المقاربة النسوية للسرد
ترجمة: ربيع ردمان – باحث يمني
تأصَّلتْ نظريةُ السَّرد النسوية تأصلًا متسقًا في مجال اهتمامها، شأنها في ذلك شأن النظرية النسوية نفسها. وما بدا كـ«علم سرد نسوي» تمحْوَر حول تأثير الجُنُوسة المُشيَّدة ثقافيًّا على شكل النصوص السَّردية وتلقيها اتَّسَعَ إلى علوم سرد نسوية تشمل –في تحليلها للنصوص السردية– العِرْق race، والتكوين الجنسي، والقومية، والطبقة، والانتماء العرقي فضلًا عن الجنوسة. وبما أنني أستخدم مصطلح النسوية، في أعقاب الموجة الثالثة من الحركة النسوية في نقدها للتحررية البيضاء وفي أعقاب معارضة منطلقات ما بعد النسوية التي تسود الاتجاه العام الأميركي؛ فالنسوية اليوم تشير إلى اعتقادٍ مفاده أن الثقافة والمجتمع السائد ينتظمان لتهميش كلِّ من لا يتطابق مع الأبيض، والذَّكَر، والطبقة الوسطى أو الراقية، والأورو أميركي، ونمط «الجنسية الغيرية» الذي لا تزال دعائمه راسخةً في المجتمع.
ولا بد للتحليل النسوي اليوم أن يأخذ بعين الاعتبار ما أسمته كيمبرلي كرينشو المقاربة «المتداخلة»؛ لأن الامتياز الأبيض والامتياز الطبقي و«معيارية الغيرية» وغيرها من مواقع القوة النسبية تجعل تراتبات الجنوسة معقّدة. وبوصفي نسوية، فأنا أدرك أن النظام الأبوي الذي نفهمه بوصفه ضمانًا للتغطية على الهيمنة الذُّكُورية يعتمد على تواطؤ النساء والفئات المهمشة الأخرى بالرغم من أنه لا يخدم سوى أقلية محدودة من الناس في العالم؛ ولو سعى كل الذين يتعرضون للتمييز إلى التوقف عن التواطؤ وثاروا فلن تقوم لهذا النظام قائمة. غير أن تراتبية هذا النظام لا تزال تحكم الثقافة والمؤسسات الغربية بما فيها (ولأغراضنا خاصة) مؤسسة النظرية الأدبية والنقد.
وكما أوضحت منظرات السرد النسوي الرائدات، فقد نشأ علم السَّرد الكلاسيكي في ثقافةٍ أكاديمية ذكورية استنادًا إلى نظريات طوَّرها رجالٌ أقاموا نماذجهم على دراسة النصوص التي يكتبها الذُّكور. وانطلق علم السرد النسوي من فكرةٍ مفادها أن فحص النصوص غير السائدة يمكن أن يفضي إلى نتائج قابلة للتعميم بخصوص السَّرد قد تكون غير ظاهرة في النصوص المُعْتَمدة السَّائدة. وقامت هذه الفكرة على افتراضٍ نسوي مؤداه أن النصوص ترتبط دائمًا بالظروف المادية للتاريخ التي يجري فيها إنتاجها وتلقيها، وهذا الافتراض يتناقض مع الموقف الشَّكلاني لعلم السَّرد الكلاسيكي، لكنه أصبح بفضل جهود شخصيات مُؤَثِّرة أمثال جيرالد برنس افتراضًا مقبولًا في إطار الممارسة الواسعة لنظرية السَّرد، وبخاصة عندما طُبق على نصوص موسومة بالعرقية أو بما بعد الاستعمار. ولأنَّ مصطلح «علم السَّرد» لا يزال يوحي للكثيرين أنه مقاربة نظرية لا صلة لها بقضايا التاريخ والسياق، فقد أخذ بعض النقاد –وأنا منهم– يعتمدون أسماء؛ مثل: «نظرية السَّرد النسوية» أو «نظريات السَّرد النسوية والمِثْلية» لتسمية هذا الاختصاص.
