بواسطة عواض العصيمي - كاتب سعودي | يناير 1, 2020 | نصوص
…وذات يوم، بعد مطر غزير، امتلأت الساحة المجاورة لورشته زهورًا طبيعية من مختلف الأشكال والألوان. فلسفته في صنع الأبواب، أن يصمم زهورًا من النحاس ثم يلحمها على أبواب الدور ليألف السكان شكل الزهور الطبيعية عندما يأتي الربيع. الأجداد الذين أفنوا أعمارهم في جلب حجارة المدينة من الجبال ألَّفوا لمفصلات الأبواب أصواتًا حزينة يسمعها الداخل كما يسمعها الخارج، ولما ماتوا كان هو قد حفظ كل الأصوات فراح يحكي للأجيال الجديدة قصصًا مختلقة، لكن زهرة حقيقية بهذا الجمال الذي عقد لسانه جعله يتوقف عن عمله كحداد ماهر ويقضي وقته أمامها في فناء الدار الكبيرة الواسعة. راح يتأمل البتلات وهي تكبر وتتمدد، أسماها بنت الدار، وبنى عليها ظلة من الخشب الناعم. مد ماسورة الماء إلى الحوض، وتوافد عليه أصحاب الدور الجديدة، طالبين منه أزهارًا من النحاس لأبواب دورهم لكنه اعتذر إليهم في أدب بالغ، وأبلغهم أن ابنة الدار الجميلة في طور النمو الآن ولا يستطيع تركها وهي في هذا العمر اللين للغاية.
صار يقضي جُلَّ وقت فراغه بالقرب منها. ثم ما لبثت أن شاركته زوجته الاهتمام بها، بل إنها ذات عشية راحت تنشج أمامه لأنها لم ترزق طفلًا منذ سنوات. ثم ابتسمت فجأة، ثم لمست الزهرة بإحدى أصابعها على نحو ما تفعله الأم حينما تلمس بأطراف أناملها وَجْنَةَ رضيعها. وفيما هو يتابع صمتها متأملًا شعورًا بالرضا يفيض من عينيها، مالت إليه متحدثة عن تغير غريب يتحرك في ثدييها كما تتحرك الحياة في الزهرة. وفورًا، أَرَتْهُ صدرها لتؤكد صدق كلامها، وكان الفضول قد بدأ يلحُّ عليه في مشاهدة التغير المفاجئ الذي أصابها رغم أنه هو أيضًا كلما جلس إلى جوار الزهرة، فاض منه ما خيل إليه أنه شعور الأب الجالس مع ابنته الصغيرة. من إحدى الحلمات، رأى قطرة بيضاء تطل برأسها خارج الثدي، ثم لما عجزت عن التماسك سقطت إلى أسفل. عندها، تذكر أنه ربما آذى مشاعرها حينما حدق فيها بتلك الطريقة الفجة التي قد تفهم منها أنه إنما يلقي عليها لائمة عدم الإنجاب. بيد أنه في اللحظة نفسها كان ينظر إلى الثديين مندهشًا من حجمهما الذي صار أكبر، ومن لونهما الذي مال إلى دكنة الأثداء المبذولة باستمرار إلى الأطفال الرضع. وكان كلما أمعن النظر، حدث نفسه قائلًا: ثماني سنوات من الرشاقة والتناسق الجسماني ها هي تنهار في لحظة واحدة أمام زهرة، وها هي كما لو أنها امرأة متمرسة في الإنجاب تستطيع مج الحليب من صدرها كما أرى الآن! عانقها.
