نلتقي في المساء وغاب…
يجيء المساء ولما يجئ صاحبي…
جاءني نعيه في المساء.
(2)
يباس
– من أين يبدأ جرحك؟ من جثة في الرماد الثقيل؟
أم من القلب متسعًا لانهمار البرودة؟
من أين؟
– كل الشوارع سائحة في الحصار الجايل.
وحدك الآن تشعل نار البراءة في الجسد المنطفي.. وحدك الآن تمنح البحر عري الفصول.. وترمم جدران منفاك، تسبح في جزر النفي، وحدك تستقدم الورد، تمنحه نكهة وقناديل.
مستوحدًا ترتخي في مسافات حزنك، تتسع الخطوات وأنت تلملم وجهك بين ركام الذهول.
فمن أين يبدأ جرحك؟
– إن الشوارع سائحة في الحصار الجليل.
(٣)
بيوت
طفلة تدخل البحر
يأخذها البحر في رقة
وتموت.
إنه الموت يستوطن الآن كل
البيوت
(٤)
هواء
بقعة من بكاء
في احتفال المسدس بالجسد المرتمي في الرصيف
بقعة من هواء نظيف
لا تمر بشرفتنا
إنما بقعة من بكاء
(٥)
ظل
يلاحقني مثلما شرطي فأخلعه عن إهابي
ولكنّ ضوءًا صغيرًا
يعيد تخلقه في ثيابي