الجمع بين النظرية النسوية ونظرية السرد
لا أسعى هنا إلى تقديم تاريخٍ مفصَّل أو لمحة عامةٍ عن كثير من أشكال نظرية السَّرد النسوية التي أصبحت قيد الاستخدام اليوم، بل أبيِّن طريقتي الخاصة في ممارسة القراءة عبر الجمع بين النظرية النسوية ونظرية السَّرد، كما سأدرس بعناية نصًّا مفضّلًا لي هو رواية «إقناع» (1818م) لجين أوستن، وقد نشرتِ الرواية بعد وفاتها. إن أهم ما يميز النقد النظري السَّردي، بالنسبة للنظرية النسوية، هو وعيه الذاتي إزاء المنهجية وإصراره على وضوح الأسئلة التي يتوفر عليها لفهم النصوص ووضوح الطريقة التي يتخذها في الإجابة عنها. ومن المثير للدهشة أن يندمج الوعي الذاتي في علم السَّرد اللاسياسي بالأجندة السياسية في النقد النسوي بصورةٍ جلية. إن منظري السرد المؤسِّسين (أمثال جيرار جينيت) لم يدّعوا صياغةَ أحكامٍ موضوعيةٍ أو حتى تجريبية في وصفهم للكيفية التي تنْبَني بها النّصوص السردية، وتعكس دراسات جينيت وبخاصة دراسته لرواية مارسيل بروست [البحث عن الزمن المفقود] وعيًا بإمكانية أن يكتشف ناقد آخر أنماطًا سردية أخرى في الرواية. فالمسافة تبدو قصيرةً بين الاعتراف بأن ملاحظات المرء قد تتأثر بموقفه الشخصي، وتحديد انتماء هذا الموقف إلى مجموعة قناعاتٍ محددة، كما هي الحال في النظرية النسوية. وبهذا المعنى فإن النقد النسوي ونظرية السَّرد يُشكِّلان فرسَيْ رهان.
من بين التنويعات التي انطوى عليها التَّوجه النّظري في نظرية السرد نجد أنَّ ما تشترك فيه نظريةُ السَّرد النسوية مع المقاربتين: البلاغية والمضادة للمحاكاة أكثر مما تشترك فيه مع علم السَّرد المعرفي. وعلى غرار نظرية السَّرد النسوية، تنظر نظرية السَّرد البلاغية إلى النص السَّردي ليس بوصفه مجرد تمثيل للعلاقة بين المؤلف والقارئ، إنما بوصفه بناءً للتفاعل بين الاثنين. غير أن منظري السَّرد البلاغيين أمثال جيمس فيلان وبيتر رابينوفيتز يعتبرون دراسات الجنوسة أو التكوين الجنسي أو الطبقة مسألة عرضية بالمقارنة مع الاتصال الحقيقي الذي يحدث عندما يلتقط إنسانٌ نصًّا سرديًّا ويَشْرَعُ في قراءته. لا تأخذ نظرية السَّرد النسوية ذلك الاتصال كمعطى لكنها تحاول دائمًا أن تُؤَطِّر تحليله بأكبر قدرٍ ممكن معرفته من السياق السوسيوتاريخي الخاص بالمؤلف والقراء قيد الدراسة. قد تتداخل أيضًا نظريةُ السَّرد المضادة للمحاكاة مع المقاربة النسوية بطرقٍ فعَّالة ومفيدة، فكثير من النصوص السَّردية التجريبية الحداثية وما بعد الحداثية – من رواية «الأمواج» (1931م) لفرجينيا وولف إلى «مكتوب على الجسد» (1994م) لجانيت وينترسون و«بيت المرح» (2006م) لأليسون باكدل– تأتي مرتبطةً بموضوعات الجنوسة والتكوين الجنسي، وينظر كثير من الروائيات والمنظرات النسويات إلى فعل الكتابة خارج حدود النوع الأدبي الواقعي بوصفه -هو نفسه- حركةً مناوئةً.