وفي اللحظة التي يقتربان فيها من الحوض، كان ينبهها إلى حساسية الزهرة فتتوقف عن الحركة وتعود إليه في الحال. وروت ذات عشية أن أجمل الأوقات بينهما هي الأوقات التي يقضيانها بجوار الزهرة. كانت تنزل بالقهوة والشاي إلى الفناء كل صباح، ثم يبدآن الحكي. هو يحكي للزهرة الحكايات، وزوجته تقص عليه القصص. وكان يراها تتمايل وهو يتكلم. كانت الزهرة تشرق بألوانها الزاهية كلما حكى لها حكاية سعيدة. وعلى النقيض من ذلك، كانت تشحب ألوانها وتضطرب عندما يأتي بحكاية حزينة فيها أحباب يموتون أو يحترقون بالنار. أما زوجته، فكانت تقص عليه هو القصص التي تحفظها، وغالبًا ما تكون عن نساء يلدن وحدهن في أطراف المدن أو في وسط الصحارى المقفرة، ثم إما يَمُتْنَ أثناء الولادة، أو يعشن ويموت أطفالهن.
وكانت الزهرة أمام تلك القصص تتلوى وتصطخب فيها ألوان الاحتضار والموت، حد أنه كان يطلب من زوجته التوقف عن الكلام وإلا فإن الزهرة ستموت لا محالة. ومن فرط حرصه على بقائها يانعة ريانة، امتنع عن الصعود إلى البيت، وترك لزوجته كامل الدار رغم أنها لم تكن تمر ساعة إلا وهي إلى جواره تسقيه وتطعمه وتتفقد معه الزهرة من غير أن تفارق شفتيها ابتسامتها المعتادة. ثم جاءت أيام حارة بدت فيها الشمس كما لو أنها تريد حرق الناس والنبات دفعة واحدة. قلق أشد القلق على الزهرة، وخاف إنْ هي احترقت أمامه، أن تحترق في داخله مشاعر الأب الذي يكرس وقته كله في سبيل أن يتقرب من ابنته أكثر. بلل ظلة الخيش بالماء، وسقى تربتها، ورابط عندها خشية أن يمسها الطقس بلفحة هواء حارة فتموت مثل أية زهرة تموت في الخارج.
صار يحكي لها الحكايات السعيدة. يجثو أمامها ليغني لها أغاني الربيع. يرفع صوته بترانيم النسمات العليلة التي تلاعب الزهور البرية، وكان يراها تتمايل من الطرب والابتهاج. وعلى إيقاع صوته، كانت زوجته تطل من النافذة وتبتسم، وأحيانًا كانت تتمايل مثل الزهرة بالضبط، كان هو أيضًا زهرتها في الدار كلها. جاءه أبناء جيرانه الصغار فوقفوا في البدء يتأملونه، ولا بد أنهم كانوا ينظرون إليه باستغراب شديد؛ إذ لحظهم بطرف عينه صامتين في وقفتهم، قبل أن تروق لهم الفكرة ويشاركوه أغنية عن العشب ونواوير النباتات البرية الطرية. أصبحا فريقًا متناغمًا يردد أناشيده في الفناء، ويسمع آباؤهم الأناشيد فيأخذهم الفضول والطرب ويحضرون على دفعات وينصتون. وبسبب حضورهم اللطيف، ابتعدت زوجته عن النافذة، ولاذت بالغرف الداخلية. اختفت عنه في عتمة الدار، واكتفت من كرنفالهم الشجي بالإنصات إلى أغانيهم الجماعية من وراء الجدران. تخطفتها العتمة الدائمة للدار وغاب عالمها في الداخل ولم تخرج منه بعد ذلك.