كما نجد ناقدًا مناهضًا للمحاكاة مثل بريان ريتشاردسون يهتم في الأغلب بالمعاني الضمنية للأشكال الجنسية والمجنَّسة التي يقوم بتحليلها، بالرغم من أن مسألة السياسات النسوية ليستْ مسألةً مركزية في منهجيته. ويعدُّ علم السَّرد المعرفي الذي يمارسه ديفيد هيرمان من المقاربات المعاصرة السائدة في نظرية السَّرد، غير أن هذه المقاربة لا ترتبط ارتباطًا وثيقًا مع نظرية السَّرد النسوية؛ لأنَّ دراسة العمليات في الدماغ الإنساني تبحث عن التشابهات بين الناس أكثر مما تبحث عن اختلافاتهم. الحقيقة أن الاختلاف – والأهم من ذلك أن الفروق الاجتماعية لا تزال متأصِّلةً في الاختلافات التي تُنتَج ثقافيًّا – يعني أن مُنظِّري السَّرد النسويين لا ينوون حتى الآن مجاوزة الاختلاف القائم على أساسٍ ثقافي إلى الاختلاف على أساس عالمي، ويبدو أن صدى الاختلاف الثقافي لا يزال يتردد مع مبدأ الاعتداد بالذات الذي يسعى معظمُ منظري نسوية ما بعد البنيوية إلى الحدّ من الاتكاء عليه. لكن الأبحاث التي يقوم بها فريدريك لويس ألداما في علم الأعصاب والسَّرد تعمل على دعم نظرية السَّرد النسوية من خلال اهتمامها بالتأثير العاطفي والانفعالي للنصوص السَّردية، بالإضافة إلى اهتمامها بتأثير الاختلاف الثقافي في نشاط القراءة. وليس في أيٍّ من مقاربات نظرية السَّرد المعاصرة ما يمنع من الاهتمام بالجنوسة أو التكوين الجنسي أو الطبقة، أو بتلك الاختلافات الأخرى المتأصِّلة تاريخيًّا وذات الدلالة السياسية، بيد أن ما يميز نظرية السَّرد النسوية بشكلٍ رئيس هو إصرارها على وضع هذه القضايا في صُلب اهتمامها.
تفكيك التعارضات
يمكنني أن أخلص إلى أشياء عامة بخصوص ممارستي للنقد السَّردي النسوي، فأنا أميل بشكلٍ رئيس في تحليل رواية «إقناع» لأوستن إلى بحث الوسائل التي يجري من خلالها تفكيك التعارضات الثنائية في الرواية والكامنة وراء الافتراضات السائدة عن الجنوسة والتكوين الجنسي والطبقة. بمعنى أنه إذا كانت الثقافة السائدة في الحقبة الزمنية التي عاشتْ فيها جين أوستن قد رَوَّجَتْ لأيديولوجيا الميادين المنفصلة – بجعل الحياة العامة والمهن والسلطة من نصيب الرجل وتحديد المرأة بالحياة العائلية والزواج والانقياد – فإنني أكون معنيّةً بقراءة روايات أوستن بوصفها استجاباتٍ لتلك الأيديولوجيا وانتقادات لها. وهذا يفضي بنا إلى تجاوز الممارسة النسوية القديمة في دراسة «صور المرأة» من أجل الكشف عن التنميط والإشادة بقدرة الكُتَّاب على الخروج عن أدوار الجنس المتوقعة في خلق شخصياتهم. حتى الشخصيات الأكثر نمطية لدى أوستن فإنها تجسّد سماتٍ متناقضة، وهو ما يؤدي إلى تعقُّد تمثيلات رواياتها للجنوسة والتكوين الجنسي. ويسعى الناقد السَّردي النسوي مدفوعًا بروح ما بعد البنيوية إلى أن يُحدِّد تلك التناقضات ويقاوم التوفيق بينها أو حلها، واضعًا في حسبانه دومًا أن تَعقُّد التقنيات السردية يُعطي للشخصيات طابعًا أدبيًّا وعالمًا داخليًّا.
أما على صعيد التحليل الموضوعاتي فأقرّ أنني دائمًا يقظة تجاه ما يمكنني رؤيته على أنه علامات للنسوية في نصوص جين أوستن. ويُعزى هذا من جانب إلى قناعتي –المعززة بالدليل البيوغرافي– أن أوستن إما أنها كانت تقرأ لماري وولستونكرافت (1759 – 1797م) أو أنها عرفتْ أفكارها عن حقوق المرأة بطريقةٍ غير مباشرة، كما يُعزى من جانبٍ آخر إلى رغبتي الصادقة (أعتقد أنها رغبة يشاركني فيها كثيرون من المعجبين المعاصرين بجين أوستن) في الدفاع عن مؤلفتي المفضلة التي لم تكن أداة للقمع الأبوي لا في عصرها ولا في عصرنا اليوم. قد لا أعطي قدرًا كبيرًا من الاهتمام لدراسة تعبيرات الشخصيات الروائية عن مشاعرها الأنثوية (وإن كنتُ أجد في رواية «إقناع» قدرًا مهمًّا منها)، بيد أني أهتم بالممارسات السَّردية التي تنزع إلى مواجهة الأفكار المسلّم بها حول ما هو ملائم للحياة الشخصية للأنثى أو ملائم لنصٍّ تكتبه امرأة.
حين كشف دي. أيه. ميلرD. A. في أوائل ثمانينيات القرن العشرين عن المقاومة الموجودة في روايات أوستن للنهايات التقليدية المتمثلة في زواج لا مشاكل فيه، فقد وضع نموذجًا لنقاد السَّرد النسوي عن نصوصها. وفي الوقت نفسه يشكِّل هذا النموذج نقدًا لمعايير الجنوسة مجتمعيًّا وسرديًّا، ويمكن أن تغدو نسوية أوستن في أبهى صورها حين ننظر إليها بوصفها دفاعًا عن قيم عالمها وعالمنا التي اتجهنا إلى انتقادها بوصفها قيمًا مفرطةً في أنثويتها. فعلى سبيل المثال، كانت أوستن تعطي مساحةً سرديةً كافيةً للتفاصيل الدقيقة والتافهة على نحو ما تبدو في حوارات النساء وفي الأماكن العائلية؛ وهو ما أضفى على نصوصها شكلًا أدبيًّا متميزًا جدًّا عما كان يكتبه معاصرو أوستن من الكُتَّاب الذُّكور أمثال السير والتر سكوت. يرى المنظِّرون النسويون أمثال ميلر أن الموضوعة دائمًا ما تتجلى في النموذج. فالانحرافات عن المعايير الرسمية تجعل الانحرافات عن الأيديولوجية المهيمنة ظاهرةً للعيان.