بواسطة عواض العصيمي - كاتب سعودي | مايو 1, 2019 | كتب
نحن بإزاء ثنتين وثلاثين شخصية، بحسب التسلسل المسرود لعناوين النصوص الداخلية للديوان، جميعها يمر من فرجةٍ ينظر منها الشاعرُ لما تدركه عينه وبصيرته، وأيضًا لما تستدعيه ذاكرته من محيطه بشقيه، الاجتماعي والثقافي. ولا يفوتني هنا أن أذكر أن كل من مر من الشخصيات المرصودة للفرجة تتلبس الشاعرَ حياله إحدى أربع حالات:
الحال الأولى: استذكار وجهٍ أو صورة انفرطت بعيدًا من لحظته، ويشكل الإتيان بها من خزائن الماضي استرجاعًا لحقبة مضت يراوده حيالها شعور بالطرافة، كما في نص «غمزة أخرى.. وتسقط الحارة» حيث يتقابل الإغواءُ ممثلًا في حسناء مغناج «تغرق الأزقة بفيض من الغنج والدلال» والغيرةُ في قلوب نساء الحارة اللاتي «ينظرن إليها بغضب، ويحذرن أزواجهن من المرور أمام بابها» فيؤلف الضدان، الإغواء والغيرة، سياقًا اجتماعيًّا يعجّ بالمفارقات. وفي نص آخر يأتي الاسترجاع القريب لإحدى الشخصيات الحية على وضم الإجلال الشخصي؛ إذ تبرق أسارير الحكاية باسم شاعرها الكبير الذي «طوى الشعر على ذراعه مثل بشت» ثم لم تلبث الحكاية أن ترفعه بإطناب إلى مصف أسطوري تصعب مجاراته. أليس هو الشاعر «الذي شق بشعره السيول القادمة من جبال السراة، قبل أن تتحول إلى بحيرة في السد الكبير»؟! عليه، لم يكن مفاجئًا أن «ينظم الآخرون قصائد تشبه الكراسي التي يجلسون عليها» فالتاج الحري برأسه والكرسي القمين به في موازين عالم المحاورة الشعرية هما من المُلكيات الحصرية الثابتة للشاعر محمد ابن ثايب كما يقرر ذلك نص «كرسي محمد بن ثايب».
الحال الثانية: سخرية تقترب أحيانًا من الهجاء القاسي، ونلحظ في هذا الديوان أن السخرية عند عبدالرحمن الشهري تصنع شخوصها من شريحة اجتماعية لا تخلو من مثقفين وأرباب كلمة، وإن بدت السخرية في الظاهر كأنها تستعير لسانًا آخر غير لسانها الأصل، والنصوص في هذا الباب عديدة وضاجّة بمفارقاتها. ففي «محاولات جادة لخلع شاعر» على سبيل المثال تشعل الاحتيازات الصغيرة صراعًا بين ذوي التباهي الغائب في ضآلته، أولئك المجدون في حصد المكاسب الصغيرة لا غير، لذلك يكفي أن يكون المرء ذا جسارة في تكييف الوسائل لغايات على هذا النحو ليكون في المقدمة، وعلى هذا الأساس لم يدخر شخصية «محاولات جادة لخلع شاعر» وسعًا في الإدلاء بكرشه في المناسبات ليقول لأقرانه: إنه أخذ قضمته التامة من الكعكة الكبيرة، فيما هم يغلب عليهم النحول في إشارة إلى الاستئثار التام بامتيازات الرجل الوحيد الذي يعبر عن «واقع الشرق الذي لا يمكنه الفصل بين المستبد والكرسي الذي يجلس عليه».
عبدالرحمن الشهري
الحال الثالثة: إحساس بقرب الشخصية منه وبذلك يرى أن الكتابة عنها في نص من نصوص الديوان يمنحها لمسة من خلود مستحق. والقرب في هذه الحال ليس على إطلاقه بالمفهوم الاصطفائي البحت، إنما هو في معظمه قرب روحي أوجدته مشتركات ممتدة بين الشاعر وبين الشخصية. وهي مشتركات ثقافية وفكرية وإبداعية، كالتي بينه وبينه شعراء ومثقفين أحياء أورد أسماءهم في ديوانه وكتب عن كل منهم متنًا مستقلًّا. على سبيل المثال، نجده يفرد لإحدى الشخصيات نصًّا عن بعض تجلياتها الإبداعية وعن شيء من تاريخها الشعري (علي بافقيه) أو يضع شخصية أخرى في نصٍّ آخر على مُشِعٍّ مناقبي يجلّي من خلاله أُبوَّة فكرية يرى الشاعر أنها ناجزة (سعيد السريحي) وفي المجموعة عينها نقرأ عن شخصية معمورة بالأمل بالرغم من توصيفها كشخصية إشكالية تتميز حسب النص بجرأة في الطرح وبأفكار «خارجة عن المألوف» (مسفر الغامدي). أما في نصوص مثل «تقاسيم طاهر بن علي» و«كرسي محمد بن ثايب» و«الدفاع عن لونين أحدهما أسود» فإن علاقة الشاعر بشخصياتها تشكلت إما من منابع وجدانية ارتبطت بالسماع والذوق في حال الطرب والشعر، الأول يتمثل في المطرب الراحل طاهر بن علي الأحسائي، والثاني في شاعر العرضة الجنوبية محمد ابن ثايب، أو ارتبطت بعالم الرياضة ومثاله الأبرز اللاعب الاتحادي محمد نور.
الحال الرابعة وتأمل المغمور
هناك نصوص عن شخصيات مجهولة للقارئ عبدالرحمن الشهري وقارئ الشعر المحليّ عامة غير أنها بالنسبة لشاعر (1- أسمر كرغيف، 2- لسبب لا يعرفه، 3- صعود متأخر) وهي الدواوين الشعرية الثلاثة التي سبقت هذا الديوان، فإن لديها سمات درامية أو خصائص هزلية أو تفيض بملامح إنسانية في مقدورها تخليص الشخصية من كونها شخصية مجهولة في نظر القارئ إلى شخصية مقروءة، في الديوان بدءًا، ما يرفع احتمال مقروئيتها تاليًا إلى أكثر من قارئها الأول، أي الشاعر الذي أوجدها، ما دام هناك قارئ على مقربة من الديوان. النص في هذا الإطار هو خلية المجهول التي تتهيأ للتكاثر خارج الوجود الأحادي المغمور الذي كان يقيم فيه المجهول قبل التدوين، وهو كذلك خارج مُلكية الشاعر على الصعيد الاستقرائي. كان الشاعر يحتكر حدوثه كخلية مستجلبة من الواقع المنسي، ثم لما أشخص إليه نظره ثم دَوّنه في كتابه لم تعد مُلكية الشاعر الاستقرائية تحتكره كما كانت تحتكره قبل تنصيصه، بل باتت قراءته متعددة بعدد القراء. كان شاخصًا فأصبح شخصًا، كان مبهمًا فبات قابلًا للتأويل، بات قضية تحت النظر.
هذا المجهول، هذا الكائن المدرج عن وعي وقصد في الكتاب، راح يشكل من وجوده الحديث المختزل عتبةً تحمله وتحيل إليه. تحمله إلى القارئ في حدود وجوده كنص (أو كوجهة نظر)، وتحيل إليه فيما وراء ذلك. تحمله إلى فئات المختلفين، وتحيل إليه عند الأشباه والمتشاكلين. مثال: زير النساء الموشك على التقاعد، الذي لم يتساقط شعره بعد، والذي يضع يده على رأسه آخر الليل ويتفقد شعر رأسه والنساء اللاتي مررن أيديهن عليه.. إلى آخر الموشور الوصفي.. هذا الرجل ما الذي يمنعه عند هذا القارئ أو ذاك من إلقاء خطبة قصيرة على منصته الجديدة يدلي خلالها بما لم يقله النص عنه أمام القراء. ما حظه من التصنيف عند المختلفين؟ أو من الميل والحظوة عند الأشباه؟ كل شخصية مدرجة في قائمة المكتوب عنه توجد خطابها الآخر، ربما المختلف، في فضاء التلقي. وبغض النظر عما إذا كان العرض مكثفًا أم مسهبًا، شعريًّا أم نثريًّا، ما من شك في أن الوجود قد حدث، غير أنه في لغة الشاعر، رائد الفكرة، سيتراءى للقارئ في حلة زاهية لأنها تمثل حادثة نشوئه الأولى، وسيتلو ذلك مجيئات كثيرة بعد هذا التاريخ التحولي لكنها مجيئات من خارج الديوان تتجاور أو تتنافر في المشاكلة أو الاختلاف.