من الهامش إلى المركز
من المنطلق نفسه، أبحث أيضًا عن المواقف التي يتخذها النص تجاه الطبقة والعرق وتاريخ الاستعمار، فضلًا عن الجنوسة والتكوين الجنسي. وبعد أن صار بمقدور كثير من النقاد النسويين القراءة «من الهامش إلى المركز» أخذوا يدققون النظر في التفاصيل التي قد يجدها النقد غير النسوي تافهةً أو هامشيةً. هذا يعني عند دراسة أوستن أن نلتفت إلى ما هو غير ممثّل في النص فضلًا عما يكون ممثلًا فيه. إن إخفاء هوية العبيد وشحّ الطبقة العاملة أو الشخصيات الفقيرة والمعتقدات الضمنية حول الدخل والامتياز والمكانة كلّها تدل في عوالم أوستن القصصية على أن الكاتبة قد وظفتها باقتدارٍ يبعث على الإعجاب والدهشة. وقد أوضح إدوارد سعيد في رأيه المعروف كيف تعترف رواية أوستن «عزبة مانسفيلد» (1814م) وتتجاهل في الوقت نفسه حقيقةَ أن أسلوب الحياة التي يعيشها السير توماس بيرترام، وفق نمط حياة الطبقة الراقية البريطانية الذي تطرحه الرواية بشكلٍ طبيعي ومرغوب فيه، إنما هو بفضل عماله العبيد في مستعمرة أنتيغوا. غير أن النظرية النسوية ترى أنه لا بد أيضًا لدراسات الاستعمار والعِرْق أن تأخذ بعين الاعتبار الجنوسة والتكوين الجنسي والطبقة، كما بيَّنتْ ذلك سوزان فرايمن في انتقادها اللمَّاح لرأي إدوارد سعيد، والواقع أن انتقادها ليس نقضًا لسعيد بل تنقيح لاذع لقراءته. فالطبقة والعِرْق والأمة والجنوسة والتكوين الجنسي والانتماء العرقي والإعاقة كلها قضايا تحاول نظرية السرد النسوية التعامل معها جميعًا في الوقت نفسه قدر الإمكان، إقرارًا منها بدورها في نقد التجليات السَّردية لكل صنوف القمع التي تستند إلى الهويات التي تُبنَى اجتماعيًّا.
فالنظرية النسوية تشكِّل بمداخلها البينية منطلقًا للمواقف والممارسات التي أقوم بوصفها هنا، تمامًا كما تُقدِّم برنامجًا للجنوسة يمكن الانطلاق منه في دراسة عناصر السَّرد؛ مثل: الحبكة، والمنظور، والصوت، والفضاء. وتعمل نظرية المعرفة النسوية، والجغرافيا النسوية، وعلم التاريخ النسوي، وعلم الأعراق النسوي من منظور سياسي على دراسة الأنماط لتأطير البحث في مجالات مثل: الفلسفة والتأريخ والعلوم الاجتماعية التي تسعى جاهدة لتفسير الحقيقة. ويفيد النقد النسوي الأدبي والثقافي من الأفكار التي تُقدِّمها هذه المداخل النظرية، رغم أنه دائمًا ما يضع في حسبانه حقيقة أن النصوص ليست إعادة إنتاج للواقع، إنما هي عبارة عن تمثيلات لهذا الواقع. وما يمكن استنتاجه من النصوص الأدبية عبارة عن مواقف مناهضة للجنوسة، وليست حقائق حول كيفية حدوثها في العالم المادي. لكن يتعيَّن على منظري السَّرد أن يدركوا أيضًا أن للأدب تأثيره الخاص في العالم المادي، وأن نصوصًا شعبيةً على غرار الروايات التي كتبتها جين أوستن يمكنها أن تعمل على تشكيل الافتراضات المجنَّسة للناس ولسلوكهم الواقعي بقدر ما تعكسها. إن جنوسة «الواقع» لا وجود لها، فالجنوسة هي دائمًا وأبدًا بناء افتراضي أو أداء، كما تسميها جوديث بتلر، تُبنَى باستمرار بين الممارسات المادية وممارسات القراءة. وبإمكاننا أن نغدو أكثر قدرة على فهم دور السَّرد في تشكيل الجنوسة، وأفضل ما يمكننا القيام به أن نغير الأساليب القمعية التي تعمل بها معايير الجنوسة في العالم. ومثلما استطاعت جين أوستن المساعدة في كثير من الحالات ذات العلاقة بما يتوجب علينا فعله لتدبر شؤوننا، فإنها بالتأكيد تستطيع أن تمد لنا يد العون.