الواحد والزمرة
الفرجة التي يحتلها الشاعر، كما أسميتُها قبلًا، هل كانت لتتسع لكل هذا العبور الحافل لو لم يكن المرصود هو مشهد الشاعر اليومي الذي يتعهده متفرجًا ومعلقًا وربما محاورًا؟ ليست الشخوص المطروحة هي بالضرورة الشخوص عينها في طقسه اليومي، ولكن فردانيته ملائمة لهذا الطقس التأملي. إذ ما قيمة الفردانية إن كانت ستختنق بالمشهد إياه، والصور ذاتها في كل يوم؟ على سبيل السبر: «قد يكون هناك من يستطيع مساعدته»، هنا يتحدث الشاعر في نص «مع طائر في محنته» عن طائر يحاكي أصوات الطيور في منتبذه. طائر لا ندري إن كان له صوت كما للطيور أصواتها لكنه على أي حال لن يفلت من ظن عتيد يلاحقه أينما حل يذكره بثغاء «ماعز جبلي، أفرط في إعجابه بذاته، ثم سقط على قرنيه». من موقعه خلف الفرجة، تلقف الشاعر محنة الطائر فجعل منها أعجوبته في لحظة، امتلأ بدهشة المراقب، وبالتالي بحاجته إلى تعليق موجز على المشهد، وعندئذٍ طرح احتمال أن «يكون هناك من يستطيع مساعدته». بيد أن التماس مع المَشاهد كلها ليس على حصير واحد في كل الأحوال، فكل مشهد يحمل موضوعه ومفارقاته وتساؤلاته المرصودة من مرقب الشاعر، حيث العين مصوبة بتركيز لافت على محصول الزمرة.
وإذا كان الطائر المحاكي استدر شيئًا من تعاطفٍ يلوح لنا كأنه محفة ساخرة تشيعه إلى العش، فإن هناك ما هو أقسى من هذه المقارفة الفظة. سنقرأ لونًا من الهجاء الحاد ينصب على رجل «شهادة على الفيس بوك» الذي يحمله التفكير في تجاوز حبال الحلبة على أن يقرر أن يرتطم بها «ثم يرى ماذا يحدث»، لكنه لا يجاوز هذا الفعل على الإطلاق. حين تكون الحبال هي الوجهة فستكون الغاية من الرغبة في التجاوز هي النكوص والارتداد إلى نقطة المركز، وفي ارتدادٍ كهذا سيكون السجل الخاوي إياه في انتظار رجل الحلبة الفاشل، الذي «كل يوم يرتطم بالحبال التي تقذفه إلى المركز تمامًا». ومثل ذلك في قسوة السخرية وشدة تقشيرها ما سنقرؤه في «الكتابة على مشارف الخمسين» حول رجل قد يتساءل بعض من أدركته حرفة الأدب: أين رأى هذا الوجه؟ فقد يكون من الوجوه التي تلوب أروقة المؤسسات الثقافية وتعرف بنفسها للأدباء على أنها الكاتب (فلان) فيما هي في واقع الأمر تأمل أن تنسبه إلى معاشر الكتاب والمثقفين مخطوطةٌ لم تطبع بعد، أو كان قد سود مئات الصفحات، ودفع بها إلى مطبعة متخرمة السقف حيث «الكتب تعاني من البلل». وفي كل الأحوال، بمجرد أن يصبح البلل «نهرًا سريع الجريان» تكون السخرية قد نضجت عند الشاعر، وسواء ازداد جريان النهر أم تناقص، ستظل لذعة السخرية متربصة بهذا الصنف من المطابع التي ستزداد ثقوب سقوفها كلما تواطأ ضحاياها مع شراهتها في إفساد القارئ والكاتب معًا.